مشتاق معن من منصة اتحاد الأدباء: العالم تحول من قرية صغيرة إلى فنجان قهوة!

Wednesday 3rd of March 2021 10:06:31 PM ,
العدد : 4888
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

 ماس القيسي

الناقد والشاعر مشتاق معن، حل ضيفا على اتحاد الادباء عبر منصة امانة الشؤون الثقافية في جلسة تفاعلية بعنوان (النص التكنو ورقي)، ابتدأ الحديث بالقول: جرى الحديث في نهاية القرن الماضي عن ان العالم أصبح قرية صغيرة، اما اليوم فالوضع أصبح مغايرا حيث القرية اصبحت بحجم فنجان القهوة،

فنجان القهوة هذا يوضح لنا اشكالية مهمة ان التغيير لم يعد مطلباً حضارياً في ظل التنقلات والتبدلات وهي ليست وليدة اللحظة، انما تنبع من الثورات المعرفية الكبرى التي تغير اجيالا بكبرها، وها نحن اليوم نشهد الانتقال من العصر ما قبل التكنولوجي الى العصر التكنولوجي.

بطبيعة الحال ان هذه التفاعلات تغير شكل العلوم والمعارف ووسائل التواصل وقد حسم الامر الفيلسوف (توماس كون) حينما تحدث عن النموذج المعروف، نحن الان في عمق عالم (الانفوميديا) عالم التكنولوجيا، ان هذا الدخول يؤثر في شكل العالم وشكل العلوم، وفي شكل الحقول المعرفية علماً ان دخولنا في عالم التكنولوجيا هو فرض حتمي.

ان هذا الانتقال لم يكن على سبيل الاختيار الذاتي انما جاء بسبب التغيرات الكبرى والكونية التي شهدها العالم، فان دخولنا الى العالم التكنولوجي هو فرض حتمي بسبب التبدل العام الذي شهده العالم، وهذا يسحبنا الى انه مادامت تلك التبدلات قد اثرت في شكل العالم وشكل المعارف والعلوم والادب، فمن الطبيعي ان ننظر الى (الادب التفاعلي) على انه ليس مطلباً كيفياً وانما أصبح واقع حال.

المسألة الثانية تسحبنا الى حقيقة التساؤل حول الادب فيما إذا كان عبارة عن ضرورة حتمية فرضها علينا واضع التحول المعرفي الذي شهده العالم، واضاف: "من الجدير بالذكر ان الادب الرقمي ابتدأ الحديث عنه في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، اما في الثمانينيات فقد بدأ الادب التفاعلي وبدأ في حقل السرد ثم انتقل الى الشعر ثم الى بقية الاجناس الأدبية الأخرى.

اما فيما يتعلق بالعالم العربي فبدأ الحديث عنه في حقل السرد في الألفينيات من القرن ومن ثم الشعر والاجناس الادبية الاخرى هذا ينم عن ان الادب التفاعلي ادب حديث يحتاج الى ان نتأمله كثيراً ونقف عنده، كيما يكون الدخول في باحته دخولاً حقيقياً.

"الادب التفاعلي باختصار هو النص الذي لا يقرأ الا على اجهزة الحاسوب والأجهزة الذكية على الشبكة العنكبوتية".

الفرق بين النص الورقي والنص التفاعلي، يكمن في ان

الورقي منه يعتمد على صناعة الخيال بتثوير الطاقة الكامنة للحرف اما النص التفاعلي لا يعتمد على الحرف فقط انما على الصورة والحركة والصوت، ان الاستعانة بالمؤثرات التفاعلية كالصوت والصورة تضفي على النص حياة تفاعلية أكثر ولهذا استعان الادباء بالأماسي الخاصة بهم لرفع منسوب التأثير.

في النص التفاعلي لم يعد الحرف هو السيد كما كان في النص الورقي انما يشكل عنصرا من العناصر الموجودة.

وعلى هذا فان النص التفاعلي يحاول استثمار امكانات الحاسوب للتواصل عبر الأثير.