العمود الثامن: دراما قناة دجلة

Monday 31st of August 2020 09:15:07 PM ,
العدد : 4760
الصفحة : الأعمدة , علي حسين

 علي حسين

هل أعجبتك مشاهد حرق قناة دجلة والتي رافقها وجود أعداد كبيرة من قوات الأمن كانت تشاهد ما يجري وتلتقط صورًا تذكارية للحريق؟ هل دققت في مذكرة إلقاء القبض على جمال الكربولي والتي اصدرها القضاء بسرعة البرق؟. 

في هذا المكان كتبت أكثر من مقال عن آل الكربولي وأحوالهم وأموالهم، وحدثتكم عن الصفقة التي عقدها نوري المالكي مع جمال الكربولي والتي كانت من نتائجها تبرئة الكربولي من قضية نهب أموال الهلال الأحمر، وكتبت عن الصفقات الانتهازية التي عقدت بين حزب الدعوة وجماعة الكربولي والتي حصل من خلالها آل الكربولي على هذه الثروة المنهوبة من الأموال، وعلى الوزارات وكراسي البرلمان، وعن الصفقات التي تمت على حساب استقرار البلاد.

ولعل النفوذ والثروة التي حصل عليها آل الكربولي لم تكن ممكنة من دون مباركة بعض قادة الأحزاب الشيعية الذين كانوا يحتاجون أصوات كتلة الكربولي في البرلمان لتمرير قرارات تصب في مصالحهم .. لست في وارد الحديث عن ما حدث وما بثته القناة، ولكن هل يعقل أن يصدر القضاء وخلال أقل من 24 ساعة أمرًا بإلقاء القبض على مالك القناة، في الوقت الذي قتل عادل عبد المهدي أكثر من 700 شاب من دون أن يرمش للقضاء طرف؟، سيقول البعض: ياعزيزي إنها عواطف الناس ومحبتهم لعقائدهم هي التي أدت إلى حرق القناة.. كل هذا أتفهمه، وأعرف أن القناة أخطأت، ولكن، الذي لا أفهمه، ولا أصدقه، كيف يشارك ضباط وجنود مهمتهم حماية الممتلكات العامة والخاصة في مهرجان الحريق.

حتى كتابة هذه السطور لا تزال العديد من القنوات تثير النعرات الطائفية دون ان يقترب منها مقص هيئة الاعلام والاتصالات ، وحتى هذه اللحظة لايزال عادل عبد المهدي يكتب تغريدات يسخر فيها من العراقيين وكان أخرها ان طالبنا بالثورة ضد الظلم واراقة الدماء والاستبداد والفقر ،ولم ينسى ان يشتم الامبريالية . وانت تقرأ هذه التغريدة لا تعتقد ان الرجل يمزح معك ، فهو مؤمن انه " مناضل " وان العراقيين لم يعطوه فرصة لقتل اكبر عدد من المتظاهرين 

جلس عادل عبد المهدي اكثر من عام مبتسمًا على كرسي رئاسة الوزراء، وبعد عشرات الخطب واللقطات التلفزيونية عن الإصلاح والمواطنة والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، خرج من السلطة "متجهّم الوجه" ومقربوه يؤكدون أن العراق لا يصلح معه إلا رئيس وزراء يضرب المتظاهرين بالرصاص الحي، لأنهم تجاوزوا الإشارة الحمراء في طريق الديمقراطية العراقية! .

ولهذا أتمنى عليك عزيزي المواطن المهموم بغياب كل شيء ، أن لا تشغل نفسك كثيرًا بالخطبة الحماسية التي أطلقها جمال الكربولي، فلا أعتقد أنني بحاجة إلى أن أذكرك بأن جلسات "المنفعة" من أجل الحصول على الامتيازات والمكاسب، ستعيد الكربولي الى " الصف الوطني"!!