أحياء بغداد القديمة تستقبل وجوه الحسناوات

Sunday 4th of April 2021 10:01:14 PM ,
العدد : 4915
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

أطلت نازك الملائكة رائدة شعر التفعيلة في أربعينيات القرن الماضي، بوجنتين متوردتين من شرفة منزل بغدادي قديم يتجمل ضمن حملة تزيين بجداريات ولوحات طرزت بحداثة فن البورتريه، من بينها رسومات لفتيات حسناوت، استعدادا لعيد الفطر القادم.
وعلى مقربة من رسومات عالم الاجتماع العراقي البارز، المؤرخ علي الوردي، والشاعر عبد المحسن الكاظمي، اتكأت فتيات بغداديات حسناوات على الأبواب القديمة في الأحياء الأثرية بمدينة الكاظمية ذات الطابع القدسي في بغداد. تجميل الأحياء القديمة بلوحات البورتريه، أطلقته مجموعة من رسامي ورسامات فريق أطلقوا على أنفسهم "أثر الفراشة" بعدما شاركوا لوحاتهم من الجدران القديمة امتدادا من الموصل مركز نينوى المحررة من الإرهاب، وصولا إلى بغداد وأحيائها. وكشف الشاب علي خليفة علي، أحد الرسامين البارزين في فريق " أثر الفراشة"، في حديث صحفي عن قيامه برسم أكثر من 20 جدارية، موزعة بين مدينتي الكاظمية والأعظمية "شمالي" بغداد. وبين علي الذي يرسم بموهبة فطرية، أحاول أن ارسم محلة بكاملها بعدها انتقل من الكاظمية إلى الأعظمية ثم أعود للأولى بمحلة أخرى، أسعى لرسم أكبر عدد من واجهات المنازل مطلع شهر رمضان وخصوصا قبل عيد الفطر.
وأضاف، أما الشخصيات التي رسمتها في الجداريات فهم: عالم الاجتماع علي الوردي، والشاعر عبد المحسن الكاظمي، والشاعرة نازك الملائكة الذين سكنوا الكاظمية أساسا، بالإضافة إلى شخصيات أخرى تاريخية وتراثية. وعن الوقت الذي يستغرقه علي في رسم الجدارية، قال إن هذا يعود لحجم الجدارية، وأكبرها تأخذ من الوقت يوما كاملا، وأحيانا ينفذ ثلاث جداريات على واجهات المنازل في وقت واحد. أما رد فعل الناس عن تجميل الأحياء وواجهات منازلهم بالرسومات، يقول علي: "إن ردود أفعالهم لا توصف وكل الجداريات هي بطلب من الأهالي، وتصلني طلبات كثيرة جدا من قبل المواطنين لرسم واجهات بيوتهم". ويستخدم علي في تنفيذ الجداريات، أصباغا خاصة لطلاء الجدران والرسم من النوع المائي وبعض بخاخات السليبويا. ويعمل الرسام مثل بقية الرسامين في فريق "أثر الفراشة" بجهود ذاتية، لكنه لفت إلى أن بعض المواطنين أخذوا يشاركونهم في توفير الأصباغ لتجميل الأحياء.
وتنوعت الجداريات التي رسمها علي في الكاظمية والأعظمية، بين الشخصيات التاريخية، والفتيات البغدادية ذوات العيون الواسعة والخدود المطعمة بلون الفراولة وهن يرتدين أدوات الزينة الفولكلورية مثل حلق "ترجية أم الشباك"، وأحجار الفيروز التي تلبس لصد الحسد.