بإختصار ديمقراطي: عبور الأسود الآمن

Sunday 9th of May 2021 10:32:17 PM ,
العدد : 4940
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

 رعد العراقي

تحتضن مدينة البصرة الفيحاء، المعسكر التدريبي لمنتخبنا الوطني لكرة القدم بدءاً من الثامن عشر من أيار الجاري بتفاؤل وأمنيات كبيرة بنجاحه، لتكون أرض الضيافة والعراقة فألاً حسناً على تحضيرات أسود الرافدين للانطلاق نحو خوض ما تبقّى لهم من مباريات المجموعة الثالثة والتمسّك بصدارتها.

إن اختيار المدينة الرياضية في البصرة، جاء وفقاً لرؤية مدرب المنتخب الوطني سريتشكو كاتانيتش، وحساباته الفنية، حين ذهب بخياراته لتأمين معايشة اللاعبين وطبيعة الأجواء المُشابهة لمدينة المنامة البحرينية التي تضيّف مباريات التصفيات بنظام التجمّع من الثالث الى الخامس عشر من حزيران القادم، إضافة الى خوض مباراتي منتخبي طاجيكستان والنيبال وهُما الأقرب لأسلوب ومستوى كمبوديا وهونغ كونغ.

خطوة لابدّ من الإشادة بها، وتُحسب للهيئة التطبيعية، واستجابتها لرغبة كاتانيتش التي نجدها صائبة وفقاً لمواقف سابقة كانت فيها الحسابات غائبة عن تقدير أهمية طبيعة الظروف الجوية في التأثير على الأداء العام للاعبين داخل الميدان، وقد تكون واقعة خسارة منتخبنا الوطني أمام أوزبكستان بتاريخ 13 تشرين الأول عام 2004 يوم خرج مهزوماً بهدفين لهدف في ملعب عمّان بالأردن مودّعاً تصفيات كأس العالم 2006 خير مثال لما نشير بعدما أجمع المحلّلون على أن سبب الخسارة هو لاختلاف الأجواء التي جرت فيها التحضيرات مع ما شهدته دقائق المباراة من برودة قاسية جداً!

المعسكر يُعتبر عملياً آخر بروفة متاحة أمام الملاك التدريبي لتجهيز كل خططه وأدواته واختيار اللاعبين القادرين على الثبات في أرض الملعب، ووضع هدف أولي باقتناص تسع نقاط من كمبوديا وهونغ كونغ وإيران تؤمّن وصوله الى الدور الحاسم من التصفيات الملتهبة بعيداً عن أية مفاجآت غير متوقعة، أو على الأقل حسم نقاط أولى المباراتين اليسيرتين نظراً لفارق المستوى والتصنيف.

مهلاً .. إن ذهاب كاتانيتش نحو تجاهل استدعاء عناصر مهمة تمتلك الامكانية والقدرة الذهنية والاعتماد بشكل أساسي على عدد من اللاعبين ممّن رافقوه خلال السنوات الماضية برغم أن هناك مؤشّرات فنية عن أدائهم خلال مباريات الدوري وانخفاض مستوى عطائهم، ربما يُشكّل مصدر قلق لدى الكثير من المتابعين، ويحتاج الموضوع الى جلسة حوار فنية يتم فيها تقييم شامل لكل لاعب، وانتقاء التشكيلة المناسبة التي تمتلك الخزين البدني والمهاري وسرعة الأداء والفكر العالي والمبادرة على تطبيق وتنفيذ تعليمات الملاك التدريبي داخل الميدان بعيداً عن أية مُسمّيات!

قد يكون أمام كاتانيتش فرصة مثالية لرفع الجاهزية والإعداد المدروس وتطبيق أفكاره خلال مدّة زمنية جيدة، عطفاً على حقيقة أن أغلب اللاعبين الذين تم اختيارهم مازالوا في وضع بدني مستقر نتيجة استمرار مشاركاتهم في مباريات دوري الكرة الممتاز، وخاصة لاعبي فريقي الشرطة والقوة الجوية، ممّن خاضوا مباريات على مستوى عالٍ ضمن جولات بطولة دوري أبطال آسيا 2021، وتوظيف تلك الميزة باتجاه استغلال مباراتي طاجيكستان والنيبال للثبات على التشكيل وأسلوب الأداء وإظهار القدرات الحقيقية لأسود الرافدين دون تجريب مُكرّر، كي يسعى كاتانيتش لارسال رسائل متعدّدة الاغراض أهمّها طمأنة الجمهور العراقي والعربي على استمرار صدارتنا المجموعة الثالثة حتى آخر مباراة، وكذلك تحذير المنتخبات المشاركة بعزيمة وإصرار لاعبي منتخبنا على حسم المشوار الساخن دون إهدار أية فرصة تُبعدهم عن قمّة المجموعة وتحرج موقفهم!

باختصار .. نريد إظهار ملامح الوصول الى الدور الثالث المؤهّل الى نهائيات كأس العالم في قطر عام 2022 من أرض البصرة عبر التجريبيتين القادمتين كونهما جواز عبور مجموعة البحرين بأمان!