نشطاء شباب يطلقون مبادرة يلا نزرع لمواجهة التغير المناخي للبلد

Monday 23rd of November 2020 07:01:54 PM ,
العدد : 4817
الصفحة : ترجمة ,

 ترجمة المدى

يلا نزرع ، شعار أطلقه تجمع من نشطاء متطوعين ومزارعين حمل عنوان ، عراق أخضر ، لتحويل مناطق صحراوية الى واحة بيئية خضراء نشطة تقاوم التغير المناخي التي يتعرض له البلد .

مبادرة ، عراق أخضر ، التي يقودها شباب تعمل على زراعة آلاف النبتات البرية ونثر البذور معززين بذلك نهضة محلية لزراعة الاشجار من زاخو الى البصرة .

عقود من الحروب عملت على شل قدر كبير من الطاقة الزراعية وإن انعاش القطاع الزراعي ما يزال متعذراً تحقيقه بسبب سوء الإدارة والمعوقات البيئية التي تفاقمت بسبب التغير المناخي .

في أواسط شهر أيلول ، تشاركت بغداد مع الأمم المتحدة باطلاق خطة التكيّف الوطني للعراق NAP لبناء تأقلم بيئي واستثمار في بنى تحتية حديثة . هذه الخطة هي بلا شك خطوة مهمة يتولى قيادتها بهدوء متطوعون ونشطاء مطلقين ثورتهم الخضراء بوعود منهم لتحويل مدن واسعة وصحارى الى مناطق خضراء من جديد .

منسق مبادرة ، عراق أخضر ، الناشط طه الكبيسي قال إن تحقيق تغيير دائم يتطلب تمويلاً دائماً ، مشيراً الى غياب ذلك مع عدم وجود إرادة سياسية لمواجهة المخاطر المحدقة بالبلد من ندرة المياه والزحف الصحراوي .

ورسم الناشط صورة لخطط تمويل محلية كبيرة تُدار من قبل متطوعين تم التواصل معهم عبر الشبكة العنكبوتية ، مشيراً الى أن مبادرة عراق أخضر تتألف من 14 فريقاً في مختلف محافظات العراق كل فريق يتراوح عدد اعضائه ما بين 12 الى 22 متطوعاً . وإن مشاريعهم تتحدد وفقاً لطبيعة تضاريس مناطقهم المحلية وإمكانية الزرع فيها ، وهم موزعون على محافظات بغداد والبصرة نينوى وكركوك وديالى وذي قار وواسط فضلاً عن مناطق الأهوار وأماكن أخرى .

وفي مسعاهم لنثر البذور وزراعة الشجيرات في المناطق الصحراوية والسكنية ، يأمل نشطاء حملة عراق أخضر الى امتصاص تلوثات الجو من عوامل الكاربون المنبعث والغازات الدفيئة المؤذية ، ويعملون كمصد ضد العواصف الترابية التي ازدادت تردداتها وسخونتها أضعافاً خلال الخمس عشرة سنة الماضية .

واثنى الناشط الكبيسي على فريقين وهما فريق الحسينية في محافظة كربلاء وفريق الأعظمية في بغداد لقيامهم بزراعة العدد الأكبر من الأشجار . حيث قام فريق كربلاء بزراعة 10,000 شجرة بمعدل زراعة 100 الى 200 شجرة باليوم وستساعد هذه الأشجار في التخفيف من شدة الحرارة وتحويل مناطق جرداء إلى واحة خضراء من جديد .

مواقع التواصل الاجتماعي كان لها دور فعال في توعية الناس المحليين بأهمية المساحات الخضراء لمواجهة آثار التغير المناخي وابداء المساعدة من قبلهم للفرق المتطوعة للقيام بواجبهم بزراعة الأشجار في المناطق التي تخلو من الخضار وتحويلها الى واحات خضراء كما كانت في السابق . واشتملت حوارات مواقع التواصل الاجتماعي على أمور تثقيفية من مخاطر التغير المناخي للمناطق الريفية المعتمدة على الزراعة . وتناولت حوارات أخرى موضوع تطوير النشاط المحلي في تصنيع مواد غذائية محلية خصوصاً محاصيل التمور .

وكان فريق عراق أخضر من محافظة الانبار قد شرع بحملة طموحة لزرع أشجار في 2 تشرين الاول مبتدئاً من مدينة القائم الحدودية وذلك بزرع 11,000 شجرة في محاولة منهم لمكافحة التصحر .

وتقدر الأمم المتحدة حالياً أن أكثر من 31% من مساحة العراق هي مناطق صحراوية ، وصنف البرنامج البيئي للأمم المتحدة العراق هذا العام على أنه خامس أكثر البلدان عرضة حول العالم نفاد لموارد المياه والخزين الغذائي .

هذه المخاطر مجتمعة ساعدت أيضا بالهام تنسيقات مهمة بين فريق عراق اخضر وجمعية ، واصل تصل ، الخيرية في محافظة الانبار المعنية بإيصال برامج مساعدات انسانية للعوائل المتضررة من الحرب . مشاريع الفريقين تقوم بتحويل صحاري الى مناطق خضراء وذلك عبر حلول مستدامة وبالاخص من خلال طرق اصلاح الاراضي .

للفترة المستمرة ما بين أيار و آب 2020 تمكنت منظمة واصل تصل الخيرية من استصلاح سبعة ونصف هكتار من الاراضي لجعلها صالحة للزراعة وان ما ستثمره الارض من ثمار ستساعد 15 عائلة من استعادة ما فقدوه من اراضي زراعية عقب غزو تنظيم داعش لاراضيهم .

وأكد الكبيسي على ان عمل البستنة كتسلية ما يزال أمر شائع بين الاهالي على حد كبير مضيفا بان مبادرة عراق اخضر للنشاط الزراعي حضت بتنافسات صحية بين المجتمعات المحلية . وقال ان مبادرتنا هي مبادرة جماعية تتطلب مشاركة كل عائلة لتحقيق النجاح في هذا المجال وقد حضيت مشاريعنا بقبول عام منهم وتنوعت مشاركتهم من التبرع بالاموال او التبرع بشتلات زراعية او التبرع بعدد زراعية وتبرع من قبلهم لمواصلة سقي الاشجار ورعايتها .

غياب الدعم الرسمي للمبادرة لم يمنع الشباب من تنفيذ تعهدهم بتحقيق تغيير للواقع المناخي . حملات زراعة الشجار لن توفر علاج دائمي لمعضلات العراق المناخية والبيئية المزمنة وبالاخص ايام الصيف شديدة الحرارة . ولكن مبادرات كهذه قد قدمت خدمات اكثر مما قدمته اي ادارة رسمية منذ عام 2003 لاسترجاع الخضار للاراضي وتمكين المجتمعات المحلية من مواصلة نشاطاتهم الزراعية .

عن موقع نيو آراب