برنامج لتأهيل و تطوير مراكز البحث والرعاية الصحية لكلية طب جامعة الموصل

Saturday 23rd of January 2021 10:29:10 PM ,
العدد : 4857
الصفحة : ترجمة ,

 ترجمة: المدى

بدعم وتمويل من مركز الأزمة والإسناد لوزارة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي تقوم وكالة ، اكسبرتايز فرانس ،

 الفرنسية العالمية للتنمية والمشاريع الهندسية والتقنية حول العالم بتنفيذ مشروع يهدف الى تأهيل وتطوير مراكز البحث والرعاية الصحية لكلية طب جامعة الموصل وجامعة نينوى بالشراكة مع الجامعتين . الجامعتان تقع في محافظة الموصل ، وهما جامعة الموصل ( التي تأسست في أواخر الخمسينيات ) وجامعة نينوى ( التي استحدثت في بداية الألفية الثانية ) . كانت جامعة الموصل تعتبر من بين أكبر وأكثر مؤسسات البحث العلمي والتربوي احتراما في منطقة الشرق الأوسط وثاني أكبر جامعة في العراق بعد جامعة بغداد . وتقع عند الضفة الغربية من نهر دجلة ضمن مجمع مستشفى الشفاء في الموصل . تعرض هذا الجانب لضرر كبير أثناء اجتياحه من قبل تنظيم داعش عام 2014 لحين تحرير المحافظة في عام 2017 . جامعتا الموصل ونينوى تقعان الآن في نفس الحرم الجامعي .

كل جامعة لها كلية الطب التابعة لها تحت إدارة وإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي . يوجد هناك افتقار واضح للتعاون ما بين الوزارة ومديرية صحة نينوى فيما يتعلق بالمشاريع الجارية لإعادة إعمار القطاع الصحي . مع ذلك فهناك رغبة مشتركة ما بين كليتي الطب في الجامعتين وأساتذتهما لاستعادة قدرات قطاع الصحة العامة وتحسين منشآت الرعاية الصحية .

التحدي بالنسبة لكليتي طب جامعة الموصل و نينوى ما يزال يتمثل بانشاء مستشفى جامعي تعليمي وسط تدهور نوعية التعليم والتدريب لطلبة كلية الطب . تجديد عمال الكادر الطبي في نينوى مع التدمير الجزئي أو الكلي للمستشفيات التعليمية والخدمات غير المنظمة وتدهور مراكز الصحة الأولية في المحافظة ..الخ ، قد أدت الى تناقص عدد طلاب كليتي الطب وتشوش النظام التعليمي .

كليتا طب الجامعتين تسعيان للحصول على تمويل دولي لبناء مستشفى جامعي في الموصل . و كخطوة أولية ستكون الأولوية باعادة تأهيل مراكز الرعاية والبحث الطبي ضمن الحرم الجامعي وضمان فعاليتها بشكل نظامي . من شأن ذلك أن يخفف الزخم الكبير الذي تشهده مستشفيات الموصل وتحسين إمكانية الوصول لخدمات رعاية صحية نوعية وشاملة في المحافظة ودعم الجانب البحثي للجامعة . وسيكون الهدف على المدى الأبعد في تعزيز القدرة الاستيعابية لمراكز الرعاية والبحث الطبي بان تصبح مستشفى جامعية .

تهدف وكالة التنمية الفرنسية إطلاق أنشطتها في مراكز الرعاية والبحوث الطبية تحت قيادة جامعة الموصل وعبرت عن اهتمامها في المشاركة في الاستثمارات النهائية المطلوبة لتطوير وتحديث المعدات الطبية الحالية وضمان كفاءة تشغيلية مناسبة لهذا الموقع وذلك بمبلغ ممنوح من المال يتراوح ما بين 5 الى 10 ملايين يورو . وستقوم الوكالة الفرنسية بتمويل جلب المعدات الطبية مع توفير خدمة الصيانة أو التصليح . وقد يشمل ذلك أعمال ترميم بسيطة وكذلك أعمال ميكانيكية وكهربائية وهندسية ، حسب الاحتياجات المحددة ، لضمان الفعالية المناسبة للمواد والمعدات . ومن جانب آخر ستساهم الوكالة الفرنسية للتنمية في تدريب الكادر الطبي والإداري والتمريضي .

الهدف الكلي للمشروع يكمن في تحسين الوصول لخدمات رعاية صحية نوعية تكون بمتناول يد أهالي محافظة الموصل ، وينقسم هذا الموضوع لثلاثة أهداف محددة . أولاً الفعالية المناسبة لمراكز الرعاية والبحث الطبي المؤهلة حديثاً في جامعة الموصل وكذلك تعزيز القدرة والمهارات والموارد لجذب واسترجاع المنتسبين الأكفاء لمراكز الرعاية والبحث الطبي ، وأخيراً وليس آخراً دعم قدرات إدارة جامعة الموصل لضمان ديمومة و بقاء المشروع .

وسيقوم فريق استشاري برعاية الوكالة الفرنسية باجراء دراسة حول تنفيذ هذا المشروع بالتنسيق مع قطاع الرعاية الصحية العراقية بضمنها الهيئة الادارية لجامعة الموصل ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والسلطات الصحية المحلية التي ستساعد في تسهيل المهمة .

كانت محافظة نينوى معروفة سابقة بخدمات رعايتها الصحية الجيدة فضلا عن كادرها الطبي المتميز . وبين عامي 2008 و 2014 جرت اعمال تأهيل وتجهيز عدد كبير من المنشآت بمعدات طبية جديدة . وقبل أحداث الحرب مع تنظيم داعش كانت في الموصل ستة مراكز طبية خاصة وتشتمل على 16 مستشفى بحوالي 4,600 سرير . كل هذه المنشآت كانت تدار من قبل أطباء أخصائيين وتعمل بشكل أصولي لحين اجتياح المدينة من قبل تنظيم داعش .

عند تلك المرحلة استمرت المستشفيات التي لم تتضرر بضربات جوية باستقبال المرضى ، ولكن الخدمات الصحية تأثرت كثيرا وتدهورت بسبب احتلال داعش ، حيث هرب العديد من الكوادر الطبية ، ومنحت الاولوية للخدمات الجراحية لغير المدنيين بعد احتلالها من قبل المسلحين .

خلال المعارك تم الحاق الأضرار ب 9 مستشفيات من بين 13 مستشفى في الموصل ، منهياً بذلك القدرة الاستيعابية للرعاية الصحية ومحو عدد الأسرّة بنسبة 70% . إعادة إعمار المنشآت الصحية تجري على نحو بطيء جداً وما يزال هناك أقل من 1,000 سرير مستشفى مقابل سكان يقدر عددهم بحدود 1,8 مليون نسمة . ويعتبر هذا المعدل دون نصف المعدل الأدنى ضمن معايير الصحة العالمية والإنسانية لتوفير الخدمة الطبية .

بعد أكثر من أربعة سنوات على طرد مسلحي داعش من مدينة الموصل ، ما يزال النظام الصحي للمدينة في خراب ويكافح من أجل تلبية احتياجات العدد السكاني المتزايد . لهذا السبب فإن إمكانية الوصول لخدمات صحية يشكل تحدياً يومياً لآلاف الأطفال والبالغين من أهالي الموصل .

ظروف المعيشة الغير آمنة في الموصل ، المتمثلة بغياب حالة النظافة لقلة المياه والكهرباء وتراكم أنقاض المباني المهدمة ووجود عبوات ومواد متفجرة غير منفلقة ، تشكل ايضا خطرا على صحة الناس وتزيد من الحاجة لمنشآت رعاية صحية . يتطلب الامر من السلطات المحلية والمجتمع الدولي ان يعيدوا اعمار البنى التحتية للرعاية الصحية العامة وبشكل عاجل مع تجهيز المرضى بخدمات علاجية وضمان تجهيز المنشآت الطبية بالمعدات الضرورية المطلوبة .

عن موقع رليف ويب