باختصار ديمقراطي: طمأنة سوكوب

Saturday 10th of July 2021 10:15:33 PM ,
العدد : 4983
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

 رعد العراقي

جميل جداً أن يُعرب مدرب المنتخب الأولمبي التشيكي ميروسلاف سوكوب عن تفاؤله بما أزاحت عنه قرعة تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاماً المؤهلة للنهائيات المُقرّر إقامتها في أوزبكستان عام 2022 بمواجهتنا البحرين وأفغانستان والمالديف في العاصمة البحرينية المنامة.

والأجمل من كل ذلك، أن يعدنا سوكوب بثقة أنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن منتخب البحرين الأولمبي وبيئة كرته بصورة عامة كما وصف، فذلك يرفع من معنوياته شخصياً ويعود بالإيجاب على نفوس لاعبينا في مهمّتهم القادمة.

التصفيات ليست سهلة عطفاً على الفئة العمرية ذاتها (تحت 23) التي تشكّل علامة مضيئة في قارة آسيا ونقطة تحدٍ صعب بين جميع المستويات، وتابع المشاهد العراقي لاعبينا وهم يتحدّون ظروفهم في كل البطولات السابقة، تحت ضغط المهمة الوطنية، جابوا ارجاء الملاعب عملاً على انقلاب مفاهيم القوة بين منتخبات شرق آسيا وغربها لصالح الأخيرة التي كانت تشكّل ركناً مُهمّاً يفصل بين الكرة العراقية ونظيراتها في الدول المجاورة.

إن طمأنة مدرب الأولمبي يجب ألا تحد من دافعيتنا كي نمسك بفرصة بلوغ نهائيات البطولة، ونتوقف عند حاجة المنتخب ليكون جاهزاً في تحقيق مكاسب المشاركة في البحرين بلا خسائر تصيبنا بالاحباط!

نريد ان يشعرنا سوكوب أن هناك تكتيك فني حقيقي داخل الملعب، وأن يقدّم لنا شكلاً جديداً لكرة دفاعية وهجومية بحسابات قوة الخصم وسمعته، ونعني بالخصوص منتخب البحرين، علينا أن نهضم تراجع كرتنا في هذه الفئة وهو تراجع غير منطقي لكي نرتقي بالخطط البدائية التي غالباً ما تعتمد على التكتل أمام منطقة الجزاء إذا ما واجهنا الأولمبي البحريني مثلاً في صورة لا تليق بتاريخ الكرة العراقية وصولاتها التي دائماً ما تفرض شخصيتها الاعتبارية وتكون نداً قوياً وبدرجة عالية من الانضباط التكتيكي!

قد يكون هناك من يخالفنا الرأي عندما يدّعي بأن تطبيق هذا الاسلوب هو من جاء بنا ببشائر النصر في أثينا 2004 مع عدنان حمد ومسقط 2014 مع حكيم شاكر، لكننا ننظر الى الأداء وفقاً لمعطيات وحدود لا يمكن تجاوزهما تستند الى امتلاكنا لاعبين على مستوى عال يمكن ان يشكّلوا رقماً صعباً للخصوم، وثقة بالنفس تمتد الى جذور عميقة تشهد لها ملاعب الاشقاء.

الفوز لابد ان يتحقق وفق معادلة الاداء الفني المتكامل ومعه فرض صورة منتخباتنا على مرّ السنين بهيبة المتمكّن والبطل وليس المستجدي للنقاط عبر ضعف المنافس أو ضربات الحظ!

أجمل النتائج التي قطفتها الكرة العراقية من منتخبات تحت 23 سنة هي ولادة نجوم رائعين يحملون قلوباً من حديد لا يخشون طلعات المهاجمين. يستحوذون على الكرات ليرعبوا من يواجهونه بدفعات معنوية عالية تزيد من حماستهم واستبسالهم.

نريد منتخباً تحت 23 سنة يمتلك من المواهب والامكانيات الفنية ما يتيح له مواصلة الطريق الى طشقند بقوة وثبات شريطة أن تكون هناك مراجعة متأنية مجردة من العاطفة واستغلال الفترة القادمة من أجل إعادة النظر بالعناصر المرشحة سابقا أو المُرَحّلة من الشباب في عهد المدرب المخلص قحطان جثير وتوظيفها حسب مراكزها خاصة ان المرحلة القادمة ستكون في غاية الصعوبة كون جميع الفرق لها نفس الحظوظ ومتقاربة في نقاط التصنيف ومن يطمح في التأهل لابد ان يفكر بالانتصار في جميع مبارياته من دون أن يعلق مصيره على نتائج الآخرين.

ليعلم سوكوب ومن جاء به، ان استمرار المنتخب بالاعتماد على الخطط الدفاعية البحتة هي مغامرة لا يمكن التنبّؤ بنتائجها مع كرتنا وعانينا منها كثيراً لأنها غالباً ما تكون محكومة بشرط عدم ارتكاب الاخطاء مطلقاً وان يسمح لك الخصم بالتسجيل في مرماه من فرص قليلة!

نقول... لقد قطعنا مرحلة مهمة من تسمية المدرب التشيكي وترشيح لاعبين ليسوا أقل شأناً من كبار الوطني يتفقون بعزيمة وإصرار على خدمة المنتخب ويستحقون اهتماماً أكثر سواء بتوفير معسكرات إعداد جيدة أم أفكار تدريبية تفجّر طاقاتهم ولا تضيّع جهودهم داخل الميدان، ومن سلِم مرات عليه أن يتّعظ هذه المرّة ويتهيّاً جيداً لتصفيات المنامة!