خلافات سياسية تسمح بزيادة نشاط داعش شرقي ديالى والسكان يستغيثون

Sunday 28th of February 2021 09:59:41 PM ,
العدد : 4885
الصفحة : سياسية ,

بغداد/ تميم الحسن

في وقت لا تسمح به السياسة بانهاء خطر ما تبقى من تنظيم داعش تعود القوات الامنية لشن حملة عسكرية جديدة في شرقي ديالى هي الثالثة في غضون شهر لصد تحركات المسلحين. ومنذ اكثر من 3 سنوات تمنع المواقف السياسية ايجاد اتفاق بين القوات الاتحادية "والبيشمركة" لسد الفراغات في المناطق التي تعرف بـ"المتنازع عليها".

ويتحرك بقايا التنظيم في عدة كليومترات من المناطق الفارغة بين الفريقين

(الجيش والبيشمركة) فيما يستعد عدد من السكان في ديالى للنزوح خوفا من الهجمات.

وشهدت خانقين، شرقي ديالى، اكثر من 10 حوادث امنية في شهر شباط فقط، بين هجمات واعتقالات واغتيالات لمدنيين.

ومنذ مطلع 2021 قرر ما تبقى من مسلحي تنظيم داعش معاقبة قرى في شرقي ديالى، بسبب تعاون سكانها مع القوات الامنية، وانخراط ابنائها في سلك الشرطة والجيش.

وشن التنظيم 3 هجمات في منطقة واحدة خلال اسبوع تسببت بمقتل واصابة نحو 15 بين مدنيين وعسكريين.

ويتواجد مسلحو داعش في ديالى بشكل "جماعات صغيرة"، فيما تواجه القوات الامنية صعوبة في الحفاظ على "سرية المعلومات" ما يعرض بعض العسكريين والمتعاونين معهم الى القتل.

غياب التفاهمات

ويقول النائب آزاد شفي، ممثل خانقين في البرلمان لـ(المدى) ان "الاستقرار في ديالى هو لمصلحة البلاد كلها"، معتبرا ان العمليات العسكرية غير مفيدة لوحدها بدون تفاهمات سياسية.

وأعلنت هيئة الحشد الشعبي، نهار أمس الأحد، تطهير 17 كيلومتراً من شمالي قضاء خانقين بمحافظة ديالى.

وقالت الهيئة في بيان إن "قوات اللواء 28 في الحشد الشعبي، طهرت 17 كيلوا متراً وأمّنت قرية الدكات شمالي قضاء خانقين في محافظة ديالى"، مشيرة الى أن "قوات الحشد تواصل تقدمها وفق الخطط الأمنية لتحقيق كامل الأهداف المرسومة للعملية الامني التي انطلقت شمال شرقي ديالى".

وكانت قيادة عمليات ديالى قد باشرت صباح امس، بتنفيذ عملية امنية مشتركة، للقضاء على بقيا "داعش" في قضاء خانقين .

وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان، ان "القوات الأمنية تستمر في عملياتها التعرضية لمطاردة بقايا داعش الارهابي، حيثُ باشرت قيادة عمليات ديالى بتنفيذ عملية امنية مشتركة من خلال الفرقة الخامسة بالجيش العراقي ومحور ديالى للحشد الشعبي بتشكيلاته، وبإسناد القوة الجوية وطيران الجيش".

واشار البيان الى ان العملية التي ستستمر عدة ايام، تستهدف القضاء على العناصر الإرهابية في مناطق زور الاصلاح في قضاء خانقين".

وتعد العملية الاخيرة هي الثالثة في شهر شباط، حيث كانت القوات الامنية قد شنت عملية عسكرية محدودة مطلع الشهر الماضي عقب هجوم شنه التنظيم على قطعات للحشد الشعبي بـ"360" درجة بحسب وصف مصادر هناك.

كما نفذ الحشد والقوات الامنية عملية اخرى يوم 10 شباط، بعد العثور على عدة كليوغرامات من مادة "سي فور" المستخدمة بالتفجيرات في خانقين، واصابة طبيب بعملية اغتيال فاشلة ايضا.

هجرة العوائل

وتقول مصادر امنية ان الهجمات المتعددة "تسببت بهجرة عشرات العوائل من ريف خانقين، فيما تستعد عوائل اخرى للالتحاق بهم".

وكانت القوات الامنية قد قتلت في 20 شباط، انتحاري قبل ان يفجر نفسه على نقطة عسكرية في خانقين، واعتقلت اثنين آخرين في عملية تمشيط.

وقبلها بـيومين كان التنظيم قد شن هجوما على نقطة للحشد في خانقين، وتسبب بقتل 3 من عناصرها، وكان قد هاجم "داعش" موقعا عسكريا في المدينة قبلها بيوم واحد.

وتضيف المصادر في داخل خانقين لـ(المدى) ان "عمليات اطلاق الرصاص على الفلاحين، والتعرضات على القرى في المساء تتكرر بشكل يومي".

ومع بداية العام الجديد كان تنظيم داعش قد استمر بمهاجمة القوات الامنية واصدقائهم من المتعاونين مع الحكومة، باستخدام أسلوب دشنه في الشهرين الأخيرين من 2020.

وكشفت (المدى) في الشهر الماضي، عن استغلال ما تبقى من التنظيم، "سوء توزيع القوات الأمينة" في المناطق المحررة، و"حالات فساد" سمحت بـ"تسريح" عدد من معتقلي داعش.

كما كشف مسؤولون، عن وجود تلاعب في سجلات بعض القوات الامنية في مناطق شرقي ديالى، تربك ضبط الامن في تلك المناطق.

بالمقابل تقول القيادة العسكرية في العراق، بعد اكثر من 3 سنوات على التحرير، ان القضاء على "فلول داعش" اصبحت "مهمة سهلة".

بين الاتحادية والبيشمركة

وتقع هذه الهجمات في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان، حيث ابعدت "البيشمركة" من هناك قبل اكثر من 3 سنوات.

ويقول آزاد شفي النائب عن خانقين: "التنسيق بين الاتحادية والبيشمركة سيقلص تلك الهجمات لكن الخلافات السياسية تمنع الوصول الى اتفاق".

وكانت وزارة البيشمركة، قد كشفت في وقت سابق، عن اتفاق مع الحكومة الاتحادية على تشكيل قوات مشتركة لمعالجة الفراغات الأمنية في الخطوط الفاصلة، لكن تنفيذ الامر لم يحن بعد.

وقال الامين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور الاسبوع الماضي، في تصريح للوكالة الرسمية، إنه "من خلال التفاهمات المشتركة جرى الاتفاق على معالجة الخطوط الفاصلة بين قوات البيشمركة والجيش العراقي من خلال تشكيل قوة مشتركة بين الطرفين وجعلها خطوطا مشتركة لسد الفراغات الامنية الموجودة بين الخطين".

واضاف ياور أن "هذا الاتفاق لم ينفذ لغاية الان"، وأن ما تم افتتاحه من مراكز مشتركة "هما المركزان الرئيسان فقط في بغداد واربيل بعدد ضباط اقل من المتفق عليه، فيما لم تفتح المراكز الأربعة المتبقية لغاية الان".

وقبل ساعات من تصريح ياور، أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، تحسين الخفاجي، قرب عقد اجتماعات مكثفة مع قيادة البيشمركة للتقليل من الفراغات الأمنية على الأرض بين الجانبين.

وقال الخفاجي إن اجتماعات ملء الفراغات الأمنية في المناطق الواقعة بين الجانبين وخاصة في المناطق المتنازع عليها تسعى للدفع بقطعات الجيش والبيشمركة للقضاء على الإرهاب فيها.

ووفق مصادر امنية ان الفراغ بين الطرفين في ديالى يصل الى مسافة عرضها 5 كم، وقد يمتد لطول نحو 100 كم.