مكتبة المخطوطات العراقية .. المتحف بحاجة لتمويلات لحماية الكنوز

Monday 3rd of May 2021 10:43:52 PM ,
العدد : 4936
الصفحة : ترجمة ,

 ترجمة: حامد أحمد

هناك أكثر من 60,000 مخطوطة مخزونة في المتحف الوطني العراقي تجعل منه واحداً من أكثر المراكز في الوطن العربي امتلاكاً لمقتنيات حيوية شاملة .

هناك عمليات صيانة دقيقة تجرى على يد فنيين متخصصين لاسترجاع وترميم مخطوطات قديمة ، هؤلاء الفنيون المحترفون المتواجدون في المتحف الوطني العراقي يعملون على إعادة أجزاء صفحات مفقودة من كتب يرجع تاريخها لمئات السنين الى مكانها ، ولكن رئيس قسم الورشة الفنية لهذا الغرض يقول إن فريقه يفتقر الى الأدوات المطلوبة لتحقيق عملية صيانة أكثر تطوراً .

رحيم جبار منهل ، رئيس قسم صيانة وترميم المخطوطات في المتحف الوطني العراقي ، يقول “ نأمل أن نحصل على مختبر يساعدنا في إنجاز إجراءات معقدة وصعبة في عملية الترميم ، في بعض الحالات نقوم بتأجيل عملية صيانة وترميم لمخطوطة معينة وذلك لافتقارنا الى مواد ترميم أو معدات متخصصة لإنجاز عملنا .»

هناك أكثر من 60,000 مخطوطة محفوظة في المتحف الوطني العراقي تتراوح ما بين نصوص أدبية ودينية و علمية . هذا الكم الهائل من المخطوطات تجعل من المتحف الوطني أحد أكثر المنشأت امتلاكاً لمقتنيات من هذا النوع على مستوى العالم العربي . حيث تحفظ في حاويات خاصة داخل قبو رئيس في المتحف .

منى ناجي عباس ، مسؤولة عن هذه الكنوز في أروقة المتحف ، كشفت عن واحدة من أقدم المخطوطات في المجموعة يعود تاريخها لعام 1229 ، هذه المخطوطة هي من بين الكتب القليلة التي نجت من حملة المغول عند غزوهم لبغداد في أواخر القرن الثالث عشر ، حيث شهدت بغداد في ذلك العصر تدميراً لمكتبات ضخمة واسعة بنيت في عهد الحكم العباسي .

تقول عباس “ هذه المخطوطات قد تم إخضاعها لعمليات ترميم حِرفية متخصصة . إنها تمثل حقبة مهمة بالنسبة لنا مرت بها بغداد في العهد العباسي .»

كثير من مقتنيات المتحف الوطني العراقي من المخطوطات قد نجت الى حد كبير من أعمال النهب الواسعة التي حدثت بعد الغزو الاميركي للعراق عام 2003 ، والسبب الرئيس لذلك هو أنه قد تم نقلها لموقع آخر ، لكن في واقع الأمر ، إنه عبر العقود الماضية انتهى مصير كثير من مخطوطات العراق القديمة عند رفوف متاحف حول العالم وذلك بحجج الصيانة والترميم ، ولكن منى عباس تعتقد بأن العراق له الإمكانية والاستعداد الآن ليعتني بتراثه وتاريخه الخاص .

وأضافت بقولها “ نحن نفضل توفير البيئة المناسبة لحماية وإنقاذ وترميم مخطوطاتنا داخل البلد ، نحن ندرك بأن هذه المخطوطات تشكل قوة خافتة ، الاستفادة من هذه القوة الخافتة سيتطلب تمويلاً لأجل التحديث والتطوير .

يتم الحفاظ على نص المخطوطة يدوياً وأن قسماً قليلاً منها فقط يتم تدوينه وتوثيقه رقمياً . الباحثون لا يمكنهم دخول قبو المتحف الحاوي على المخطوطات ليطلعوا على النص القديم ، ولكنهم بدلاً من ذلك يستطيعون زيارة دار المخطوطات القريب من المتحف . هنا يبحثون بشكل نشط عما يتوفر من عناوين من خلال بحثهم بين كارتات الفهرست .

عبد الرحمن إسماعيل ، الذي يعمل في دار المخطوطات ، يقول “ ليس هناك فهرست ألكتروني رقمي ، عندما يأتي باحث ومعه عنوان لمخطوطة يريد الاطلاع عليها فانهم يخبروه بالذهاب الى صناديق كارتات الفهرس للبحث فيها عن مبتغاه ، وإن هذه الفهارس لا تحوي جميع المخطوطات .»

بهذه الطريقة فان الباحث قد يستغرق أسابيع قبل أن يحصل على نسخة من النص ، ولكن عاملين في المتحف يشكون من قلة تمويلات لاستثمارها في عمليات صيانة المخطوطات من أجل الحفاظ على إرث العراق الثمين .

وكانت دار الكتب والمخطوطات العراقية قد عانت بعد الغزو الاميركي للعراق حالة من التسيب والتجاهل ما عرض كثير من المخطوطات الى سوء تخزين نتيجة عدم توفر المعايير المناسبة لدرجة الحرارة والرطوبة والضوء قبل أن يعاد النظر في هيكلة الدار وعمليات الترميم وآليات الاقتناء غيرها .

وأوضحت الدار أن هذه المخطوطات لها طابع تاريخي يتمثل بتنوع الخطوط العربية التي ألفت بها مثل الكوفي والثلث والديواني وطريقة الكتابة والورق المستخدم وكذلك الأحبار التي توضح تطور صناعة الكتب في العراق خلال العصور الماضية .

وخلال معرض للكتب والمخطوطات النادرة تم اطلاقه بداية هذا الشهر من قبل وزارة الثقافة العراقية ، تم عرض مئات المخطوطات وبعدة لغات تراوحت بين العربية والتركية والفارسية والسريانية والعبرية من بينها أقدم نسخة من شرح نهج البلاغة لابن أبي حديد يعود تاريخها للعام 556 هجرية ، ومصحف يعود تاريخه الى بدايات القرن الرابع الهجري .

عن ياهو نيوز