إصلاح التعليم العالي

Saturday 1st of May 2021 09:51:01 PM ,
العدد : 4934
الصفحة : آراء وأفكار ,

 د. أثير ناظم الجاسور

يُعد التعليم من الركائز الأساسية والضرورية والمؤثرة التي من خلالها يُسهم في تكوين المجتمع وتحقيق طموحاته ويساعد على الارتقاء بالمجتمع وتقدمه على أساس أن للتعليم دورٌ كبيرٌ في عملية التطوير والتحديث، فالتعليم العالي هو أحد الأركان المهمة للدولة لما يرفدها من خبرات أكاديمية وبكافة التخصصات أو على مستوى البحوث والدراسات التي تعمل على وضع الصياغات والنتائج العلمية فيما يخص عملية الإدارة والتخطيط

في العراق تعرض التعليم العالي لصدمات كبيرة بسبب السياسات التي اتبعت في إدارة هذه المؤسسة حتى قبل العام 2003 وزاد السوء بعد هذا العام كما حدث في مؤسسات الدولة الأخرى، فقد أصاب ضر المحاصصة والمناطقية وتوافقية الديمقراطية الجديدة جميع هذه المؤسسات، وكل مؤسسة أخذت وما زالت تأخذ نصيبها من الإهمال والترهل والفساد والتدخل من قبل المتنفذين وأصحاب القرار الذين وجدوا في مؤسسات التعليم ضالتهم التي من خلالها يتم استرضاء هذا الطرف أو ذاك، يصاحب كل ذلك الإجراءات والقرارات التي بالضرورة تصب في خانة العبث وضياع الوقت، هذه المؤسسة التي كان من المتوقع أن تكون بعيدة عن معادلة الكعكة والتدخلات الخارجية والداخلية أصبحت اليوم في أولويات التفكير الحزبي والكتلي من خلال توزيع المناصب داخلها بالإضافة إلى التأثيرات في إصدار القرارات التي عكست واقع ترديها من خلال خروج العراق من التصنيفات العالمية للتعليم.

إن العراق وبعد هذه السنوات الطوال بات التعليم فيه كمن يرمي حجراً في الظلام إذا أصاب حقق الهدف وإن لم يصيب فله كرّة أخرى، بهذه الطريقة اليوم يتعامل النظام السياسي مع الواقع التعليمي في العراق، بالتالي كان من الضروري أن تكون هناك جملة من الإصلاحات الحقيقية لهذا القطاع المهم من قطاعات الدولة وكالاتي:

أن ترسم سياسة تعليمية عراقية متماشية مع الواقع العراقي محتوية للأزمات التي تمر به خصوصاً ونحن نمر كالعالم أجمع بمواجهة هذا الوباء اللعين الذي بات يهدد كل عمل الدولة، لكن التعليم ومؤسساته تضررت بشكل كبير بعد الإجراءات والممارسات غير المجدية، بالتالي فعلى القائمين على هذا القطاع دراسة الجوانب الفنية والصحية من خلال:

الجوانب الصحية للكوادر التعلمية وحمايتهم وعدم إرهاقهم في قضايا جانبيّة لا تمت الى التعليم بصلة.

الجوانب المادية للطلبة ولكافة المراحل والتخصصات خصوصاً إن التعليم اليوم بمجمله الكتروني وهذا يتطلب توفير أجهزة حديثة عالية الكلفة قد لا يستطيع جميع الطلبة توفيرها، بالإضافة إلى خدمة الانترنت المتردية التي بالضرورة تحسينها وهذا يتم من خلال رصد مبالغ لإنشاء منظومة خاصة بهذا الشأن.

تهيئة الأقسام الداخلية للطلبة بما يتلاءم والوضع الحالي وتجهيزها بمستلزمات الراحة لخلق أجواء الراحة للتفرغ للدراسة، بعد انتهاء الوباء.

عدم التدخل في اختيار المناصب القيادية في هذه المؤسسة من خلال حزب أو كتلة، واختيار ذوي الخبرة والكفاءة في العمل الإداري والعلمي لإدارة المؤسسات.

إنشاء مراكز بحوث متخصصة وبكافة التخصصات تعمل على تقيم عمل تشكيلات مؤسسات التعليم سنوياً من خلال دراسة الإيجابيات والسلبيات والوقوف على مكامن الخطأ.

الاستعانة بذوي الخبرة والكفاءة من الأكاديميين المحالين على التقاعد كخبراء مساندين لتشكيلات المؤسسات التعليمية.

تحديث المناهج العلمية وبكافة التخصصات وتشكيل لجان علمية رصينة ترفد بكل ما هو جديد ومحدّث في هذا الجانب.

إيفاد الأكاديميين كل ضمن تخصصه للدول المتقدمة لجلب كل ما هو حديث في تخصصاتهم.

إدخال القيادات في الوزارة وتشكيلاتها دورات تعمل على ترصين العمل الإداري، وتقليص مُدد تولي المناصب القيادية في الجامعات والكليات والمعاهد.