الإنتخابات، مخاطر توحّد الفساد و الإرهابيين !

Monday 10th of May 2021 09:52:31 PM ,
العدد : 4941
الصفحة : آراء وأفكار ,

 د. مهند البراك

(1)

فيما يقترب موعد الانتخابات و تتصاعد التحضيرات لإجرائها، تزدحم وسائل الإعلام من لقاءآت مع وزراء سابقين و مسؤولين حكوميين و نواب كبار في فضائيات، الى إخبار صحف محلية و دولية ذات شأن. . لتكشف حقائق مذهلة عمّن يحكم العراق فعلياً الآن و عمّا يجري على صعيد التهيئة و إجراء الإنتخابات القادمة . .

في وقت تستعد فيه المملكة المتحدة لإرسال أكبر حاملات طائرات لديها " اليزابيث " الى الشرق الأوسط لدكّ مواقع داعش الإجرامية التي بدأ نشاطها يتصاعد و يهدد المنطقة و العالم من جديد الآن، وسط محاولات لمنظمات دولية لإرجاع الآلاف من عوائل داعش من مخيم الهول السوري الشهير الذي اشتهر بتهيئة أجيال جديدة من الإرهابيين، الى العراق و الى الموصل تحديداً.
في حالة تزداد تأزماً و تصاعداً، من اليمن الى سواحل البحر المتوسط، و كأن المنطقة تعيش على برميل بارود يكتمل و ينتظر حدوث أية شرارة لينفجر، تعوّل جماعات إرهابية (سنيّة) و (شيعية) على ماتقوم به جماعات الكاتيوشا و داعش لتفجير المنطقة من جهة و لإلغاء الانتخابات العراقية من جهة أخرى، في تناغم و تخادم كما يصفه مراقبون، بعد أن ظهر واضحاً أن إيران تحتضن بقايا القاعدة و داعش الإرهابيّتين، كتصرف (إنساني) لدولة، على حد تعبير أكثر من ناطق إعلامي إيراني في وصفه لها على الفضائيات، إثر فضيحة اغتيال نائب رئيس منظمة القاعدة و هو يتمشى مع زوجته في أحد شوارع طهران .
فعلى صعيد النهب و تنوّع المصالح الضيّقة للقوى الحاكمة و الفاعلة في الحكم و تخادمها لتحقيق مصالحها الأنانية، و انتشار الفساد الذي شرّعت له و قامت و تقوم به تلك القوى و الكتل من أمور صارت معروفة بعد أن أوضحها أكثر من مسؤول في السابق، أوضح وزيراً الموارد المائية الشمري و الكهرباء الفهداوي السابقين، في برنامج " نفس عميق " أواخر نيسان 2021 على قناة دجلة الفضائية . .
أوضحا كيف أن البلاد تُقاد من عدد لايتجاوز الألف من وسطاء متفاهمين، داخليين و إقليميين و دوليين و من مختلف القوميات و الأديان و الطوائف و قد جرى تداول عدد من اسمائهم في أروقة الحكم، و تداول مستوياتهم الدراسية التي تتراوح بين الابتدائية و المتوسطة من الـ 2000 شخص الذين جرى تعيينهم على الدرجات الخاصة زمن المالكي، و جرت (تسوية) أوضاعهم في الدورة الثانية له بعد الفضيحة المدويّة لتعيينهم، على حد السيد الشمري، و صاروا يتحكمون بأمور البلاد في تعامل مع العراق كماكنة لشفط الأموال فقط. .
و هم يشكّلون كارتيلاً اقتصادياً غير معلن بأجهزته المتنوعة الإدارية و الفضائية، كارتيلاً يسيطر على الوزارات و مؤسسات الحكم و يديرها و يفتعل أزمات و يدّعي حلّها من المؤسسات الحاكمة . . كترابط بين كبار الفاسدين في الحكم من جهة، و المافيات الدولية و الإقليمية و منظمات الإرهاب الإجرامية المتنوعة من جهة أخرى . . على أساس تخادم خطير لتحقيق أرباح أسطورية أكثر أو للحفاظ عليها و استثمارها . . ترابطاً سريّاً لابد منه بين السراق الكبار الموزعين على الكتل الحاكمة و بين السوق السوداء العالمية و جهات تبييض الأموال في مختلف الدول.
و للتأكيد على ذلك يشير متابعون الى قضية حجي حمزة الذي يبيّض الأموال للكتل الحاكمة، و صارت الاتهامات الموجهة له كقضية قانونية ضد صالات القمار الضالعة بعمليات تبييض الأموال، القضية التي أُغلقت و طواها النسيان بقدرة قادرين !!
و يشيرون الى الفضيحة المدوية الأخيرة في الدانمارك في وفاة السيد عدنان الاسدي النائب عن كتلة دولة القانون، حيث جمّدت الشرطة الدانماركية ثروة الاسدي البالغة 150 مليون يورو (ليس دينار) باتهام التهرب الضريبي و إخفاء المعلومات عن مصادر ثروته، علماً أنه يعيش على المساعدات الاجتماعية في الدانمارك و عرف عنه بكونه لم يمارس عملاً او نشاطاً يمكن أن يدرّ عليه بمثل تلك الثروة، و يشير مراقبون مطّلعون هناك أن هذه الثروة هي ماموجود له في الدانمارك فقط، عدا مايملك من مكاتب صيرفة في عدد من البلدان . . (يتبع)