البرلمان يتبنى مؤتمراً عشائرياً للصلح في المناطق الساخنة تمهيداً لعودة النازحين

Wednesday 23rd of June 2021 10:55:56 PM ,
العدد : 4972 (نسخة الكترونية)
الصفحة : سياسية ,

 بغداد / محمد صباح

ضمن المساعي الرامية إلى تجاوز الخلافات والنزاعات العشائرية التي تسبب بها تنظيم داعش الإرهابي، واستكمالا لجهود الحكومة، حدد مجلس النواب يوم الثلاثين من شهر حزيران الجاري موعدا لتنظيم أكبر اجتماع لعشائر العراق داخل مبنى البرلمان من اجل حل جميع الخلافات والتداعيات.

ومنعت تلك المشكلات والخلافات التي جاءت بسبب تواجد تنظيم داعش وسيطرته في حينها على بعض المحافظات عودة الكثير من العوائل النازحة في عدد من المناطق والمدن والمحافظات التي شهدت اعمال عنف في فترة تحريرها، إلى مناطق سكناها.

ويقول محمد الخالدي رئيس كتلة بيارق الخير في مجلس النواب بتصريح لـ(المدى) إن الحكومة لجأت مؤخرا إلى تشكيل لجان للحوار من اجل تجاوز مرحلة ومخلفات فترة داعش التي تركت الكثير من المشاكل والتداعيات، مبينا أن تلك اللجان تحاول إعادة السلم الاهلي والمجتمعي بين مختلف طبقات المجتمع العراقي والقضاء على الخلافات.

وفي أيار الماضي شكلت في قضائي بعقوبة والمقدادية بمحافظة ديالى لجنتان برعاية مكتب رئيس الوزراء، للحوار المجتمعي وفض النزاعات العشائرية والمجتمعية، تحت إشراف الجهات الأمنية والحكومية تتألف كل لجنة من 15 شخصية معروفة مجتمعيا تعمل على استقطاب عدد من الشرائح المجتمعية لتنفيذ برامج المصالحات وإنهاء ظاهرة الثارات العشائرية التي باتت ظاهرة تهدد الأمن الاجتماعي.

وتماشيا مع مساعي الحكومة ومحاولة لإنهاء المشكلات والمعوقات التي خلفها داعش، بدأ مجلس النواب يتحرك بحسب النائب الخالدي للتحضير إلى عقد مؤتمر كبير يجمع فيه جميع عشائر العراق لبحث النزاعات العشائرية وتداعيات تنظيم داعش، مبينا أن هيئة رئاسة البرلمان حددت يوم الثلاثين من شهر حزيران الجاري موعدا لهذا المؤتمر. وفي إطار الاستعدادات لتجاوز هذه المشكلة تسعى الحكومة الاتحادية إلى تشكيل عدد من اللجان في مختلف الوحدات الإدارية التابعة للمحافظات التي شهدت اعمال عنف ونزاعات وخلافات عشائرية وتحتاج جهودا عشائرية واجتماعية لحسمها، بعدما تسببت هذه الخلافات العشائرية والاجتماعية بعرقلة عودة النازحين إلى مناطقهم المحررة.

ويضيف النائب الخالدي أن "الدعوة اتت من قبل رئيس مجلس النواب عن طريق شيوخ العشائر لتنظيم هذا المؤتمر في داخل مجلس النواب والذي سيحضره رئيسا الجمهورية ومجلس الوزراء" لافتا إلى أن "الهدف من وراء المؤتمر هو توحيد الموقف وتجاوز المشكلات التي خلفتها الحرب على داعش".

وفرّ حوالي 5.8 ملايين إلى خارج مناطقهم أو خارج البلاد؛ عندما اجتاح تنظيم داعش ثلث مساحة العراق صيف 2014، ثم تحولت مناطقهم إلى ساحة حرب لمدة ثلاث سنوات بين مسلحي التنظيم والقوات العراقية.

من جهته، يؤكد سعد المطلبي عضو مجلس محافظة بغداد السابق في تصريح لـ(المدى) أن نجاح مهمة تلك اللجان الحكومية التي شكلت لغرض المصالحة الوطنية يعتمد بالدرجة الاولى والاساس على نوعية الاهداف والمخطط الفكري الذي تسير عليه الحكومة.

وتعرض عدد من افراد العوائل التي عادت مؤخرا إلى مناطق سكنها لحالات قتل على يد عائلات أو عشائر أخرى بدافع الأخذ بالثأر عن الذين قتلهم التنظيم في الفترة السابقة. وقد عرقل هذا الأمر جهود وزارة الهجرة لإتمام عملية إغلاق عدد من المخيمات في البلاد.

ويضيف المطلبي أن "المشكلة تكمن بانخراط العديد من ابناء العشائر في صفوف تنظيم داعش في تلك الفترة الماضية مما تسبب بقتل وتهجير العديد من الاهالي آنذاك، لكن بعد عودة الحياة وتحرير تلك المناطق بدأت العوائل تبحث عن الشخصيات التي تسببت في قتلهم وتهجيرهم".

كانت الحكومة العراقية قد نفذت خلال الأيام الماضية أولى عمليات استرجاع عائلات أفراد تنظيم داعش، عبر استعادة 150 عائلة من مخيم الهول، وإعادة توطينهم في مخيم الجدعة بالقرب من بلدة القيارة جنوب مدينة الموصل بحوالي أربعين كيلومترا.

ويتابع أن "القضية باتت غير متعلقة بالجانب العشائري بل متعلقة بالجانب الاجتماعي، وبالتالي العشائر لا دخل لها ببعض المنحرفين الذين تسببوا في ايذاء الناس وتهجيرهم من مناطق سكناهم"، مؤكدا على أن هناك عوائل غير قادرة على العودة بسبب انضمام ابنائها إلى تنظيمات داعش أو التعاون مع التنظيم الارهابي.

وفي وقت سابق اعلنت وزارة الهجرة والمهجرين عن عودة 94 عائلة من مخيم الهول بعد اكمال التدقيق الأمني، لافتة الى ان "تأخُّر عودة هذه العوائل من المخيم يعود الى التخصيص المالي والتدقيق الأمني وجائحة كورونا، حيث أن تلك الأسباب كانت العائق في الموضوع".

وينوه المطلبي إلى أن "الهدف الرئيس من تشكيل لجان حكومية وعقد مؤتمرات عشائرية من اجل تسهيل عودة العوائل الى مناطقهم السكنية، مؤكدا ان البرلمان وضع في الموازنة فقرة لدفع "الدية" لأهالي ضحايا تنظيم داعش الذي قتل وهجر الكثير من الناس في وقتها".