تحديات تواجهها منظمات دولية في إزالة ألغام ومخلفات حربية في مناطق عدة من العراق

Saturday 30th of January 2021 10:41:41 PM ,
العدد : 4862
الصفحة : ترجمة ,

 ترجمة المدى

ما يزال العراق على مدى سنوات طويلة والى حد يومنا هذا يعتبر من بين اكثر بلدان العالم تلوثا بالألغام الأرضية ومخلفات حربية غير منفلقة وخلال 6 أعوام ابتداء من 2014 الى 2020 وقع هناك 70,000 حادث انفجار لغم في البلد.

مناطق ورثت طابع التلوث بالالغام ناجمة عن حروب عدة ابتدأت من حرب الخليج الاولى 1980- 1988 ثم الثانية 1991 وآخرها الغزو الاميركي للعراق عام 2003 وما تبعه لاحقا من اجتياح تنظيم داعش لاراضي واسعة من البلد عام 2014 مخلفا تلوثاً اضافيا لمساحات واسعة بالالغام والعبوات الناسفة غير المنفلقة .

هناك عدة عوامل تشكل تحديا لعمليات رفع الالغام في العراق. مستوى ونوعية التلوث هو تحد بحد ذاته، وذلك لما لهذا التحدي من تعقيد وتعديه نطاق السعة الحالية من الموارد لمعالجة هذه المشكلة. وبينما يركز العاملون على المناطق المعروفة بكثرة تلوثها بالالغام، فان المعركة قد أثارت تساؤلات ستراتيجية وعملياتية من قبل منظمات تعمل على إزالة الالغام .

العبوات الناسفة والمناطق الملغمة تشكل تحديا فنيا مهما خصوصا وان هذه الألغام تتواجد في مناطق سكنية. عدم الاستقرار السياسي والمخاوف الامنية والتقييدات الادارية ماتزال تشكل تحديات ايضا، فضلا عن ذلك فان ضعف التنسيق بين السلطات الوطنية وعمال ازالة الالغام المحليين والدوليين والمنظمات الانسانية، يشكل تحديا في مجال سوء ادارة الاولويات بالنسبة لجهد إزالة الألغام. واخيرا فان انتشار وباء كورونا عبر العراق قد اجبر كثيرا من عمال الاغاثة الى تقليص عملياتهم بضمنها اعمال ازالة الالغام. ولكن البرامج بدأت بالعودة البطيئة منذ آب عام 2020.

قبل ان يتم طرد تنظيم داعش من المناطق التي كان يسيطر عليها، قام التنظيم بزرع عبوات ناسفة في كثير من البنايات والمنشآت المهمة مثل المدارس والمستشفيات والابنية السكنية والحكومية فضلا عن الطرق والجسور. وأشارت معلومات حديثة صادرة عن منظمة (IMMAP) لعام 2020 بان هناك ما لا يقل عن 3 مليارات متر مربع من الأراضي الملوثة بالالغام في المحافظات العراقية الواقعة جنوبي وشمالي وغربي العراق. التلوث الكلي بالالغام يعيق التنقل الحر ويترك الاراضي غير صالحة للسكن والاستخدام. واشارت المنظمة الى ان هناك ما يقارب من 8,5 مليون شخص في العراق معرضين لمخاطر الالغام والعبوات الناسفة .

في مدينة الموصل لوحدها هناك ما يقارب من 8 مليون طن من المتفجرات. وعثر على متفجرات ايضا في منطقة سنجار وحولها. محافظة كركوك تعتبر ايضا من المناطق ذات المعدلات العالية من التلوث وبالاخص في الجزء الجنوبي منها. وفي محافظة الانبار هناك 15,000 هكتار من الاراضي ملوثة بعبوات ناسفة، واكثرها تتواجد في الرمادي والفلوجة .

المنظمات الانسانية تواجه بعض العراقيل الادارية في الوصول الى المجاميع السكانية المتضررة، والتي تؤثر على الانشطة الانسانية الاخرى ذات العلاقة. هذه التقييدات بدأت في اواخر عام 2019 بسبب عدم استمرارية سريان تصاريح الدخول السابقة المتفق عليها وكذلك غياب بدائل لآليات متوفرة. تقييدات التنقل هذه اضرت بملايين الناس في العراق خلال العام 2020. ورغم ايجاد آلية تنقل لبعض المنظمات غير الحكومية من خلال اصدار كتب تخول بالدخول، فما تزال هناك تحديات ترد في بعض مناطق محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك .

من المعوقات الاخرى التي تواجهها فرق ازالة الالغام هي التعقيدات المرافقة لاستيراد المعدات التقنية المتعلقة بهذه الانشطة من خارج العراق واصدار الترخيصات الخاصة بها وغالبا ما تسبب هذه الحالة تأخيرات في تنفيذ البرامج. نقل هذه المعدات بين محافظة واخرى يتطلب اصدار تخويلات مختلفة ما بين الصادرة من الحكومة الفيدرالية والصادرة من حكومة الاقليم وليس هناك تنسيق بين الجانبين بهذا الخصوص يتسبب بعدم ايصال المعدات لمناطق معينة، وفي بعض الاحيان يتم ارجاع هذه المعدات .

ما بين حزيران 2014 وحزيران 2020 وقع هناك بحدود 70,000 حادث ناجم عن انفجار لغم في العراق. وحاليا فان 8,5 مليون شخص في العراق هم معرضون لمخاطر الالغام والعبوات الناسفة غير المنفلقة .

النازحون العائدون هم من بين اكثر المجاميع عرضة لمخاطر المواد المتفجرة. اعتبارا من كانون الاول 2020 هناك حوالي 1,3 مليون مهجر داخلي في العراق موزعين على 19 محافظة. وهناك ما يقارب من 4,7 مليون من النازحين العائدين اكثرهم مسجلون في محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين. هؤلاء النازحون والعائدون هم بحاجة لبرامج توعية وتثقيف بمخاطر هذه المواد المتفجرة لكي يتمكنوا من تحديدها عند عثورهم عليها في مناطقهم واتخاذ اجراءات وقاية وتبليغ السلطات المحلية عنها لغرض اتخاذ اجراءات خاصة بازالتها. في المناطق التي كانت سابقا تحت سيطرة تنظيم داعش فان مخاطر المتفجرات هذه تشتمل على عبوات ومخلفات حربية غير منفلقة فضلا عن الغام وعبوات مدفونة .

الاطفال الذين لم يتلقوا دروسا توعوية بمخاطر هذه الالغام والعبوات وانواعها واشكالها قد يكونون عرضة لمخاطرها خصوصا عندما يمشون في الطرق في طريقهم للمدرسة وقد يعبثون ويلتقطون اشياء من الشارع هي في الواقع متفجرات تعرض حياتهم للخطر، او انهم يلعبون في مناطق غير منظفة من العبوات والالغام .

وفي حصيلة لخسائر كشفتها منظمة هيومانيتيرين نييدز ان 54% من ضحايا انفجارات الالغام هم من الرجال و 36% كانوا من الاولاد الاطفال وغالبية الضحايا هم من المدنيين .

مساعدة ضحايا انفجارات الالغام هو جزء مهم جدا من فقرات انشطة منظمات ازالة الالغام . وتتشكل هذه المساعدة من عدة محاور لمساعدة الضحايا والناجين من هذه الانفجارات وتهدف الى التقليل من تبعات الصدمة النفسية عليهم مع تجاوز الخسائر الاقتصادية المرافقة لها والتهميش الاجتماعي الذي يعانون منه وذلك بتعزيز حقوقهم الاجتماعية . وتشتمل المساعدة ايضا على الرعاية الصحية والتأهيل البدني والدعم النفسي السايكولوجي وشمولهم بالرعاية الاجتماعية والاقتصادية وفق القانون والسياسات ذات الصلة .

عن موقع ريليف ويب