كلاكيت: الأوسكار المنصات والسود والنساء

Wednesday 17th of March 2021 09:48:17 PM ,
العدد : 4900
الصفحة : الأعمدة , علاء المفرجي

 علاء المفرجي

لأول مرة لاتطابق ترشيحات الغولدن غلوب ترشيحات جائزة الأوسكار، ففي كل دورة من دورات الأوسكار فأن التمهيد باسماء الأفلام المرشحة واسماء المخرجين والنجوم المرشحين تأتي عبر ال (غولدن غلوب) و (جائزة النقاد الاميركيين) .. لكن هذه المرة قدمت الأوسكار ترشيحاتها على غير ما درجت عليه في كل دورة، وإن لم يكن بشكل كبير.

ولم تكن هذه الميزة الوحيدة في ترشيحات دورة 2021 ، فإذا كان غياب الأفلام التي يتولى فيها ممثلون سود أدوار البطولة من المآخذ على جوائز "غولدن غلوب"، فإن أكاديمية الأوسكار تفادت هذه المشكلة ورشّحت "المسيح ويهوذا الأسود"، في ستّ فئات، وهو فيلم يلقي الضوء على المعركة في سبيل الحقوق المدنية في ستينيات القرن العشرين، وجهود "الـ"الفهود السود" في هذا المجال.

والأمر ينطبق على البروز الواضح والكبير للنساء في نطاق الترشيحات.. فكان لافتاً أن أكاديمية الأوسكار التي غالباً ما توجَه إليها الانتقادات بسبب ضعف تمثيل النساء والأقليات في ترشيحاتها، اختارت هذه السنة امرأتين من بين المرشحين الخمسة لجائزة أفضل مخرج، هما كلويه تشاو عن "نومادلاند" وإيميرالد فينيل عن "شابة واعدة"، وهو ما يشكّل سابقة في تاريخ هذه الجائزة، وباتت تشاو كذلك أول امرأة تنافس في أربع فئات مختلفة ضمن جوائز الأوسكار، وهي أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل سيناريو وأفضل توليف. ومن الأرقام القياسية الأخرى هذه السنة أن عدد الترشيحات التي حصلت عليها نساء بلغ في 76.

الميزة الأخرى في ترشيحات 2021 هي الصعود الكبير لمنصات البث ، فلم يسبق لأي فيلم من إنتاج منصة بث تدفقي أن فاز بالأوسكار الأهم، أي جائزة أفضل فيلم، لكن اثنين من إنتاجات «نتفليكس» الثمانية سينافسان في 25 نيسان المقبل ضمن هذه الفئة.

أما منصة (أمازون برايم) فحاضرة في هذه الفئة الرئيسة مع «صوت المعدن»، فيما حصل فيلمها «ليلة واحدة في ميامي» على 3 ترشيحات في فئات أخرى، و(بورات الفيلم اللاحق) على ترشيحين.

وبسبب فايروس كورونا الذي حال دون حضور لجنة تحكيم الأفلام في صالات العرض ودون مشاركتهم في المناسبات الخاصة الأخرى، اضطر نحو 10 آلاف من العاملين في مجال السينما أن يشاهدوا الأفلام على منصة الإنترنت الخاصة بالأكاديمية لكي يتسنى لهم التصويت لاختيار المرشحين. وقال أحد أعضاء الأكاديمية التي درجت على التمسك بالتجربة على الشاشة الكبيرة :"لقد أصبحنا معتادين تقريباً على البث التدفقي". وأضاف طالباً عدم ذكر اسمه "إنه لأمر مدهش حقاً ما يمكن أن يحدث في غضون عام. لم يذهب أي واحد منا إلى السينما".

وتصدر فيلم "مانك" السباق إلى جوائز الأوسكار، إذ أن هذا الشريط الذي يتناول العصر الذهبي لهوليوود، وهو بالأبيض والأسود، تقدّم بوضوح على الأعمال الأخرى، فيما تميّزت قائمة الترشيحات التي أُعلِنت الإثنين بحضور بارز للنساء.

وحصل "مانك" الذي أنتجته "نتفليكس" وتولى إخراجه ديفيد فينشر على عشرة ترشيحات للجوائز المرموقة التي تمنحها الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها، شملت فئات أفضل فيلم وأفضل ممثل (غاري أولدمان) وأفضل مخرج وأفضل ممثلة في دور مساعد (أماندا سيفريد) وعدداً من الفئات الفنية.

وتلته مجموعة من الأفلام التي حصلت على ستة ترشيحات، أبرزها "نومادلاند" الذي يعتبره خبراء كثر الأوفر حظاً وخصوصاً بعد فوزه في جوائز "غولدن غلوب"، وهو من إخراج كلويه تشاو ومن بطولة فرانسيس ماكدورماند. كذلك نال ستة ترشيحات فيلم "محاكمة 7 من شيكاغو " لآرون سوركين، من بطولة ساشا بارون كوهين، ويتمحور على قمع الشرطة الاحتجاجات على حرب فيتنام التي شهدتها مدينة شيكاغو الأميركية عام 1968.

وفي فئة الأفلام بلغة أجنبية، لم تشمل الترشيحات الفيلم الفرنسي "دو"، في حين يبدو الشريط الدانماركي "جولة أخرى" من بطولة مادس ميكلسن الأوفر حظاً للفوز.