العمود الثامن: نكتة ب طعم عراقي!!

Monday 14th of June 2021 10:15:50 PM ,
العدد : 4965
الصفحة : الأعمدة , علي حسين

 علي حسين

في خبر عاجل: وزارة الخارجية تعلن أن العراق دخل على خط أزمة سد النهضة بين السودان ومصر من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى.

وفي خبر لا يريد أن يتوقف عنده أحد: تركيا تعتزم إنشاء سد جديد على نهر دجلة، وفي حال إتمامه لن تصل 10% من مياه دجلة إلى الأراضي العراقية..

الدولة التي أمضت سنوات تنتظر أن تعطف عليها تركيا بالمياه، وتتوسل أن لا تقطع إيران روافد الأنهار، تعلن عن استعدادها للمساعدة في حل أزمة سد النهضة.

هل تريد أن تعرف ماذا كانت مشاعري وأنا أقرأ مثل هذا الخبر؟، أنا لم أستطع الصمود، فلماذا يخفي الواحد منا ضحكته، مع هذا الكم الهائل من السخرية؟، هل ساستنا ومسؤولونا منزعجون حقاً مما يجري في منابع دجلة والفرات التي بحسب نظرية إبراهيم الجعفري لن تتأثر بالسد التركي، لأن هذه الأنهر تنبع من إيران؟! .

ما أريد أن أقوله وأنا أقرأ مثل هذه الأخبار إنّ كل شيء جرى ويجري في موضوعة المياه مرهون بإذعان الدولة العراقية، لم تقم تركيا ببناء السد في الخفاء، فهي أعلنت قبل سنوات عزمها على إنشاء سد إليسو، فماذا فعلنا وكنا نملك موازنات انفجارية تجعلنا نبني أكثر من سد؟ صمتنا وانشغلنا بتقاسم الكعكة، مثلما صمتنا على دخول الجيش التركي إلى الأراضي العراقية، وتتذكرون لم يكن يمر يوم، إلا ويظهر نائب أو"نادبة" يحذرون تركيا بالويل والثبور، والنتيجة صورة جماعية لأعضاء في مجلس النواب وهم يقبلون أردوغان من وجنتيه، من يريد أن يعرف حجم المهزلة التي وصلنا إليها، أتمنى عليه أن يبحث في موقع اليوتيوب عن لقاء الفيلسوف إبراهيم الجعفري الذي يقول فيه: "هذه باكورة علاقاتي مع تركيا، وقد أخبرتهم أنّ نضوب حصة الماء في العراق سيؤثر على حضارة العالم" أترك التعليق لجنابك الكريم، أما جنابي، فأعيش حالياً تحولات كبرى بعد أن استمعت إلى الخطب الثورية التي يلقيها النائب محمد الكربولي ، وهو يحذرنا من خذلانه في الانتخابات القادمة ، طبعا أن من حق النائب محمد الكربولي أن يشكو من ظلم الأحباب من قادة البلاد الذين سهلوا لعائلة الكربولي أن تصبح على قائمة كبار الأغنياء، ومهدوا لها السبل لنهب وزارة الصناعة .

والآن دعوني أتساءل: "هل تستطيع القوى السياسية أن تخرج على جماهيرها وتقول لهم إن إيران حوّلت مجرى مياه الأنهر المغذية لنهر دجلة إلى أنهر وخزانات داخل أراضيها؟، وهل يستطيع مسؤول عراقي أن يركب الطائرة ويذهب باتجاه طهران وأنقرة ليخبرهم أن القضية تتعلق بمصير شعب، وأن العراق لن يقف مكتوف الأيدي؟.. ياسادة ياكرام أتمنى عليكم أن لاتحدثونا عن الوطنية التي تريدونها وفقاً لمواصفات دول الجوار.