العدد 6 من مجلة السينمائي .. احتفاء بالفنانة هناء محمد واستجلاء لمنجزها الإبداعي

Wednesday 13th of January 2021 07:36:10 PM ,
العدد : 4851
الصفحة : سينما ,

عدنان حسين أحمد

صدر في بغداد العدد السادس من مجلة "السينمائي"، وقد تميّز هذا العدد بتنوّع موضوعاته، وجمال إخراجه، وشمولية رصده للفعّاليات والأنشطة الفنيّة العراقية والعربية حيث كتب رئيس التحرير افتتاحية العدد التي جاءت بعنوان "نحو حَراك سينمائي أكثر حضوراً وإشراقاً".

فيما كتب المؤرخ السينمائي مهدي عبّاس عن الدورات الخمس لمهرجان النهج السينمائي الدولي التي امتدت بين عامي 2015 و 2019. أما حوار العدد فقد خصصتهُ هيئة التحرير للإعلامية والممثلة زهراء غندور التي سجّلت حضوراً فنياً مُتصاعداً في أفلام عراقية وبريطانية عديدة مثل "الرحلة"، و "بغداد في خيالي" و "بغداد سنترال". أدار الحوار الإعلامي عبد العليم البناء وتعمّق في شخصية زهراء على الأصعدة الفنية والثقافية والاجتماعية. انبرى لملف العدد المكرّس للفنانة هناء محمد أربعة كتّاب ونقّاد سينمائيين حيث رصد عبدالعليم البناء رحلتها الفنية منذ سن مبكرة وهي تساهم في برامج الأطفال، مروراً بمشاركاتها الإذاعية والتلفازية، وانتهاءً بنجوميتها السينمائية التي تحققت عبر اشتراكها في 14 فيلماً روائياً عراقياً. فيما تناول مهدي عبّاس رصيدها السينمائي الذي بلغ 14 فيلماً جسّدتها بين عامي 1977 و 2013 من بينها "الرأس"، "بيوت في ذلك الزقاق"،"، "القادسية"، و "الملك غازي" كما كتب عقيل مهدي عن "هناء محمد بين الخشبة والشاشة والميكرفون" مُركزاً على مشاركاتها في أعمال مسرحية متعددة مثل "راشامون"، "أفروديت"، و "مطر خفيف" التي نالت فيها خمس مرات جائزة أفضل ممثلة. كما توقف عند تحصيلها الدراسي وانتظامها في دورات لغوية وإعلامية متعددة. أمّا الناقد سالم شدهان فقد دبّج موضوعاً جميلاً يرى فيه أنّ "الفنانة هناء محمد لا تسعها لقطة كبيرة" وأثنى على قدرتها الفنية في تجسيد أكثر من سبع شخصيات في مسرحية "نورية" التي أخرجتها الفنانة ليلى محمد حيث أدّت شخصية الأمّ والبنت والدفّانة والمتسولة بمِكنة فنية تُغبط عليها. وكالعادة فقد سلّط الناقد والمخرج سعد نعمة الضوء في بابه الثابت "سينمائيون جُدد" على اثنين من المخرجين الشباب وهما باقر الربيعي الذي أخرج "همسات الشياطين" و "الجانب الآخر"، والمخرج حسين العكَيلي صاحب "فحم ورماد"، "سرطان الطفل"، " والطريق إلى بغداد" وقد شكا المخرجان من قلّة الدعم، وتهميش سينمائيّ المحافظات.

التقت علياء المالكي بمحمد أبو يوسف، مؤسس رابطة هواة السينما، الذي يمتلك قرابة 60 ماكنة عرض سينمائي وكمًّا كبيرًا من الصور والمجلات والسيناريوهات والإعلانات السينمائية، إضافة إلى أفلام وفيديوهات وفولدرات نادرة مثل فيلم "الضوء الخافت" لسعاد حسني وأحمد مظهر، والنسخة الأصلية من فيلم "فتنة وحسن" وعشرات الأفلام الأخرى ذات القيمة الفنية والتاريخية. وفي باب "مهرجانات" تمّ مراجعة حفل ختام الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائي وتكريم الفنان خالد الصاوي بجائزة الإنجاز الإبداعي والإعلان عن جائزة "خالد بشارة" لصنّاع السينما المستقلة في مصر. وفي باب "كلاكيت" رصد الناقد السينمائي علاء المفرجي تجربة المخرج السينمائي السَنيغالي عثمان سمبين وتوقف عند أفلامه المهمة التي منحته حق الريادة السينمائية في أفريقيا، فهو صاحب أول فيلم أفريقي روائي طويل، وصانع أول فيلم أفريقي ملوّن. ولم ينسَ المفرجي الإشارة إلى ريادة سمبين الأدبية فهو مؤلف رواية "آلهة الأخشاب" التي باركها أراغون وأثنى عليها سارتر ودي بوفوار. تابعت المجلة "الملتقى السينمائي النسوي الأول" الذي عُرض فيه 17 فيلماً روائياً قصيراً.

حفل العدد بأبحاث ودراسات نقدية مهمة حيث كتب ياسر البرّاك مقالاً عن "السينما والمقدّس الديني الشعبي" الذي تناول فيه فيلم "صاحب المقام" ورصد فيه ثيمة الأولياء والصالحين وكراماتهم. كما حلّل الناقد نزار شهيد فيلم "رودان" للمخرج الفرنسي جاك دويلون وتوقف عند ثلاثة مسارات: الأول عمله وإنتاجه الإبداعي، والثاني علاقاته بأصدقائه من الأدباء والفنانين، والثالث علاقاته النسوية التي لم تخرج عن إطار مشغَله. كما تناول الناقد اليمني حميد عُقبي فيلم "أمين" للمخرج فيليب فوكون المُولع بحياة المهاجرين في فرنسا وتتبّع فيه حياة عامل سنَيغالي يكدح طوال النهار بغية توفير لقمة العيش لأسرته التي يزورها بين آونة وأخرى. يرصد الكاتب علي جبار عطية "صورة العراقي المهمش في السينما العراقية" بحيث يظهر كضحية لا حول له ولا قوة ويُورد أمثلة عديدة لأفلام مثل "الظامئون" و "ابن بابل" و "المسألة الكبرى" التي يبدو فيها العراقي مهمشاً لكنه يستثني الفيلم الوثائقي الناجح "الأوديسا العراقية" للمخرج سمير جمال الدين. يكتب مظهر محمد صالح عن "لعبة الجبناء" ويتوسع في تفاصيل ثيمة هذا الفيلم الذي تمّ اقتباسه من كتاب الطبيب النفساني روبرت ليندنر "متمرد بلا سبب". فيما يتناول أنس الموسوي فن "الأنيميشن" الذي يهتم بالفكرة ويعدّها أهم لَبِنة في صناعة فيلم التحريك.

يتناول الكاتب نعيم عبد مهلهل فيلم "روح السماوة" الذي يخاطب فيه المخرج هادي ماهود روح المكان، وذاكرة المدينة، وطُرزها المعمارية، وأنفاس الشخصيات التي تتحرك على مدار هذا الفيلم الذي يُوقظ فينا حنينًا إلى زمن ذهب بعيدًا لكنه لم يتلاشَ كليًا من شاشة الذاكرة الحسّاسة.

يرصد السهلي بلقاسم "السينما المغربية في مسارها التاريخي" ويقسّمها إلى مرحلة وما قبل الاستقلال وما بعده. ثم يتناول "سنوات الرصاص"في السبعينات والثمانينات، ويرصد أفلام التسعينات التي تمحورت حول الفقر، والتهميش، والتشرد، والهجرة السريّة، والتجارة الجنسية، والتطرّف الديني. ثم يعرّج إلى بداية الألفية الثالثة ليرصد الزواج المختلط بين المغاربة والأجانب. ويختم بظهور السينما النسائية المُطالبة بالمساواة بين الجنسين.

يكتب خليل الطيار عن تجربة الفوتوغراف إحسان الجيزاني ويركز على "دلالات التجريد وحيادية اللون". أمّا كاتب هذه السطور فيتناول "اللغة السينمائية في الأدب" للناقدة أمل الجمل التي تقارن بين أفلام تاركوفسكي السبعة وروايات شريف حتاته وسيرته الذاتية المميزة. ويختم جبار جودي العدد بمقال عن "استراتيجية الاهتمام بالتخصصات الفنية كافة" ويركز على "الملتقى السينمائي النسوي الأول" والأفلام السبعة عشر التي عُرضت في هذا الملتقى الذي يسلّط الضوء على الثقافة النسوية العراقية.