نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية وتبعاتها على منطقة الشرق الأوسط

Monday 2nd of November 2020 06:30:06 PM ,
العدد : 4802
الصفحة : عربي ودولي ,

 ترجمة حامد احمد 

تناولت الصحف العالمية نظرة على ما قد تتوقعه منطقة الشرق الأوسط من نتائج لأكثر سباقات الرئاسة الأميركية ترقباً منذ سنوات .

كثير من القضايا الرئيسة التي من المحتمل أن تتطلب اهتماماً مباشراً من الرئيس القادم تكون لها علاقة بالمنطقة . ولكن كيف سيكون تأثير رئاسة المرشح الديمقراطي بايدن أو دورة رئاسية ثانية للجمهوري ترامب على منطقة الشرق الأوسط ؟

أظهر استطلاع أخير أجراه موقع ، يو غوف YouGov أو انت تحكم ، أن 40% من العرب اجابوا بالقول إن بايدن سيكون أفضل للمنطقة ، في حين أجاب 12% بنفس الرد على دونالد . من جانب آخر أوضح 49% منهم أن أياً من المرشحين لن يكون جيداً بالنسبة للعالم العربي .

فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأميركية بشكل عام وبالأخص تجاه الشرق الأوسط فان السؤال يأتي هو كيف سيكون تأثير المرشحين على السياسة الخارجية . أما مع فوز ترامب فمن المحتمل أن لايكون هناك تغيير كبير . فقد أعلنها ترامب جهاراً بان السياسة الداخلية لاميركا ستكون قضيته الرئيسة الأولى . إنه يشعر بأنه من الأفضل أن تُترك القضايا الاقليمية لأهلها ولللاعبين الرئيسين فيها وأن ينهي نشر أي قوات أميركية ما وراء البحار ، ويتضح ذلك من التعهد الذي أدلاه مؤخراً خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بسحب القوات الاميركية قريباً من العراق ويكون اكتمال انسحابها خلال ثلاث سنوات وكذلك من سوريا وسحب جميع القوات من افغانستان بحلول أعياد كرمس القادمة . أما منافسه بايدن فهو يعتبر سياسياً متمرساً وان اهتمامات سياسيته الخارجية ستكون تجاه تخفيض تواجد القوات الاميركية في البلدان التي تشهد تهديدات إرهابية ولكن ليس بسحبها أو انهاء جهود القوات الخارجية بشكل كامل .

وكان المرشح بايدن قد ذكر في لقاء مع صحيفة ستارز آند ستربس الاميركية انه يدعم تقليص القوات ولكن ليس سحبها مشيراً الى أن تنظيم داعش ما يزال يشكل تهديد في العراق وسوريا . وأكد بايدن بقوله " نحن ما يزال لدينا قلق تجاه الإرهاب . الوضع في العراق وسوريا معقد ." مشيراً الى أنه يفضل ترك وحدة عمليات خاصة صغيرة من القوات الاميركية في العراق للمساهمة في القضاء على داعش .

من جانب آخر قال ، سيغمار جابرييل ، وهو سياسي ألماني سابق إن مَن يفوز في الانتخابات الرئاسية الاميركية لن يكون له تأثير كبير على مستقبل التدخل العسكري الاميركي في الشرق الأوسط . مشيراً إذا كان الفائز هو دونالد ترامب أو المرشح الديمقراطي جو بايدن فان هناك ضغوطاً متزايدة من الرأي العام الاميركي الذي يريد أن يرى نهاية لحروب جيوشهم في الشرق الأوسط . وقال جابرييل " أما ما يتعلق بالعراق فان مصير البلاد هو بيد العراقيين أكثر مما هو بيد أي مرشح رئاسي أميركي ."

من جانب آخر قال محللون سياسيون إن مؤشرات التوقعات العامة للسياسة الخارجية الاميركية تجاه الشرق الأوسط بأنها ستبقى على ما هي عليه دون مفاجآت كبيرة وتغييرات مهمة .

وقال المحلل السياسي حجاج أرغود من الجامعة الاميركية في القاهرة " عندما يتعلق الامر بثلاث نقاط رئيسية للاهتمامات الخارجية الاميركية في الشرق الاوسط وبالاخص أمن اسرائيل وامن منطقة الخليج و ضمان التجهيزات النفطية ، فان اهتمامات الولايات المتحدة ستبقى كما هي عليها في حال فوز اي من المرشحين ادارة البيت الابيض ."

وقال ان السياسة الخارجية الاميركية ستستمر تجاه تخفيض عدد قواتها في المنطقة لا سيما في العراق وسوريا وافغانستان في حال فوز بايدن او ترامب وتجنب الدخول مرة اخرى في اي عمليات عسكرية كبرى في المنطقة .

تشير التوقعات الى ان بايدن سيحاول ابرام صفقة جديدة مع ايران ولكن مع ضمانات بان تتضمن الصفقة تنازلات اكبر من طهران ، وانه من المؤكد سيستخدم العقوبات التي فرضها ترامب على ايران كوسيلة للتوصل لهذا الاتفاق الجديد .

وقال بايدن في تصريحات له منتقدا فرض ترامب للعقوبات على ايران " ان سياسة ممارسة الضغط العنيف قد فشلت " مؤكدا بانها ادت الى تصاعد التوترات في المنطقة وان الحلفاء قد رفضوها ، مشيرا الى ان ايران هي اقرب الان للسلاح النووي مما كانت عليه قبل مجيء ترامب للسلطة . 

واضاف بايدن انه سينضم مجددا للاتفاق النووي حال عودة ايران للاذعان لشروط الاتفاقية ، وانه لن يرفع العقوبات لحين تحقيق ذلك الشرط .

عن مواقع دولية