داعـش ينسحـب تكتيكيـاً قبـل مهاجمــة قرى وحرق منازل شرقي ديالى

Wednesday 21st of April 2021 10:55:07 PM ,
العدد : 4928
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ تميم الحسن

كاد تنظيم داعش في ليلة الأول من أمس، أن يسيطر على قرية وينفذ اعدامات ميدانية بحق مدنيين في شمال شرقي ديالى، يأتي ذلك بعد ايام فقط من اختتام عدة عمليات عسكرية لملاحقة بقايا التنظيم هناك، احداها استمرت اكثر من شهر.

وبحسب البيانات العسكرية قتل أكثر من 60 داعشيا في تلك الحملات، فيما تشير روايات اخرى الى وجود "موجات هروب" سبقت تلك العمليات، وانتهت باعلان هجوم التنظيم مساء الثلاثاء.

وقتل وجرح اكثر من 10 عسكريين في هجمات للتنظيم في ديالى خلال اليومين الماضيين.

ويقول مسؤول محلي في ديالى لـ(المدى) ان "عدة خروقات امنية نفذها تنظيم داعش ليلة الثلاثاء"، بينها هجوم على قرية وحرق منازل ومهاجمة قوات امنية، بعد اقل من اسبوع من اعلان انتهاء آخر حملة من اصل 3 حملات جرت خلال الشهرين الماضيين.

هاونات ونيران

وأعلنت وزارة الدفاع، في الاسبوع الماضي، تطهير سلسلة جبال حمرين، والتي تعد من ابرز المناطق التي ينطلق منها "داعش" في شن هجماته ضد قرى ونقاط تفتيش في ديالى.

ويضيف المصدر المحلي الذي طلب عدم نشر اسمه ان "داعش ضرب قذائف هاون على قرى بين جلولاء وخانقين، شمال شرقي ديالى، قبل ان تقوم مفارزه الصغيرة بمهاجمة القرية".

واضرم "داعش" النار في "نحو 5 منازل في القرى الواقعة بعد سيطرة حلون الفاصلة بين جلولاء وخانقين"، بعد ان فشل في محاولته للسيطرة على المنطقة هناك واعدام السكان، بحسب ما يقوله المسؤول.

واستطاعت قوات الجيش من دفع المهاجمين، الذين قدرت اعدادهم "بين 7 و10 افراد" الى خارج القرى وهربوا الى جهة مجهولة، فيما قتل في الهجوم جندي واصيب خمسة آخرون بجروح.

وقبل ان ينسحبوا من تلك القرى، هاجم عناصر التنظيم مزرعة تضم عددا من الابقار، ما تسبب بنفوق نحو 50 بقرة، فيما اصيبت 10 أخريات بجروح على اثر اطلاق نار.

ويعد هجوم داعش الاخير هو الرابع منذ شباط الماضي، حيث يعتقد ان التنظيم يكرر هجماته في تلك المناطق التي تعتبر متنازع عليها، "انتقاما" من "السكان الذين "يتعاونون مع القوات الامنية واغلب ابنائهم منخرطين في الاجهزة الامنية"، وفق ما يقوله المسؤول المحلي.

بالمقابل تتعقد علاقة ابناء تلك القرى مع بعض الفصائل المسلحة هناك والتي تضاعف اعدادها بعد تنفيذ حكومة حيدر العبادي السابقة "خطة الانتشار" قبل اكثر من 3 سنوات، وطرد قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها.

ويشير بعض السكان الذين تواصلت معهم (المدى) ان بعض الفصائل "تضايق الاهالي" وانها متهمة بـ"تهريب النفط".

ويربط السكان اتساع الهجمات رغم الوجود الكثيف للقوات الامنية في شمال شرقي ديالى، بان "استتباب الامن يعني عدم الحاجة الى تلك الفصائل" وهو ما يعني خسارة تلك الجماعات نشاطها الاقتصادي الذي تديره منذ 2017.

هروب مؤقت

وبحسب المصادر، ان اكثر من نصف المسلحين كانوا قد هربوا على "موجات متعددة" بسبب العمليات العسكرية، لكنهم عادوا مرة اخرى كما يحدث في كل مرة.

وفي الاسبوع الماضي اعلنت قيادات عسكرية والحشد الشعبي الانتهاء من تطهير احدى ابرز المناطق التي كانت مسؤولة عن 30% من الهجمات في ديالى. واستهدفت العملية التي استمرت لنحو 40 يوما زور "شيخ بابا" وهي منطقة زراعية وفيها مستنقعات واسعة في شمال شرقي ديالى. وفي 10 نيسان الحالي، قالت العمليات المشتركة انها "اطلقت حملة عسكرية لتأمين عودة النازحين" في شمال شرقي ديالى.

وكان قبل ذلك قد اعلن جهاز مكافحة الإرهاب في الاسبوع الاول من نيسان الحالي، مقتل 60 عنصراً من داعش في عملية "الأسد المتأهب" التي نفذت على عدة مناطق جبلية منها سلسلة جبال حمرين التي ينطلق منها المسلحون تجاه شرقي ديالى.

وفي يوم الثلاثاء، كان التنظيم قد هاجم احد التشكيلات الامنية في شمال شرقي ديالى، وتسبب باصابة عدد من المنتسبين.

وبحسب المصادر فان "6 عناصر من الفوج التكتيتي اصيبوا بجروح اثناء انفجار عبوة ناسفة على دوريتهم في ناحية ابي صيدا التابعة لقضاء المقدادية".

وتؤكد القيادة العسكرية ان ما تبقى من تنظيم "داعش" لم يعد قادرا على تنفيذ "عمليات نوعية"، على الرغم من وجود تقارير في البرلمان تتحدث عن اتصالات مستمرة بين التنظيم وخلاياه النائمة للتحضير لهجمات داخل المدن. ويقول علي جبار، عضو لجنة الامن في البرلمان لـ(المدى) ان "الهجمات الاخيرة في بغداد تدل على ان التنظيم لديه امكانيات لتنفيذ هجمات في مناطق اخرى غير النائية والبعيدة". واعلن "داعش" في الاسبوع الماضي مسؤوليته عن انفجار سيارة في الحبيبية شرقي بغداد، رغم وجود شكوك بانتماء سائق السيارة الى احد الفصائل، كما كان "داعش" قد تبنى هجوم ساحة الطيران في كانون الثاني الماضي.

ويضيف عضو اللجنة ان "داعش لا يمكنه السيطرة على منطقة او قرية لكنه ينفذ عمليات (اضرب واهرب)"، مشيرا الى ان "تقارير امنية تؤكد ان التنظيم لديه اتصالات مع خلايا في داخل المدن يمكن ان تساعده في تلك الهجمات".