باختصار ديمقراطي: لا تتّهِموا 2020 !

Sunday 3rd of January 2021 08:33:31 PM ,
العدد : 4844
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

 رعد العراقي

سنة ميلادية أخرى تحتفل دول العالم باستقبالها، وهي تطوي أحداث عام عصيب بثّ الرعب وخطف الأنفاس بعد أن كان مسرحاً وعنواناً لقاتل غير مرئي لا يعرف منه غير اسم كورونا المشؤومّ ! لكنّه شلّ الحياة وأجهز على الاقتصاد وضحك على جيوش جبّارة كانت تتباهى بقوتها حتى باتت أضعف من أن تواجهه! هكذا ببساطة لا قوّة ولا عظمة للإنسان أمام أضأل خلق الله.

رياضياً، عام 2020 لم يكن متميّزاً، لكنه شاهداً لمن هو فعلاً ملفتاً بإدائه واستطاع أن يحقّق الانجاز وواصل العمل متحدّياً مخاطر الوباء ليترك بصمة ستكون تاريخاً استثنائياً يسجّل له ودليلاً على إبداعه وحرصه على منح الحياة والأمل للأجيال القادمة، وإن كانت أنياب الوباء مغروسة بين جوانبه.

ومثلما كان للناجحين نصيب، فإن للفاشلين الحضور الأكثر حين تأبّطوا ملفّ الوباء ليكون عذراً لهم ومَهْرَباً لكل اخفاقاتهم، فكان صوتهم عالياً وظهورهم الإعلامي أخذ طابع الثقة بالنفس بعد أن تذرّعوا بكورونا وتوقّف النشاطات الرياضية كسبب في غياب الإنجاز واستمرار الاخفاق!

الرياضة العراقية، استسلمت كلياً لقيود الجائحة، بل مثّلت للبعض استثماراً فريداً لمشروع استملاك كل المفاصل والمؤسّسات الرياضية وإحكام القبضة على مناصبها القيادية في وقت توقّفت خطط البناء والتطوير الموعودة للمنشآت الرياضية، ومرّرت أنظمة وقوانين داخلية عزّزت من نفوذ المتحكّمين ببعض المفاصل وأجهزَت على آمال الطامحين بالتغيير !

نماذج من مشاهد الفشل تجسّدت بالسُلطة العليا للرياضة وما جرى قبل انتخابات المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية في 14 تشرين الثاني من خروقات وفوضى وترقيع قانوني ومراوغة وتحالفات كانت نتيجتها تخوين وطعن وكشف عورة تلك العملية انتهت بسقوطٍ مدوٍ لمصداقية النوايا وتدخّل دولي بنسف إجراءاتنا بعدم الاعتراف بها وإلغاءها، ولو كان هناك تشريع يحفِظ الحقّ القانوني للرياضيين والجماهير، لكان كلّ من اشترك وسبَّبَ تلك الفضائح تحت المساءَلة والمُحاسبة تنتهي بختم قرار إبعادهم نهائياً عن الترشيح لأي انتخابات قادمة.

إن قضية ما حصل بانتخابات المكتب التنفيذي لم تتوقف عند حدود معينة، بل ساهمت بتشجيع مفاصل أخرى لتطويع ظروف الوباء في تكييف التعليمات والاجراءات لإنتاج انتخابات أقرب الى الصورية منها الى الواقعية، ولم تجد من يتحقّق عن مدى سلامتها أو توجيه سؤال بريء جداً : ماذا حقّقتم من انجازات لسنوات طويلة حتى نقتنع بأحقيتكم للاستمرار بمناصبكم؟! 

لا خير حُصِدَ في عام 2020 غير أنه كشف لنا حقيقة الفاشلين المتستّرين خلف مصائبه! لينضمّ هو الآخر لقائمة من سنوات الخسارة للرياضة العراقية، فلا أيام الاستقرار والنماء دفعت القائمين للعمل على تطوير هذا القطاع والارتقاء به لتحقيق الانجازات، ولا أيام المصائِب والمحَن شحذت الهِمَم وأوقدت برؤوسهم جذوة التحدّي لتأكيد جدارتهم في تخطّي الصِعاب وصناعة تاريخ مُشرق لهم يمحو كل أخطائهم السابقة.

لا نريد أن نرمي بأسباب الفشل والتراجع لعامٍ مضى، ولا على وباء انتشر، فمواقف النجاح يصنعها الانسان بإرادته وحكمته..ترتقي بأعلى صورها حين ينتزعها من رحم المعاناة والمخاطر، وطالما أن الشخوص لم تتغيّر فلا رجاء في بشائر خير سيحملها العام الجديد للرياضة العراقية.

باختصار .. لا يصح ان نوجّه عتباً أو اتهاماً لعام 2020 لأننا اخفقنا في تحقيق الانجاز الرياضي، فالكل يدّعي وصل مصيره مثل حكاية يوسف، والكل يعرف لا ذئباً أكلهُ ولا دماءً أقنعت يعقوب، بل أخوة له اتفقوا على قتله!! على ماذا نُعيب الزمان والعيبُ فينا؟!