الفيلم الوثائقي الذي خرج من مخاض تجربة مريرة

Wednesday 18th of November 2020 06:54:14 PM ,
العدد : 4814
الصفحة : سينما ,

متابعة المدى

الدورة الـ33 لمهرجان "إدفا" الدولي للأفلام الوثائقية التي ستُعقد خلال الفترة من 18 وحتى 29 تشرين الثاني الجاري في العاصمة الهولندية أمستردام. استطاعت ثلاثة أفلام للجزيرة الوثائقية من المشاركة فيها، هي الفيلم المغربي "في زاوية أمي" والفيلم العراقي "القصة الخامسة"، والفيلم الكونغولي "الطريق إلى كينشاسا".

ويتنافس الفيلمان المغربي "في زاوية أمي" والعراقي "القصة الخامسة" مع عشرة أفلام أخرى ضمن فئة "العمل الأول" التي تضم الأفلام الأولى الطويلة لمخرجيها في مهرجان "إدفا".

المخرج العراقي الشاب أحمد عبد، تحدّث عن تجربته في إخراج الفيلم وفكرته قال: "فيلم القصة الخامسة، الذي يستغرق زمنه 90 دقيقة، مخاض لتجربة عميقة ومريرة في آن واحد لأربعة عقود من الصراعات والحروب في العراق. حيث قمت بكتابة خمس قصص خلال ليالي الحرب سنة ٢٠٠٣ وكنت حينذاك في التاسعة من عمري، فقمت بقتل أبطالي في أربعة من هذه القصص لاترك أوراقها القصة الخامسة مبعثرة، فيما يظهر عليها وميض القصف ويختفي مرة أخرى."

وعن قضية احتفاظه بفكرة الفيلم وقصته أشار المخرج أحمد عبد أنه بعد سنوات منذ أن تركه قصته. يعود من جديد لروايتها هذه المرة بطريقته الخاصة من خلال كاميرته التي تظهر لنا الجانب الصامت لشخصياته المتشظية، والأثار النفسية التي تركتها تلك الحروب منذ الحرب العراقية الإيرانية الى يومنا هذا.

وأشار الى فكرة الفيلم وموضوعه قائلاً: "الفيلم يبدأ من خلال صبي يعيش في بادية الموصل تركته صور الجثث المحشوة في رأسه يعاني منعزلاً مع أغنامه. منتقلاً بنا الى جبال سنجار فيظهر لنا فتاة تبلغ من العمر ١٨ عاماً تحولت الى مقاتلة منذ دخول " داعش " الى مدينتهم. وصولاً الى والده الذي يجلس منعزلاً في منزله محاولاً رسم وجوه الأشخاص الذين كان يدفنهم خلال الحرب العراقية الإيرانية. منتهياً برجل مسن في السبعين من عمره يقطن وحيداً بين القطارات المهجورة حيث تركته القطارات عائداً من الأسر منذ ثلاثين عاماً في الحرب العراقية الإيرانية. كما وتفتح القصة الخامسة باباً بحذر للتأمل والانغماس بدواخل الشخصيات، من خلال الصمت الذي يهيمن على الفيلم."

وعن تجربته في إنتاج هذا الفيلم وتصويره، قال المخرج عبد: تم تصوير الفيلم في العراق ولبنان، ويضيف: إن العمل استغرق مدة ٤ سنوات تحت ظروف ليست جيدة بالمرة. بحيث أضطر المخرج الى بيع حاجياته هو وصديقه " سيف الدين " مدير تصوير الفيلم، ليتمكنوا من إكماله.

وسيشهد عرضه الأول في المسابقة الرسمية لمهرجان " إدفا " كعمل أول. في دورته الثالثة والثلاثين، وهذا المهرجان الذي انطلق عام 1988 كواحد من أهم المهرجانات الرائدة في مجال الأفلام الوثائقية عالمياً، ويشمل المهرجان سبع مسابقات رسمية هي "الأفلام الوثائقية الطويلة، والأفلام الوثائقية متوسطة الطول، والفيلم الأول للمخرج، وأفلام الطلبة، والأفلام الوثائقية الهولندية، والأفلام الوثائقية الموسيقية، والسينما الوثائقية الرقمية".. 

وعن تكاليف إنتاج هذا الفيلم، والجهات التي مولته يشير أحمد عبد: 

. لم أجد أحداً يساعدني في العراق فاضطررت للبحث عن جهات إنتاج خارجية. حيث تمكنت من الوصول الى المخرج الأميركي "جيمس لونكلي" الشهير بصناعة الأفلام الوثائقية والذي ترشحت أعماله للأوسكار أكثر من مرة، فقام بمساعدتي لإيجاد منتج خارج البلاد. وخلال البحث لعام كامل عن منتج، وجدت خلال هذه الرحلة المنتج السوري " لؤي حفار " وتبنت قناة " الجزيرة الوثائقية " العمل، فقامت بتكفل مصاريف إنتاج الفيلم بالكامل. كما حصل الفيلم على دعم من مؤسسة " آفاق " التي تعتبر واحدة من أهم المؤسسات للدعم الفني في الشرق الأوسط. و أيضاً على منحه من معهد الألماني " غوته " الألماني.. كما تم اختيار الفيلم عندما كان مشروعاً في مهرجان كامدن السينمائي في أميركا، كأفضل مشروع ومعه مجموعة قليلة جداً من الأفلام من بين ١٦٠ فيلماً حول العالم..

وعن وجود كوادر عربية عملت في هذا الفيلم قال المخرج: "الشخص الذي رافقني خلال رحلتي مع الفيلم هو صديقي " سيف الدين " مدير تصوير. حيث خضنا رحلة شاقة جداً متنقلين بين الموصل وبغداد. خلال الأربع سنوات التي أنجز فيها الفيلم. والتحق بهم منتج الفيلم " لؤي حفار " الذي عمل من مكان عمله في تركيا. وبعدها التحق بالفريق " كريم كريم " مدير الإنتاج و "أحمد الزيدي" مساعد الكاميرا. كما وعمل " الباقر جعفر " كمصور معي في بيروت.. وتم المونتاج على الفيلم أولاً في بيروت مع المونتيرة السوريّة المحترفة " رايا يمشه “وتم إكمال الجزء الثاني من المونتاج في ألمانيا مع المونتير السوري الموهوب " محمد علي " وأخيراً عمل التركيان " تيلان جيجيت " و "مصطفى اتوكو جورلر " على تصميم الصوت في تركيا بالإضافة الى " سيرتاش توكسوز " على عمل اللون في الأستوديو العالمي " Postbiyik "

و المخرج أحمد عبد، كاتب ومونتير سينمائي ولد في بغداد سنة 1994. أنتج وأخرج العديد من الأفلام القصيرة وأهمها "عش الحرب" و " صافيا " و "طيور سنجار" الحائز على جائزة أفضل عمل صحفي في بي بي سي المقام في لندن. وعمل مساعد مخرج لأفلام طويلة هي " الرحلة " لمحمد الدراجي و" شارع حيفا " لمهند حيال. حيث حصد الفيلمان جوائز وترشيحات في المهرجانات العالمية. وقام أخيراً بكتابة وإخراج فيلمه الطويل الأول " القصة الخامسة "..