متحدياً العزلة الاجتماعية : المخرج الاسباني بيدرو المودوفار يقدم فيلماً جديداً

Wednesday 16th of September 2020 07:14:45 PM ,
العدد : 4772
الصفحة : سينما ,

ترجمة : عدوية الهلالي

من عزلته ، أعلن المخرج الاسباني بيدرو المودوفار عن ثلاث رغبات كبرى أولها الاستمرار في العيش والثانية هي مواصلة صناعة الأفلام، أما الثالثة فهي الرغبة في البقاء في مدينة ( البندقية ) ..

وكان المخرج غريب الأطوارالذي يبلغ السبعين من عمره قد قدم مؤخراً فيلماً متوسط الطول مدته ثلاثون دقيقة على قناة اليوتيوب ( ليدو) بعنوان ( الصوت البشري) وهو مقتبس بحرية من مسرحية بالاسم نفسه لجان كوكتو يرجع تاريخها الى عام 1928 ..

تم تصوير الفيلم باللغة الانكليزية مع الممثلة البريطانية تيلدا سونيتون الحاصلة على جائزة الأسد الذهبي ، ويستخدم فيه المودوفار أحد موضوعاته المفضلة باسلوبه المسرحي المناكد المعتاد ، اذ تدور احداثه عن امراة يهجرها حبيبها مع كلب وبعض الحقائب ..

ويقول المودوفار :" إن وضع المرأة المهجورة ..وهي وحيدة وعلى حافة الجنون ، تبكي مع كلبها وحقائبها هو وضع مأساوي كان يحفزني دائماً " مؤكداً على مروره بالوضع ذاته :" لقد انتظرت عبثاً أيضاً " 

ومن الناحية الجمالية المثيرة للدهشة ، فأن الفيلم قبل كل شيء هو مسرحية مصورة تروي قصة نهاية الحب والألم والغضب والجنون الذي يعقب ذلك ..وبعيداً عن فيلمه ، يدافع المودوفار عن السينما المسرحية قائلاً إن الذهاب الى السينما هو مغامرة تؤدي مهمة التنفيس الجماعي حيث يمكن للمرء أن يضحك أو يبكي أو يشعر بالرعب ضمن مجموعة من الناس ..

وكما هو الحال في كل أنحاء العالم ، تركت تجربة الحجر الصحي بسبب انتشار فايروس كورونا أثرها عليه ..يقول المودوفار :" لقد اكتشفنا أن منازلنا هي أماكن لممارسة العزلة ، ويمكننا عمل كل شيء فيه مثل العمل والحب والشراء " لكنه لايرغب مع ذلك باستمرار هذه العزلة مع مرور الوقت ، ويقترح السينما حلاً لذلك ، لأن الذهاب الى السينما هو بداية مغامرة، وعلى الرغم من أن السينما تمر بفترة عصيبة حالياً ، ولكن ينبغي علينا الذهاب إليها ، وعلى هذا الأساس فقد أقدم على إنجاز فيلمه الجديد ..

اشتهر المودوفار بمفاجأة أصدقائه بتفاصيل حياته ، ومفاجأة جمهوره بأفلامه ..وعلى الرغم من كونه من الشخصيات الممتعة في الحفلات والمناسبات الاجتماعية إلا أنه اعترف بأن العلاقات الاجتماعية أرهقته بمرور الوقت ..لقد كان من المثير للدهشة أن نسمع ذلك من مخرج أفلام ( الألم والمجد ) و( قانون الرغبة )و( جولييتا ) و( امرأة على حافة الجنون ) والذي يخلق الحماس في مكل مكان يتواجد فيه محاطا بالصحفيين باستمرار ..لكنه ، وبعد عيد ميلاده السبعين ، قرر أن يعزل نفسه عن قصد معترفاً : " لقد توقف الناس عن مفاجأتي وإثارة إعجابي ، كما اني أشعر بالألم الذي لايمكنني مشاركته مع الآخرين ...وبعد العزلة الطويلة ، بدأ المخرج المليء بالحماس باستعادة الرغبات والمشاعر العميقة التي كانت تشكله ليعلن عن تحفة جديدة في حياته المهنية متجاوزا اوجاعه الجسدية والروحية ..

بدأ المودوفار مشواره السينمائي ضمن حركة ثقافية مضادة صاخبة اجتاحت مدريد في عام 1969 ، ولطالما كان لديه واحدة من أكثر وجهات النظر استفزازاً في صناعة الافلام ، فهو لايخشى المحرمات المجتمعية وتضم أفلامه فائضاً من الحب والكوميديا والشهوة والألوان ..