الأمم المتحدة: أكثر من 4 ملايين عراقي بحاجة لمساعدات إنسانية

Saturday 13th of February 2021 10:10:41 PM ,
العدد : 4872
الصفحة : ترجمة ,

 ترجمة: حامد أحمد

ذكرت منظمة الأغذية والزراعة الفاو التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها صدر هذا الأسبوع أن وجود ما يقارب من 4,1 مليون شخص هم بحاجة لمساعدات إنسانية في العراق ،

وإن 2,4 مليون شخص منهم هم بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة ، مشيرة الى أن حصاد محصول الحبوب لعام 2020 قلل من توقعات اللجوء للاستيراد مما يضمن توفر أمن غذائي معتدل للبلد.

وقالت المنظمة إن سقوط أمطار الشتاء لأول مرة في شهر تشرين الثاني الماضي سمحت بإنهاء عملية البذر بظروف إيجابية ، في حين كانت كميات أمطار شهري كانون الأول والثاني دون المعدلات عبر البلاد ، ما عدا القسم الشمالي من البلاد في محافظتي دهوك وأربيل ، حيث إن وفرة الأمطار في النصف الثاني من كانون الثاني قلل من آثار شُح سقوط الأمطار . هذا ما يوعد بموسم زراعي جيد هذا العام ولكن رغم ذلك فإن هناك حاجة لمزيد من الأمطار خلال الأسابيع القادمة لتعويض مرحلة عدم سقوطها والحفاظ على توقعات بمنتوج زراعي .

وقالت منظمة الفاو العالمية للأغذية والزراعة إن موسم حصاد 2020 كان وفيراً ويسد الحاجة المحلية ، واستناداً الى منظمة الإحصاء المركزية CSO فإن 1.8 مليون طن تقريباً من الشعير و 6.2 مليون طن الحنطة قد تم حصادها خلال العام 2020 حيث زادت نسبة الإنتاج بمعدل 16 و 44% على التوالي مقارنة بالسنة التي سبقتها وأكثر من ضعف معدلات إنتاج الخمس سنوات الماضية .

من جانب آخر ذكرت المنظمة الدولية في معرض استطلاعها للوضع الإنساني ومعدلات الفقر في البلد بأن تراجع واردات النفط الناجمة عن هبوط أسعار النفط العالمية قد ولدت ضغوطات على الميزانية الوطنية حيث أن عوائد النفط تشكل نسبة 90% من حجم الميزانية الكلية . واستناداً الى وزارة النفط فان نفط البصرة الثقيل وخلال الأسبوعين الأخيرين من شهر كانون الأول 2020 بيع بسعر 49 دولاراً تقريباً للبرميل مما شكل زيادة عن أدنى سعر وصل إليه النفط في شهر نيسان عام 2020 وهو 18.7 دولار للبرميل . ولكن هذا السعر ما يزال دون أعلى سعر سجل للنفط في نفس المرحلة الزمنية في كانون الأول عام 2019 حيث بيع بسعر 56 دولاراً للبرميل .

ومن أجل مواكبة تناقص الدخل والمحافظة على الالتزامات المالية والتي تتضمن تسديد مرتبات الموظفين والمتقاعدين ، فإن البنك المركزي قد لجأ في 19 كانون الأول 2020 الى تخفيض قيمة عملة البلد أمام الدولار بنسبة 22% تقريباً . ولتخفيف وطأة تأثير تخفيض العملة وازدياد معدل التضخم وبالأخص ما يتعلق بارتفاع أسعار المواد المستوردة ، فان الحكومة توجهت لدعم أسعار المواد الاستهلاكية مثل السكر والرز .

بالإضافة الى تأثيرات وباء كورونا المستجد وما صاحبه من إجراءات حظر وتقييد على الأنشطة التجارية الخاصة والقطاعات غير الرسمية ، فإن تأخير تسديد المرتبات وغياب الرقابة على الأسعار لحماية المستهلك ، فان تبعات تخفيض قيمة العملة ستكون ذات مردودات سلبية على الأمن الغذائي للعوائل البسيطة .

مراجعة الاحتياجات الإنسانية في العراق لعام 2021 قد حدّدت وجود 4.1 مليون شخص هم بحاجة لمساعدات إنسانية وأن 2.4 مليون شخص منهم لديهم احتياجات ملحة عاجلة . وبينما بقي عدد الأشخاص الذي هم بحاجة لمساعدات مشابهة لأعداد السنة الماضية ، فإن شدة الحاجة للمساعدات ازدادت ، ويرجع ذلك بشكل كبير الى تأثير وباء كورونا على الأزمة الإنسانية حيث أدى ذلك الى أن يرتفع عدد الأشخاص الذين هم بحاجة لمساعدات عاجلة بنسبة 35% .

أكثر من نصف هؤلاء الذين هم بحاجة ماسة للمساعدات يتمركزون في محافظتي نينوى والأنبار . ويقدر عدد الذين يعانون من نقص حاد بالتأمين الغذائي بحدود 435,000 شخص , في حين هناك 731,000 شخص آخر من النازحين والعائدين معرضون لنقص تأمين غذائي. من بين النازحين المقيمين خارج المخيمات ، فإن المحافظات الأكثر تأثراً بعدم تأمين غذائي لهؤلاء النازحين ، هم المتواجدون في محافظات نينوى ودهوك وأربيل وصلاح الدين ، بينما يتمركز غالبية العائدين في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وكركوك .

وكانت منظمة مجموعة الحماية الوطنية العالمية للإغاثة فرع العراق قد كشفت في تقرير خطتها السنوية للاحتياجات الإنسانية في العراق لعام 2021 بأن هناك أكثر من 2.3 مليون شخص في البلد هم بحاجة لخدمات حماية عاجلة على امتداد عام 2021.

وقالت المنظمة في تقريرها الذي صدر الشهر الحالي إن 73% من الأشخاص الذي هم بحاجة لمساعدة إنسانية يتمركزون في 12 منطقة ضمن ست محافظات وهي كل من محافظة نينوى وأربيل ودهوك والأنبار وكركوك وصلاح الدين .منوهة بأن ظروف وباء فايروس كورونا كوفيد – 19 فضلاً عن حالة النزوح المزمنة ، قد تسببت بزيادة احتياجات الحماية و التعرض للأضرار . وإن ما يستدعي توفير حماية هو بسبب وجود حالات إبعاد قسري عن مخيمات وعودة قبل أوانها والتي غالباً ما تؤدي لعمليات نزوح ثانوية ، و حالات الأزمات النفسية والاكتئاب فضلاً عن مخاطر الألغام والعبوات الناسفة وحالات العنف الأسري والعنف ضد الأطفال .

عن منظمة الفاو