باختصار ديمقراطي: مظاليم تحت الأضواء

Sunday 22nd of November 2020 07:20:13 PM ,
العدد : 4816
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

 رعد العراقي

في تصريح له أكد رئيس اللجنة التطبيعية إياد بنيان منح الاتحادات الفرعية مبلغ 10 ملايين دينار لدفع أجور التحكيم في الأدوار المؤهّلة لدوري الدرجة الأولى لموسم 2021- 2020 إيماناً منها بمد يد العون لتلك الاتحادات لتغطية نفقات دوري الدرجة الأولى، وإبعاد الأندية المشاركة في الدوري المؤهّل عن الأزمات المالية والتخفيف عنها والاهتمام بالجانب الفني.

خطوة بالاتجاه الصحيح بعيداً عن حسابات قيمة المبالغ الممنوحة في تغطية الاحتياجات الحقيقية لخروج الأندية من أزماتها المالية وظهور دوري الظل بمستوى يلبي الطموح، لكن المبادرة تمثّل تغييراً في فلسفة التفكير الإيجابي بالتعاطي مع معاضل كل مفاصل المنظومة الكروية والمساهمة في إيجاد الحلول لها في وقت عانت أندية الدرجة الأولى ودوريها من الإهمال والتجاهل من قبل كل الاتحادات السابقة.

بالطبع إن الدعم المالي يمثل أحد العوامل التي تسهم في إنجاح الدوري، إلا أنه لا يمثّل السبيل الوحيد الذي يُمكن أن يعوّل عليه والركون له دون أن تتبعه رؤية إدارية وفنية ويقين بضرورة أن تتكامل كل العوامل بدءاً من صلاحية الملاعب والالتزام بالضوابط والتعليمات السارية على دوري النخبة ومروراً بالاهتمام الإعلامي وتحفيز الأندية على التحضير على المشاركة لأجل المنافسة، وليس كتأدية فرض كما كان يحصل في السنوات السابقة التي أكدت ضعف الإعداد وفقدان الرغبة والقدرة للكثير من الأندية في إثبات وجودها وخطف إحدى بطاقات التأهيل واقتصار النفوذ والسيطرة للأندية الهابطة من دوري النخبة فقط باستثناء نادي القاسم الذي نجح في كسر القاعدة والظفر بمقعدٍ له الموسم الماضي بكل جدارة واستحقاق.

الكل يدرك أن دوريات الدرجة الأولى تمثّل المعيار الحقيقي لقوّة الخزين المموّل لأندية النخبة والمنتخبات الوطنية وميدان إظهار المواهب الشابة وتحويل بوصلة الاهتمام باتجاه الارتقاء به سيمنح تلك الأندية ولاعبيها الحافز الكبير بالمنافسة واستقطاب القدرات التدريبية المعطّلة التي لم تعد تمتلك فرصة عمل لمحدودية عدد الأندية المشاركة في دوري الأضواء وسبب في إهدار إمكانيات تلك الطاقات وما يتبعه من تأثير على توقّف مصدر رزقهم.

اللجنة التطبيعية ومن بعدها الاتحاد القادم مطالبة بدراسة ثلاثة مقترحات ربّما تسهم في تعضيد رؤيتها ودعمها المفترض لدوري الدرجة الأولى، الأول يتعلّق بتوجيه الاتحادات الفرعية لتعيين مشرفين من اللاعبين السابقين على المباريات وبراتب محدّد تتولّى تقديم تقارير فنية وإدارية مفصّلة عن المباريات وتشخيص السلبيات وكذلك مستويات الفرق واللاعبين لتكوين قاعدة معلومات متكاملة يجري إثرها المعالجة والتقييم وبذات الوقت تكون بادرة للمساهمة في منحهم فرصة عمل بعد سنوات من الإهمال، أما الثاني فهو الزج بحكام شباب ومن يحمل منهم شارة المساعد لتكون لديهم الخبرة يمكن أن تأهلهم للحصول على الشارة الدولية، أما المقترح الثالث هو الاتفاق مع كاتانيتش على حضور مباريات دوري الدرجة الأولى واستصحابه لكل المحافظات للاطلاع على المواهب الشبابية التي ربما يجد ضالته فيها في دعم مواطن الضعف في خطوط المنتخب الوطني وبذات الوقت ستكون خير وسيلة لكسر حالة الجمود واللامبالاة سواء للأندية أو اللاعبين.

باختصار.. عندما تتوفر الرغبة والعزيمة لإنجاز ما تطمح له فلا بدّ أن تبدأ بالأسس دون أن تنسى التفاصيل الدقيقة التي بدونها لا يمكن أن يُكتمل البناء الصحيح، تلك إشارة نضعها أمام أنظار اللجنة التطبيعية للتحرّك نحو إكمال ومعالجة بقية متطلّبات إنجاح الدوري وتوفير وسائل إشهاره إعلامياً لكي تضمن بأنَّ الأموال التي تنفقها تذهب نحو مقاصدها كي نحصد ثمار ما مخطّط وما نطمح إليه.