العمود الثامن: دموع السفير الهولندي!

Sunday 14th of February 2021 10:45:41 PM ,
العدد : 4873
الصفحة : الأعمدة , علي حسين

 علي حسين

تعذرون العبد الفقير لله لأنه يصرّ على المراوحة في محيط " المنطقة الخضراء " ، البعض يسمّيها شحّاً في الموضوعات وأنا أسمّيها من ضروريات مراجعة الحالة التي مرت بها البلاد، وكما تعرفون، فالمسألة مبدئية حيال دعاة الفشل وصنّاع الخراب.

وضع شيوخ القواميس العربية تعريفات كثيرة لمعنى الاستحواذ والأطماع والفشل، لكنّ ساستنا يريدون أن يجدوا تعريفا جديدا للسلطة لا يتعدّى مصطلح " ما ننطيها "، وفي معظم الحالات ليست سوى خراب وتهجير وفوضى وقنص للمتظاهرين ، حارب عادل عبد المهدي بكل قواه شباب الاحتجاجات ، ونصب " ببغاء " مثل عبد الكريم خلف مهمته أن يسخر ويخون المتظاهرين

وعندما يصرّ سياسي على الاستحواذ على كل شيء وأي شيء، ويستخدم مقرّبوه حيلاً وألاعيبَ لتخوين الآخرين وإقصائهم.. عندما يسرق بلد في وضح النهار،.. عندما تسلّم مؤسسات الدولة إلى أصحاب الثقة لا أصحاب الخبرة، وعندما لا يرى المسؤول في القضاء سوى القوانين التي تحصّن سلطاته وتصونه.. فإننا بالتأكيد سائرون في طريق الخراب، ولسنا " سائرون " في طريق التنمية .

بالامس وانا اقرأ ما قاله السفير الهولندي في العراق عن الفساد ، تمنيت لو ارى وجوه ساستنا وكيف سيتعاملون مع كلام هذا الرجل الذي جاء من بلاد فان كوخ ، بالتاكيد سيصفونه بالمنحل ، وانه عديم الايمان ولا يؤدي الفرائض .قال السفيرالهولندي في ندوة ثقافية :" أنا دائماً أحث الشركات الهولندية والمستثمرين للعمل بالعراق، حيث أقوم بتشجيعهم على إقامة مشاريع مهمة، لكن عند مجيئهم هنا يواجهون صعوبات ومشاكل كبيرة. ان مراجعات لدوائر الدولة ليس لها نهاية، بالاضافة إلى مشاكل في الحدود والمنافذ لكن أصعبها هي الفسا" واضاف بأسى : "أريد أن أعرف كيف لإنسان يستطيع أن ينظر بعين الله والبشر وهو فاسد" ، وفات السفير أن معظم ساستنا يصلون في النهار ويسرقون في الليل ، وانهم يمارسون الدروشة كلما سمعوا عبارة "دولة مدنية".

إلى متى سيظل أعضاء نادي الفاسدين واللصوص وسارقي أموال الناس بمأمن من العقاب ، التستر عليهم وعدم تقديمهم للعدالة إلا بعد سفرهم خارج البلاد؟.

أمثلة كثيرة ووقائع تم توثيقها من قبل أجهزة رقابة الدولة وهيئة النزاهة، فساد يخاف البعض الاشارة إليه، لأنه للأسف توجد مافيات تحميه وتوفر له غطاء شرعيا، ثم إن الأخطر من كل ذلك هو خلق المناخ الفاسد الذي يدمر جهاز مناعة الناس الأخلاقية ويجعلهم يقبلون الفساد وكأنهم يشربون الشاي

للأسف تركت مؤسسات الدولة للصوص الذين قسموا البلد إلى دويلات وممالك صغيرة فيما بينهم ، ولا يشعرون بالخجل وبوخز الضمير وهم يرون ملايين العراقيين يعيشون تحت خط الفقر