باراك أوباما وحديث عن كورونا وأميركا ما بعد ترامب

Monday 23rd of November 2020 06:10:11 PM ,
العدد : 4817
الصفحة : ترجمة ,

ترجمة/ أحمد الزبيدي

• هل تعلمت هواية جديدة خلال فترة ظهور جائحة كورونا؟ فبعض الأشخاص على سبيل المثال تعلم زراعة الحديقة والاعتناء بها.

وقد أشارت السيدة أوباما إلى أنها تعلمت الحياكة. البعض منا كانت ليس لديه فكرة عن أي نبات غريب يصادفه في الحديقة ولكنه تمكن بطريقة ما من الاعتناء بحديقته هذا العام. لا أتحدث عن أي شخص على وجه الخصوص ،. ماذا عنك؟

- يجب أن أقول إن ميشيل زوجتي لم تبدأ بتعلم الحياكة فقط. بل أصبحت ماهرة فيها الى حد بعيد ، وقد أخبرتها بذلك في أحد الأيام ، كان مدهشاً مدى جودة ما تصنع. فقد بدأت تحيك لنا كنزات وأوشحة وقبعات و -

• حسنا. ولكن ماذا عنك؟

- لا يمكنني الادعاء بأنني اكتسبت هواية جديدة ، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنني كنت مشغولاً بإلانتهاء من كتابي الأخير الى ما قبل شهرين. وبعد ذلك جاءت الحملة الانتخابية التي كان علي أن أشارك فيها بصورة أكبر نوعا ما مما كنت أتوقع. إذن من يدري؟ قد أبدأ بتعلم شيء ما.

• حسنًا ، لنتحدث عن الانتخابات. كيف تفهم نتائجها؟ وما اعنيه بالتحديد ، ليس الفوز الذي حققه جو بايدن وكمالا هاريس فحسب ، بل المكاسب التي حققها الجمهوريين في مجلس النواب. وفي الواقع ، يسيطر الجمهوريون الآن على المجالس التشريعية للولايات أكثر من أي وقت مضى في تاريخ الولايات المتحدة. يسيطرون على المجلسين التشريعيين في 32 ولاية. وبالطبع ، نحن نتحدث في الوقت الذي يوجد فيه أكثر من 10 ملايين حالة إصابة بفايروس كوفيد في الولايات المتحدة ، وتوفي 240 ألف شخص نتيجة الإصابة بالفايروس.. ومع ذلك ، صوت 70 مليون شخص للرئيس الحالي الذي جرى كل هذا في عهده. إذن ما هو رأيك بما يحدث ؟ وكيف تفهمه؟

حسنا أعتقد أنه ليس هناك شك في أن البلاد منقسمة بشدة الآن. وكما تعلم ، حتى عندما أفكر في أول انتخابات رئاسية فزت بها في عام 2008 ، لم تكن البلاد حينها تشعر بهذا الانقسام ، وهو ما وصفه بعض الناس بالانقسام الحاد والضخم الذي يحوي مزيجاً من الاختلافات السياسية ، والثقافية ، والأيديولوجية ،وفي بعض الحالات ، يبدو الانقسام الديني والجغرافي أعمق من مجرد اختلافات في السياسة. أعتقد أن الكثير من ذلك يتعلق بالتغييرات في كيفية حصول الناس على المعلومات. لقد تحدثت عن هذا من قبل ، وكتبت عن هذا في كتابي. لو إنك تشاهد قناة فوكس نيوز ، فإنك ترى حقيقة مختلفة عما إذا كنت تقرأ صحيفة نيويورك تايمز ولم يكن ذلك واضحاً لأن لديك صحفاً محلية وقد تداخلت المفاهيم عند الأشخاص تبعاً للمكان الذي حصلوا منه على المعلومات. ولكن الآن جزئياً بسبب وسائل التواصل الاجتماعي ، لا يعتقد الكثير من الأشخاص الذين صوتوا لصالح دونالد ترامب أنه قد تم في الواقع التعامل مع جائحة كورونا بشكل خاطئ ، على عكس الحقائق التي قد تؤكدها أنت أو أنا الآن ، فهؤلاء لا يقبلوا مثل هذه الحقائق. وأعتقد أنه حتى نتمكن من البدء في وجود خط أساس مشترك للحقائق يمكن من خلاله مناقشة اتجاه الدولة ، سنستمر في التعامل مع بعض هذه القضايا.

• لكننا بينما نتحدث الآن ، يرفض الرئيس ترامب التنازل ، ويرفض حتى التعاون في عملية انتقال الرئاسة. كيف تفهم ذلك؟ لماذا برأيك يفعل ذلك؟ يصف البعض هذا التصرف بأنه نوبة غضب ، والبعض الآخر يتعامل معه بجدية أكبر. كيف تفهمه أنت؟

- أنا آخذ الأمر على محمل الجد. لا اعتقد أن ترامب كان موفقاً في إنكاره الواقع. وقد بدأت في مقابلة بعض المسؤولين الجمهوريين المنتخبين الذين تقبلوا الأمر وكان لسان حالهم يقول ، "انظر ، لقد تم انتخاب جو بايدن ونحن بحاجة إلى المضي قدماً في الفترة الانتقالية." أشعر بالأسى لأن ليس هناك الكثير من هولاء الأشخاص في قيادة الحزب الجمهوري لأن مقدار الوقت الضائع في عملية الانتقال ستكون له تأثيرات واقعية. وكا ترى ، نحن في ظل جائحة كبرى. و في وسط أزمة اقتصادية.و لدينا قضايا خطيرة تتعلق بالأمن القومي.

ورغم جميع اختلافاتي مع جورج دبليو بوش حين تم انتخابي ، لم يكن بإمكانه وإدارته أن يكونوا أكثر كرماً وفعالية في العمل معنا لتسهيل الانتقال السلس. وبما أننا كنا في وسط أزمة مالية كبيرة ، في تلك المرحلة ، فكان يتوجب علي الحصول على معلومات كاملة حول وضع البلاد المالي ، وبما أننا كنا نخوض حربين – فكان ينبغي أن أحصل على إحاطة فورية بشأن ما كان يحدث في أفغانستان والعراق ،و ما هي التهديدات الإرهابية التي كانت موجودة مما جعلنا نتحرك بسرعة وسمح لنا بأن نكون أكثر فعالية في ردودنا. وهكذا ، فان عناد دونالد ترامب مثال آخر على كيفية خرقه للمعايير الديمقراطية الأساسية الأمر الذي سيضر بالشعب الأميركي.

• لذلك لن أسألك عن النصيحة التي ستقدمها لجو بايدن ، لأنه من المفترض أنك ستخبره بنفسك ، لكنك كنت دائماً من دعاة سلطة الشعب. هل هناك شيء تعتقد أنه يجب على المواطنين فعله الآن؟

حسنًا ، سيتطلب التعامل مع قضية الصحة العامة تعاوننا جميعاً. لقد كان الأمر صعباً على أفراد الشعب الأميركي لأنهم لم يحصلوا على مجموعة واحدة واضحة من الإرشادات والمعلومات ، وجميعنا ، بغض النظر عن مدى معرفتنا أو وعينا ، كنا في بعض الأحيان مشوشين بسبب مجموعة متضاربة من المفاهيم وكيف يجب أن نتعامل معها.

أعتقد أن هذه هي الأولوية رقم واحد - وأنا واثق من أن جو سيفعل ذلك. لقد عين رون كلاين رئيساً لموظفي البيت الأبيض وهو الشخص الذي تعاملت معه أثناء أزمة تفشي وباء إيبولا ، وهو يفهم في هذه الأشياء. نحن جميعاً كمواطنين بحاجة إلى العمل والوقوف وراء خطة واضحة للسيطرة على وباء كورونا. لأنه إذا تمكنا من السيطرة على الوباء ، سيصبح الاقتصاد في وضع يسمح له بالبدء في التعافي. ولكن ما هو أبعد من ذلك ، أعتقد أن ما يتعين علينا جميعاً القيام به كمواطنين هو أن نبدأ حقًا في البحث عما يمكن أن يفعله كل واحد منا ، ، والتراجع عن شيطنة كل فرد منا. وعن الانقسامات الحزبية المريرة التي نراها ، ونسأل أنفسنا: ما هو الدور الذي يمكن أن نلعبه في إعادة بناء الثقة الاجتماعية؟ إنه شيء صعب القيام به. ومرة أخرى ، لا أريد أن أجعل وسائل الإعلام هي البعبع. لكن عندما تنظر إلى كمية المعلومات التي تنتشر في الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى التي يتابعها الناس ، والتي تتضمن بعضها إنكارا للحقائق ، والإيمان بنظريات المؤامرة التي تحصل على جاذبية حقيقية.

•ذكرني كتابك الأخير بالعلاقة الشخصية التي شعر بها الناس معك. فكما رأيت أثناء الحملة الانتخابية . لا يقتصر الأمر على أن الناس يريدون الاقتراب منك ولمسك ، بل يريدون إعطائك أشياء. لقد أرادوا منحك الميداليات التي حصلوا عليها أثناء القتال.. عليك أن تعترف بأن ترامب أثار شيئاً مشابهاً ، وإن كان مع أشخاص مختلفين - من الواضح أنهم أشخاص مختلفون إلى حد ما ، ولكن لماذا تعتقد ذلك؟

وهذا يجعلني أتساءل عما إذا كان هناك شيء ما في نظامنا يمكن أن يتم اختراقه ويتطلب هذا النوع من الشخصية أو الاتصال الشخصي مع الناس.أنت تقول في الكتاب ، إن أهم الأشياء التي فعلتها هي الأشياء التي لم يراها أحد ، ولكن ربما يكون هذا غير صحيح ، وأن عليهم رؤيتها لتصديقها أو شيء من هذا القبيل. ما أعنيه ، هو أنني أشعر بالفضول بشأن رأيك في السبب في رد فعل الناس تجاه بعض الأشخاص ،فتفاعلهم مع ترامب كان بنفس الطريقة التي تفاعلوا بها معك .كانوا يريدون أن يكون بجانبه.

أعتقد إن السبب في ذلك لأننا لسنا في نظام برلماني ، لأنه على عكس أماكن مثل بريطانيا العظمى حيث يتم الفصل بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة - هناك الملكة ، التي تمثل رمز الدولة ومن ثم يأتي رئيس الوزراء الذي ينشغل بأمور السياسة. هنا في اميركا يتم الجمع بين هذه الأدوار فالرئيس ليس فقط هو الرئيس التنفيذي للحكومة الفيدرالية ولكن من المتوقع أيضاً أن يكون مشجعاً رياضياً أو قساً أو مدرباً أو فناناً. ويعود بعض من ذلك الى مدى سيطرة وسائل الإعلام الآن على توجهات الناس أثناء الانتخابات. وما يعنيه ذلك هو أنه إذا كنت قادراً على إجراء اتصال مع الناس ، من خلال التلفزيون وحالياً مواقع الإنترنت ، يمكنك الحصول على الكثير من القوة حتى لو لم تكن بالضرورة تولي الكثير من الاهتمام لما يحدث من منظور الحكم.

وهذا ينطبق على رونالد ريغان. و على الآخرين أيضاً. أعتقد أن الفارق الكبير بين رونالد ريغان ودونالد ترامب هو على الأقل أن ريغان ترأس حقبة كان يدرك فيها أنه من المهم أن يكون حوله أشخاص يعرفون ماذا يفعلون وكانوا ينتبهون لإدارة الحكومة. ما رأيته خلال السنوات الأربع الماضية مع دونالد ترامب ، أعتقد أنه مجرد بحث عن الشهرة وجعجعة بلا طحن -

•لكن ما يقرب من 70 مليون شخص صوتوا له. لذا ، يصبح السؤال ، هل هناك شيء معطوب في نظامنا يحتاج إلى الإصلاح؟

حسنًا ، أعتقد أن ما أشير إليه هو الدرجة التي من المهم بالنسبة لنا ألا نضع فيها كل بيضنا في سلة الرئاسة.

• ومن هم "نحن" الذين تقصدهم في هذه الجملة؟

الشعب الأميركي. كما تعلم عندما ألقي نظرة على علاقتي بالناس - وناقشت هذا في كتابي - من الواضح أنني شعرت بالسعادة والتواضع والتأثر بالعلاقة التي تصفها ، لا سيما في الحملة الأولى ، حيث وضع الناس الكثير ، من أحلامهم وآمالهم في انتخابي. لم أكن لأفوز لولا تلك العاطفة والروح اللذين استثمرهما الناس فيَّ. لكن كما أشرت في الكتاب ، هناك خطر في التفكير في أن الأمر يتعلق بشخص واحد فقط بل بالعكس إنه يتعلق بكل المناصب الرسمية وفي جميع المجالات: أعضاء الكونغرس والمحافظون ومشرعو الولايات ومحامو المقاطعات. والخطأ أننا نبدأ في التفكير في أن شخصاً واحداً فقط يمكنه حل جميع هذه المشكلات ، بينما الأمر في الواقع ، هو أن نظامنا الديمقراطي قد قام بتوزيع السلطة في جميع المجالات.

• لكن ما الذي سيقنع الناس للتفكير بهذه الطريقة؟

نعم هذا هو المهم

عن موقع NPR