شهود عيان لـ(المدى): مسلحون بزي مدني أطلقوا الرصاص على محتجي الكوت

Wednesday 10th of February 2021 10:49:00 PM ,
العدد : 4871
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ تميم الحسن

مهلة ثانية لكنها ستكون قصيرة هذه المرة امام الحكومة والقوى السياسية لاستبدال محافظ واسط محمد المياحي، قبل ان تعود الاحتجاجات بشكل أوسع.. هذا ما صرح به المحتجون، بعد لقائهم رئيس جهاز الامن الوطني عبد الغني الاسدي والوفد المرافق له. وانتهت الاحد الماضي، المهلة الاولى التي منحها متظاهرون لإقالة الحكومة المحلية وتغييرها بـ"جهات مستقلة".

وكان تغيراً قد طرأ على احداث الاحتجاجات في الكوت (مركز محافظ واسط) خلال اليومين الماضيين، ادى الى استخدام العنف ضد المحتجين.

ولا يعرف بالتحديد من قاد ذلك التحول في مجرى الاحداث، خصوصا وان الايام الاولى من الاحتجاجات كانت سلمية. ويتهم محتجون، جهات امنية ترتدي ملابس مدنية بمقتل متظاهر، فيما تلمح بعض الاطراف (سياسية وحكومية) الى وجود "مندسين" من خارج المحافظة. واعتقلت القوات الامنية عقب فتح النيران على المتظاهرين، نحو 100 محتج بعضهم القي القبض عليهم داخل منازلهم، فيما بلغت الاصابات من الطرفين الى نحو 200 حالة.

موفد الحكومة

وقال رئيس جهاز الامن الوطني عبد الغني الاسدي فور وصوله الى واسط امس، ان "التظاهرات حق مكفول ولا يمكن لاحد منع المواطن من حقه". واضاف الاسدي وهو موفد الحكومة الى الكوت، في تصريحات لعدد من وسائل الاعلام: إن "هناك جهات تحاول حرف التظاهرات عن مسارها السلمي"، فيما لم يكشف عن تلك الجهات. وأعلن جهاز الأمن الوطني، أمس، ان القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي كلف رئيس الجهاز عبد الغني الاسدي للوقوف على الاحداث التي رافقت التظاهرات في واسط. وقال الجهاز في بيان إن "رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي وصل إلى واسط للوقوف على تداعيات وملابسات الاحداث الأمنية التي رافقت التظاهرات في المحافظة". واضاف ان "ذلك جاء بتكليف من القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي". وكانت خلية الاعلام الامني الحكومية، اعلنت في وقت سابق عن فتح تحقيق بشأن الاحداث التي رافقت تظاهرات محافظة واسط.

من أطلق الرصاص؟

وقال عباس العطافي، وهو نائب عن واسط لـ(المدى) ان "مندسين من خارج المحافظة تسببوا في اعمال عنف وضرب القوات الامنية".

وكشف النائب، أمس، عن مشاورات عاجلة لنواب واسط لتطويق الازمة، من بينها بحث قضية اقالة المحافظ محمد المياحي.

ومنح متظاهرو واسط، الحكومة المحلية والاتحادية 10 ايام –انتهت الاحد الماضي- لاستبدال المياحي بشخص آخر مستقل. ويقول زين غازي، وهو اسم مستعار لناشط في الكوت ان "المتظاهرين سلميين وجميعهم من ابناء المناطق الفقيرة في واسط". ونفى غازي الذي فضل عدم ذكر اسمه خوفا من الاعتقال، "دخول اي متظاهرين من خارج واسط الى التظاهرات". وكان متظاهرو واسط قد بدأوا منذ الاحد الماضي، بأحراق اطارات العجلات واغلاق الطريق الرئيس امام مبنى المحافظة المغلق قبل اكثر من عام.

نهار الانقلاب

واضاف غازي الذي اعتقل سابقا عدة مرات: "من يوم الاحد الى نهار الثلاثاء كانت الاوضاع طبيعية حتى ان المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب يتقاسمون الطعام".

لكن ما حدث بعد منتصف يوم الثلاثاء، بحسب ما يقوله الناشط الواسطي: "هو دخول عجلات سوداء بداخلها اشخاص يرتدون ازياء مدنية، وقاموا باطلاق النار بشكل عشوائي".

وقتل خلال المواجهات المتظاهر فؤاد الماجدي، فيما اصيب نحو 50 متظاهرا. ووفق ما يقوله زين غازي ان "الماجدي استشهد برصاصة من مسدس اطلقت عليه من مسافة 15 مترا".

وكان مدير شرطة واسط احمد الزركاني، طالب وزارة الداخلية بارسال "لجنة محايدة" لتحديد مصدر الاطلاقات النارية التي طالت المتظاهرين في الكوت. وقال الزركاني في بيان صحفي، امس : "ان شرطة واسط تحملت ما تحملته نتيجة استهزاء بعض المغرر بهم بامن المحافظة ومقدراتها .وقد استخدمت ضدنا جميع الاسلحة منذ يوم امس".

واضاف الزركاني :"لم يصدر من القوات الامنية اي تصرف غير مهني،حيث كانوا يحملون فقط الهراوات والدروع في حين ان البعض ممن يدعي السلمية استخدم السلاح الناري تارة مسدس واخرى عنابير مخصصة لاطلاق العيارات النارية وايضا مولوتوف وسكاكين وحجارة".

تحقيق حكومي

واعلنت خلية الاعلام الامني، مساء الثلاثاء، فتح تحقيق بشأن الاحداث التي رافقت تظاهرات محافظة واسط.

وذكرت الخلية في بيان ان القوات الأمنية فتحت تحقيقاً في الأحداث التي رافقت التظاهرات التي شهدتها محافظة واسط خلال اليومين الماضيين، والتي أسفرت عن "استشهاد احد المواطنين بواسطة طلق ناري وإصابة مواطن آخر". وتابعت: "كما أصيب عدد من المتظاهرين، فيما سجلت القوات الأمنية المكلفة بحماية المتظاهرين نحو ١٥٠ إصابة بين صفوفها بينهم ثلاثة اصاباتهم طعناً بالسكاكين، حيث استخدمت الأسلحة النارية واسلحة محلية مبتكرة أخرى وقناني المولوتوف والسكاكين ضد القوات الأمنية".

واضافت، انه تم "إلقاء القبض على عدد من المتهمين بالجرم المشهود للتحقيق معهم لمعرفة ملابسات الأحداث، فيما تم إلقاء القبض على متهم وبحوزته سلاح ناري، فوق احدى اسطح البنايات حيث تزامن وجوده مع استشهاد المواطن المذكور انفاً".

ووفق ناشطين، فان الضحية فؤاد الماجدي كان قد تعرض لإطلاق رصاص في ساحة تموز، وسط الكوت، وتم نقله الى منطقة الجعفرية لغرض العلاج بعد أن احكمت القوات الامنية اغلاق المناطق المؤدية الى المستشفى، وتم نقله بسيارة اجرة الى مستشفى الكرامة وفارق الحياة هناك.

بعد ليلة الحادث

ويقول الناشط زين غازي انه "بعد الحادث تم اعتقال اكثر من 80 ناشطا ومتظاهرا، نصفهم تم اخذهم من منازلهم"، مبينا انه "بعد ساعات قليلة تم اطلاق سراح الجميع باستثناء 4 فقط".

ويحذر غازي من استمرار الحكومة في تجاهل مطالب المتظاهرين، مشيرا الى ان "الاحتجاجات ستتصاعد اذا لم تتم اقالة المحافظ". ومنذ تشرين 2019، اغلق المتظاهرون مبنى المحافظة، فيما نقل المياحي مقر عمله الى منطقة الحي جنوبي الكوت، قريبا من عشيرته. وينتمي المياحي الى تيار الحكمة الذي يواجه في بابل ايضا، احتجاجات ضد المحافظ التابع له حسن منديل الذي يدير المحافظة بالوكالة منذ نحو عام.

ولا يستبعد عباس العطافي، النائب عن واسط ان يكون "صراع سياسي وراء احداث الكوت الاخيرة ضمن التنافس على منصب المحافظ".

ويقول العطافي ان "الحكومة الاتحادية تتجاهل منذ احتجاجات تشرين وضع المحافظة، فيما ترتفع البطالة ويستشري الفساد واغلب الوظائف توزع بشكل حزبي".