موعد خليجي 25 يضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد! .. تمديد التطبيعية وإحراج الحكومة ومصير درجال يربك تنظيم البصرة!

Sunday 16th of May 2021 10:35:14 PM ,
العدد : 4944 (نسخة الكترونية)
الصفحة : رياضة ,

 متابعة: إياد الصالحي

رفع اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم درجات الضغط لدى اللجنة العليا المنظمة لبطولة كأس الخليج العربي الخامسة والعشرين، برئاسة وزير الشباب والرياضة عدنان درجال، بتحديده موعد انطلاق البطولة بعد ستة أيام من إنتهاء بطولة كأس العرب فيفا قطر 2021 في الثامن عشر من كانون الأول العام نفسه.

كل المؤشرات التي أعقبت الاجتماع الاستثنائي لرؤساء الاتحادات الخليجية والعراق واليمن، يوم الأثنين السادس والعشرين من نيسان 2021، والذي أقرّ تنظيم البطولة 25 في مدينة البصرة بالإجماع، توافقت على دفع موعد البطولة الى الربع الأول من العام 2022 وذلك لمنح المنتخبات المشاركة في كأس العرب فرصة التأهيل البدني للاعبيها والاستعداد الجيّد للنسخة الخليجية العراقية سعياً منها لتحقيق نتائج ترتقي لآمال جماهيرها، لكن صدور بيان اتحاد كأس الخليج العربي بتثبيت موعد البطولة الخليجية ربما يُربك حسابات اللجنة المنظمة لمن تابع ملف التنظيم وجزئيات التفاصيل غير المُنجزة في قائمة ملاحظات فريق التفتيش الذي ترأسه اليمني حميد الشيباني تكليفاً من المكتب التنفيذي للاتحاد في الرابع من نيسان الماضي.

عذر مشروع!

اللافت في تحديد موعد خليجي 25 أنه يتزامن قبل شهر ونيف من الانتخابات المرتقبة للاتحاد العراقي لكرة القدم التي تشرف عليها الهيئة التطبيعية الحالية، وفقاً للمادتين 8 و2 من القانون الأساسي للاتحاد الدولي بكرة القدم والمُقرّرة باجتماع مكتب مجلس الفيفا يوم الأثنين العاشر من شباط عام2020 الخاص بانتداب لجنة تطبيع للاتحاد العراقي تقوم بتنظيم وإجراء انتخابات لجنته التنفيذية الجديدة لمدة أربع سنوات، وبذلك تستثمر التطبيعية ومن يقف وراء توجيهها (الوزير درجال) مثلما تشير مصادر من داخلها، الموعد الخليجي لضرب (العصفور الأول) المتمثل بتمديد عملها ستة أشهر أخرى، بدلاً من انتهاء فترة انتدابها نهاية شهر حزيران المقبل، وذلك لتوفر العُذر المشروع بوجود أبرز قادتها ضمن اللجنة العليا المنظمة لكأس الخليج 25 هُما إياد بنيان ومحمد فرحان، فضلاً عن الدعم المساند من لجانها لإنجاح البطولة التي يرى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو ورئيس الاتحاد الآسيوي للعبة سلمان بن إبراهيم أنها فرصة مهمة لإثبات قدرة العراق على تنظيم أحد أهم البطولات في المنطقة وإنهاء الحظر الدولي.

اكمال النواقص!

ومن ناحية النواقص الفنية والإدارية على أرض البطولة، فهو بمثابة (العصفور الثاني) الذي سيُضرب بذات حجارة الموعد لإحراج أجهزة الحكومة المساندة ودفعها لإنجاز ما في ذمتها من واجبات داخل المدينة الرياضية ومحيطها، أو ما يتعلّق ببقية النواقص في الفنادق والمستشفى والطرق والمناطق السياحية والمواقع الخدمية، وكلها تستوجب توفير ميزانية طائلة لغرض تسليمها للجنة المنظمة وعرضها بشكل نهائي أمام فريق التفتيش الخليجي في مواعيدها المطلوبة.

المرشح الحائر!

أما (العصفور الثالث) فهناك طرف مستفيد من تسارع إيقاع جمع شمل عمومية اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم واستحصال موافقتهم على تنظيم البصرة خلال عشر دقائق، ثم تحديد موعد البطولة بالرغم من التزام المنتخبات بكأس العرب، لاشغال الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم العراقي بقضية وطنية تهم مصلحة اللعبة وتتطلّب مساندتهم لإنجاح البطولة الخليجية وعدم الاعتراض على تمديد عمل التطبيعية المتوقع، وهي فرصة كبيرة لمرشّح رئاسة الاتحاد عدنان درجال - غير المُعلن حتى الساعة – ليغتنم الوقت حتى يتبيّن موقفه الحائر من الانتخابات البرلمانية خلال تشرين الأول المقبل وحسمه بين مقعدي النواب وكرة القدم!

تفقّد ..وتنسيق

من دون شك أن اللجنة العليا باشرت منذ فترة طويلة لتفقّد كل ما يتعلّق بالبطولة، بدءاً من رئيسها الوزير عدنان درجال وأسعد العيداني محافظ البصرة نائباً، وعضوية إياد بنيان ومحمد فرحان والوزارات المساندة وأنتهاءً بمُقرر اللجنة أحمد الموسوي، وتم زيارة المدينة أكثر من مرة لتحديد المنشآت المتلكِئة في مشاريع انجازها، والتسابق مع الزمن لإعلان الجاهزية التامة مطلع تشرين الأول المقبل في أقصى حدّ استعداداً لكرنفال الافتتاح، وتوجيه الدعوات وتأمين أماكن إقامة الوفود مع الشخصيات الرسمية المدعوّة للبطولة، مع استمرار التنسيق بين أعضاء اللجنة المشتركة لاتحاد الكرة العراقي ونظيره كأس الخليج، في (متابعة عملية إكمال مشاريع خليجي ٢٥، وتقديم التقارير المستمرة الى اتحاد كأس الخليج للاطلاع على نسب الانجاز المتحققة) حسب بيان الأمين العام محمد فرحان.

الامتحان الصعب

مصادر مقرّبة من ملف التنظيم أكدت لـ (المدى) أن ملف تنظيم خليجي25 يواجه امتحاناً صعباً في بعض المرتكزات الاساسية، فملعب الميناء سعة 30 ألف متفرّج يّعد حجر الزاوية في إقامة البطولة من عدمها، لم يُنجز حتى الآن، ويحتاج الى تشطيب في دواخله وملحقاته المترابطة معه في دائرة واحدة تضم دار الاستراحة والقاعة الكبيرة والمسبح، وحُدّد موعد أيلول المقبل لإنهاء جميع نواقصه، وكذلك المستشفى التركي (السياب) سِعة 492 سريراً، والذي شوهد من فريق التفتيش هيكلاً فارغاً يحتاج الى تدعيمه بالمواد الضرورية الخاصة به والمخزونة في مقر الشركة بالبحرين، وتوجد بعض الاشكاليات حولها تُصعِّبْ من تأمينها في وقتها، ثم لابد من ملاحظة طريق المطار الرابط مع ملعب المدينة الرياضية بطول 5 كيلو مترات، وتعزيزه بالإنارة وتنظيف الأماكن المحاذية له.

وإذا ما عرّجنا على ملعب المدينة (جذع النخلة) فالنافورات بحاجة الى صيانة شاملة، والفنادق الثمانية المتجاورة مع بعضها قبّالته والمُخصّصة على عدد الفرق المشاركة، غير مجهّزة، مع تأكيدات المحافظة بأن كل ملحقاتها الداخلية مؤمّنة، حيث كل فندق يحتوي ستة طوابق ويضم 560 غرفة، وهناك فندق الموفنبيك ذو الـ 18 طابقاً يحتاج الى مبالغ اضافية يُجهز من خلالها بالمصاعِد وبعض مستلزماته الرئيسة، إضافة الى اكمال المسبح الكبير الخاص به، أما فندق شط العرب بدرجة (7) نجمات تعود ملكيته لوزارة الشباب والرياضة وتولّت إنشاءه وصيانته شركة شابورجي الهندية، يتألف من ثمانية طوابق بسعة 460 غرفة مع و30 سويت خاص، يحتوي على مول ومدينة مائية، وتشير المصادر الى عدم تجهيزه حتى الآن بسبب إخلال مع الشركة، ويؤمّل التوصل الى حلول في الفترة المقبلة.

وسيعود فندق مطار البصرة للعمل بعد إغلاق دام ثلاثة عقود من الزمن، بكلفة استثمارية 11 مليون دولار، يضم أكثر من 100 غرفة فندقية متباينة المواصفات، ويتوقع أن يتم تأهيل مطار البصرة ليكون بمثابة (ترانزيت) مثل بقية المطارات العالمية، كواجهة مهمة من واجهات البلد الاقتصادية والسياحية.

وكانت هيئة استثمار البصرة قد أعلنت عن استمرار العمل في تسعة مشاريع ضمن القطاع الفندقي بأحدث المواصفات العالمية وتجاوزت كلفتها 200 مليون دولار، ومن ضمنها فندق كراند ملينيوم (5) نجمات وهو أول كراند في العراق والثامن عربياً والحادي عشر عالمياً، يضم 1200 غرفة مؤثثة وفقاً للتوصيف العالمي.

نهر العشار

على محافظة البصرة الانتباه للاهمال الذي يعانيه نهر العشار المرصوف بالأحجار بعرض أكثر من عشرة أمتار، يخترق البصرة من شرقها الى غربها، ويتخذ من شط العرب فرعاً له، تحوّل الى تجمّع للنفايات وتلوّثَ بمياه المجاري! لا يليق بجمال المدينة وقيمتها التاريخية، ما جعل أحد مرافقي الوفد الكويتي للمباراة الودية الأخيرة بين منتخبي البلدين في السابع والعشرين من كانون الثاني 2021 يتأسّف على حال النهر في مقطع فيديو وتمنّى معالجة وضعه بصورة سريعة.

وتبقى مشكلة مجمع القصور الرئاسية حيث تضم 20 فيلا مخصّصة لمسؤولين كبار في القرية الفندقية ضمن المنطقة نفسها، حيث وضعت إحدى الجهات يدها على المجمّع بانتظار تسوية الموضوع مع الحكومة المحلية قريباً، لأهمية هذا المجمّع من ناحية تحضيره لضيوف البطولة الخليجية من درجة VIP.

كل الفنادق المذكورة، اضافة الى فنادق الهارديز والبصرة الدولي الجاهزان، والشيراتون الخاضع للتأهيل، كلها لن تبعد عن مدينة البصرة الرياضية سوى 20 دقيقة، بانتظار ساعة الصفر لاشغال الأيدي العاملة والمتطوعين الخاصين بالبطولة والمباشرة بتحديد واجباتهم، فضلاً عن عناصر الأمن المؤهلة من قبل المحافظة لضبط كل النقاط المحيطة بالبطولة بدعم جهود وزارتي الدفاع والداخلية وشيوخ العشائر، وبذلك لن تتم الاستعانة بالشركات الأمنية مثلما أشيع في بعض وسائل الإعلام الخليجية.

الجمهور الوفي

ويبقى الجمهور البصري الوفي في أقضية المركز وشط العرب والقرنة والمدينة وأبو الخصيب والفاو والزبير والذي يبلغ تعداده ما يقارب من خمسة ملايين نسمة وفقاً لآخر أحصاء رسمي، سيكون عاملاً رئيساً لانجاح البطولة بوعيه وتشجيعه وحرصه على ظهور التنظيم بأفضل صورة يتباهى بها التاريخ طوال استذكاراته للنسخة الخليجية 25.