تفاؤل يسود العالم في وقف الجائحة .. أسئلة وأجوبة عن اللقاح الجديد لكورونا

Tuesday 10th of November 2020 09:13:24 PM ,
العدد : 4808
الصفحة : عربي ودولي ,

 متابعة المدى

بعد الإعلان المبشر لشركتي "فايزر" الأميركية لصناعة الأدوية و"بيونتك" الألمانية للتكنولوجيا الحيوية، بشأن التوصل إلى لقاح فعال مضاد لفايروس كورونا المستجد، تنفس العالم الصعداء وبدا العلماء أكثر تفاؤلاً بشأن إمكانية التصدي للوباء الذي أصاب الملايين حول العالم. 

والاثنين أعلنت الشركتان أن لقاحهما التجريبي لصد مرض "كوفيد 19" فعال بأكثر من 90 بالمئة، وهو ما يمثل انتصاراً كبيراً في المعركة ضد الوباء الذي أودى بحياة أكثر من مليون شخص، ودمر الاقتصاد العالمي وقلب أنماط الحياة اليومية رأساً على عقب.

لكن تبقى العديد من الأسئلة بحاجة إلى إجابات، منها كيف يعمل هذا اللقاح؟ ومتى وأين سيكون متاحاً في مراحله الأولى؟ وما مدى قرب العالم من القضاء على الوباء؟ 

كيف يعمل؟ 

ببساطة، يعتمد اللقاح الجديد على مادة وراثية تسمى "mRNA" تمكّن الجسم من إنتاج البروتينات الموجودة على السطح الخارجي لفايروس كورونا، التي تمنحه شكله التاجي المميز. 

يُدخل اللقاح هذه المادة الوراثية إلى جسم الإنسان، ويحفز الخلايا البشرية لإنتاج البروتين الموجود على سطح الفايروس، فيشعر الجسم خطأً بأنه تعرض لعدوى الفايروس، واستجابة لهذا ينتج أجساماً مضادة للفايروس، ثم يتم تنشيط مسارات المناعة الأخرى للحماية من العدوى. 

متى وأين سيكون متاحاً؟ 

سيحتاج العالم بعض الوقت قبل أن يتوفر اللقاح، حيث يحب أن يحظى بموافقة السلطات الصحية المختصة. 

وقالت "فايزر" إنها تخطط لتقديم طلب إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية للحصول على الموافقة على استخدامه بمجرد أن تسمح بيانات السلامة، وربما يحدث ذلك في الأسبوع الثالث من شهر تشرين الثاني. 

لكن طرح اللقاح في بعض البلدان سيتأثر ببنيتها التحتية ومدى توفر إمكانات تخزينه بشروط معينة، أهمها توافر ثلاجات تعطي درجة الحرارة "سالب 80" اللازمة لحفظه. 

كما أن توافره سيعتمد على حجم إنتاجه، الذي يجب أن يتم بمستويات ضخمة. 

وأبرمت شركتا "فايزر" و"بيونتك" عقدا بقيمة 1.95 مليار دولار مع حكومة الولايات المتحدة ، لتقديم 100 مليون جرعة لقاح بداية هذا العام، كما توصلتا إلى اتفاقات توريد مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا واليابان، التي يبدو أنها ستكون أولى الجهات التي ستحصل عليه. 

ما مدى قرب العالم من النجاح في مواجهة كورونا؟ 

بعد عدم ظهور أي علامات على مخاوف تتعلق بالسلامة، ومع مشاركة متطوعين من خلفيات متنوعة، يبدو أن لقاح "فايزر" وبيونتك" في طريقه لتجاوز الشروط الصحية اللازمة قبل حصوله على الموافقة من السلطات المختصة. 

وكان باحثون قد أكدوا في وقت سابق أنهم سيعطون الضوء الأخضر للقاح بنسبة فعالية لا تقل عن 50 بالمئة، وهو رقم نجح اللقاح الجديد في تخطيه بالفعل. 

ويتفق معظم الخبراء على أن نتائج اللقاح الجديد تعد أخباراً ممتازة، لكن التفاؤل يجب أن يأتي مع ملاحظة مهمة هي أن النتائج لا تزال أولية، وتمت مشاركتها فقط من خلال بيان صحفي، فيما لم تكتمل الأحكام العلمية بعد. 

وتعد شركة "فايزر" وشريكتها أولى شركات الأدوية التي تنشر بيانات ناجحة من تجربة سريرية واسعة النطاق للقاح لفايروس كورونا. 

وقالت الشركتان إنهما لم تجدا حتى الآن مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة، وتوقعتا الحصول هذا الشهر على تصريح أميركي لاستخدام اللقاح في حالات الطوارئ. 

وإذا حصلتا على التصريح، سيكون عدد الجرعات محدوداً في البداية، ولا تزال أسئلة عديدة بلا جواب بما في ذلك الفترة التي يوفر فيها اللقاح حماية، ومع ذلك فإن الأخبار تتيح الأمل في أن لقاحات "كوفيد 19" الأخرى قيد التطوير قد تثبت فعاليتها أيضاً. 

من جهة اخرى أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنه قد يتم توزيع لقاح ضد فايروس كورونا على الشرائح الأكثر عرضة للإصابة بالمرض في العالم حتى مارس 2021، مما سيغير جذرياً سير الجائحة.

وقال كبير مستشاري المنظمة بريوس أيلورد في مؤتمر صحفي أمس الأول الاثنين، إن نتائج اختبارات اللقاح الذي تطوره شركتا "BioNTech" الألمانية و"Pfizer" الأمريكية إيجابية جداً، لكنه أضاف أن هناك عملاً أكبر يجب القيام به لاحقاً.

وأشار إلى أن العالم قد يتمتع بإمكانية توزيع لقاح ضد فايروس كورونا بين شرائح السكان الأكثر عرضة للمرض حتى مارس 2021، مشيراً إلى أن ذلك "يمكن أن يغير جذرياً" سير الجائحة.

وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهنوم غيبريسوس في كانون الأول الماضي أن العالم قد يحصل على لقاح جاهز ضد فايروس كورونا المستجد حتى نهاية عام 2020 الجاري.