باختصار ديمقراطي: الأسود في الصدارة

Sunday 13th of June 2021 10:14:15 PM ,
العدد : 4964 (نسخة الكترونية)
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

 رعد العراقي

يلتقي منتخبنا الوطني يوم غد الثلاثاء نظيره الإيراني في مباراة (حسم الصدارة والجدارة) في ختام مباريات المجموعة الثالثة من أجل خطف بطاقة العبور للدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر 2022 وكأس آسيا الصين 2023.

اللقاء يشكّل حدثاً اسثنائياً بحسابات الطرفين، برغم أن هناك مساحة من الاطمئنان لدى أسود الرافدين بحجز أحد المقاعد مُسبقاً ضمن كبار القارة بغضّ النظر عن النتيجة بعد أن نجح في الوصول الى سبعة عشر نقطة وتصدر مجموعته طيلة الأدوار السابقة، لكنه يطمح في مواصلة الانفراد بالصدارة، وتأكيد أحقيته في أن يكون بطلاً لها بلا منافس.

المنتخب الإيراني، سيدخل اللقاء مُثخناً بجراح وصدمة خسارتين تلقاها في المرحلة الأولى، وجرحت كبرياءه، نجح في رد اعتباره والثأر من المنتخب البحريني عندما هزمه بثلاثية بيضاء، فيما تمثل مواجهته أمام منتخبنا غداً طوق النجاة الأخير في العبور للدور الحاسم أولاً واستعادة الهيبة ثانياً التي تناثرت على ملعب عمّان الدولي حين سقط بثنائية أمام الأسود.

المواجهة ستكون بالتأكيد صعبة على منتخبنا الوطني وخاصة بعد النتيجة والأداء غير المُقنع الذي ظهر عليه الفريق في مواجهتي كمبوديا وهونغ كونغ والتي غابت فيها الهوية الفنية وبدا أكثر اللاعبين الأساسيين بعيدين عن مستواهم المعهود وانخفض المخزون البدني والذهني لهم ممّا صعّب عليهم اختراق الدفاعات وتسجيل الأهداف برغم تواضع أداء المتنافسين.

ما يُثير القلق حقاً هو محاولة وضع التبريرات لحالة التراخي والتوهان الذي ضرب خطوط المنتخب في اللقاءين السابقين حين خرجت تصريحات ترمي بالاسباب نحو تأثير الرطوبة العالية وسوء أرضية الملعب والإجراءات الخاصة بالوقاية من كوفيد 19 متناسيبن أن جميع المنتخبات تعاني من ذات الأسباب إلا أن أداءهم وخاصة المنتخب الإيراني كان متماسكاً وقوياً لم تثنهِ تلك الظروف في تقديم العرض الرائع الذي أطاح بكل فرق المجموعة وبوفرة من الأهداف قبل أن يوجّه رسالة إنذار لمنتخبنا بأنه قادم لانتزاع الصدارة.

الملاك التدريبي مطالب بإعادة كل الحسابات وتقييم الأداء العام للمنتخب وتشخيص الخلل الحقيقي وتحفيز اللاعبين في مواجهة المنتخب الإيراني بذات الروحية والاندفاع التي ظهر عليها في لقاء الذهاب، واستعياب حالة الاندفاع لدى اللاعبين الإيرانين واحتواءهم بذكاء ميداني وثبات رجولي لا يمنحهم فرصة السيطرة والتحكّم على أرض الميدان ويدفع بهم نحو فقدان التركيز مع تقدّم وقت المباراة.

المباراة لا تحتمل المجازفة بالإصرار في الاعتماد على بعض الأسماء الأساسية التي لم تعد تمتلك القدرة على تقديم الأداءٍ المُرضي، في حين أن هناك طاقات شبابية يمكن استثمارها لمفاجأة المنتخب الإيراني وإرباك حساباته، وبنفس الوقت ستمثّل حافزاً لجميع اللاعبين لإعادة تقييم أداءهم ومراجعة الذات لتجاوز حالة الارتخاء والعُقم الفني الذي اصابهم والوصول لقناعة تامة بأن المنتخب هو للاصلح والأكثر جاهزية وعطاء.

باختصار.. قد يكون موضوع التأهل للدور الحاسم شبه مؤكد بعيداً عن نتيجة لقائنا بالمنتخب الإيراني، إلا أن الفوز في المباراة سيبقى هو الهدف الذي تسعى اليه الجماهير للتمسّك بالصدارة وخطف بطاقة التأهل بجدارة، وبكل الأحوال فإن ما يلي نهاية التصفيات قد يكون هو الأهم عبر مطالبة اللجنة الفنية في الهيئة التطبيعية بإعداد دراسة وتقييم شامل لأداء المنتخب في كل مباريات التصفيات والوصول لقناعات بما تتطلّبه المرحلة الحاسمة من إعداد وتغيير سواء في فلسفة الجهاز الفني أو في الأسس المعتمدة في استدعاء اللاعبين وخاصة تلك المواهب الشابة التي ظهرت من خلال منافسات الدوري المحلي أو من المحترفين المغتربين في الدوريات الخارجية.