الكاظمي قبيل مغادرته لواشنطن: العراق لم يعد بحاجة لقوات قتالية أجنبية

Sunday 25th of July 2021 11:25:48 PM ,
العدد : 4988
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة/ حامد أحمد

ذكر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ان العراق لم يعد بحاجة لقوات قتالية أميركية لمحاربة داعش، مشيرا الى ان تحديد جدول زمني رسمي لإعادة انتشارها سيعتمد على ما تفضي اليه المباحثات مع المسؤولين الاميركان هذا الأسبوع.

وقال الكاظمي خلال لقاء أجرته معه وكالة اسوشييتدبريس قبيل مغادرته لواشنطن ولقائه المرتقب بالرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين بان العراق سيبقى بحاجة لمهام التدريب وجمع المعلومات الاستخبارية العسكرية التي يقوم بها الجانب الأميركي.

وأضاف الكاظمي قائلا "ليست هناك حاجة لأية قوات قتالية اجنبية على الأرض العراقية". دون أن يكشف عن موعد زمني محدد لمغادرة القوات الأميركية، مشيرا الى ان القوات الأمنية العراقية وقوات الجيش قادرة على الدفاع عن البلد دون الاستعانة بقوات التحالف.

وقال رئيس الوزراء "الحرب ضد داعش وجاهزية قواتنا الأمنية تتطلب جدولا زمنيا خاصا، وهذا يعتمد على المفاوضات التي سنجريها في واشنطن".

واتفق البلدان الولايات المتحدة والعراق في نيسان على ان انتقال طبيعة المهام الأميركية الى التدريب والمشورة يعني بان الدور القتالي للقوات الأميركية سينتهي ولكنهم لم يحددوا جدولا زمنيا لإكمال هذا الانتقال. ومن المتوقع ان يحدد الزعيمان خلال لقائهما يوم الاثنين في واشنطن جدولا زمنيا لذلك، ومن المحتمل ان يكون بنهاية هذا العام.

ويقف عدد القوات الأميركية المتواجدة في العراق الان عند 2,500 جندي وذلك منذ نهاية العام الماضي عندما أمر الرئيس السابق دونالد ترامب بإجراء تقليص عن العدد 3.000.

ويرجع أصل مهام القوات الأميركية بتدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها الى قرار الرئيس الأسبق باراك أوباما في عام 2014 بإعادة القوات الى العراق. وجاء هذا التحرك ردا على اجتياح تنظيم داعش لمساحات واسعة من أراضي غربي وشمالي العراق وانهيار القوات الأمنية العراقية ووصل التهديد الى مشارف بغداد. وكان الرئيس أوباما قد سحب القوات الأميركية بأكملها من العراق في عام 2011 بعد مرور ثمانية أعوام على الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

وقال الكاظمي خلال اللقاء "ما نحتاجه من تواجد القوات الأميركية في العراق هو ان تدعم قواتنا من خلال التدريب وتطوير كفاءتها وقدراتها ومن خلال التعاون الأمني". وتأتي زيارة الكاظمي لواشنطن وسط انتكاسات متلاحقة واجهتها الحكومة اثرت سلبا على ثقة العامة بها. الهجمات الصاروخية المستمرة التي تنفذها فصائل مسلحة سلطت الضوء على مدى ضعف الدولة للحد منها وكذلك سلسلة حرائق المستشفيات المدمرة وسط تصاعد بحالات الإصابة بوباء كورونا التي خلفت العشرات من القتلى.

في هذه الاثناء فانه لم يبق على الانتخابات المبكرة، التي وعد بها الكاظمي عند تسلمه للسلطة، سوى اقل من ثلاثة أشهر فقط.

مع ذلك فان الموضوع الرئيس لجدول اعمال لقاء واشنطن سيكون حول مستقبل تواجد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق. وكان العراق قد أعلن النصر على داعش في أواخر عام 2017 بعد حرب مدمرة ودموية. وأصبح التواجد المستمر للقوات الأميركية محور خلاف بين الطبقة السياسية في العراق وذلك منذ إقدام الولايات المتحدة على اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بهجوم طائرة مسيرة العام الماضي قرب مطار بغداد الدولي.

ومن اجل اخماد تهديد الاضطراب الذي انتشر عقب حادثة الاغتيال هذه، عقد العراق والولايات المتحدة ثلاث جولات مباحثات ستراتيجية على الأقل تم التركيز فيها على احتياجات العراق العسكرية في حربه المستمرة ضد تنظيم داعش وصياغة جدول زمني للانسحاب.

بعد مرور أربعة أعوام على الحاق الهزيمة بداعش، ما يزال مسلحو التنظيم قادرين على شن هجمات في العاصمة ويتنقلون في المناطق الوعرة والجبلية في شمالي البلاد. الأسبوع الماضي تسبب انتحاري بمقتل 30 شخصا في سوق شعبية مزدحمة في بغداد والذي تبنى التنظيم فيما بعد مسؤوليته عن الهجوم.

وواجه الكاظمي ضغطا كبيرا من أطراف سياسية شيعية لإعلان جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من البلاد. الهجمات المستمرة بالصواريخ التي تستهدف التواجد العسكري الاميركي ومؤخرا بهجمات الطائرات المسيرة، قد ضاعفت ايضا من الضغط على الحكومة. وهناك اعتقاد واسع بان هذه الهجمات تنفذها فصائل مسلحة عراقية موالية لإيران. الإعلان عن ان القوات القتالية ستنسحب قد يفيد بإرضاء أحزاب شيعية ولكن لن يكون لذلك تأثير على الارض، واستنادا لوزير الخارجية فؤاد حسين فان المهمة القتالية لقوات التحالف قد انتهت فعلا في تشرين الثاني الماضي عندما قلص البنتاغون عديد القوات الأميركية في البلاد الى 2,500 جندي. وقالت أحزاب شيعية انها لا تعارض تواجد مدربين او مستشارين قد يبقون كجزء من مهام التحالف. ويؤكد مسؤولون اميركيون ومسؤولون في قوات التحالف ان القوات الأميركية لم تعد ترافق القوات العراقية في مهامها القتالية على الأرض وان المساعدة التي يقدمها التحالف مقتصرة على جمع المعلومات الاستخبارية والاستطلاع وتوفير تكنولوجيا المعدات العسكرية المتطورة. واكد مسؤولون عسكريون عراقيون من جانب آخر انهم ما يزالون بحاجة للمضي قدما بهذا الدعم.

وقال الكاظمي "العراق لديه كمية من الأسلحة الأميركية التي تحتاج الى صيانة وتدريب على استخدامها. سنطلب من الجانب الأميركي الاستمرار بدعم قواتنا وتطوير قدراتنا".

الكاظمي، عند تسلمه للسلطة بعد استقالة الحكومة السابقة تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة، قد اظهر نفسه كمناصر لمطالب المحتجين ووعد بإقامة انتخابات مبكرة، من المقرر ان تقام في 10 تشرين الأول، وجلب المتورطين بقتل النشطاء والمحتجين للمحاسبة بضمنهم المتورطين بقتل الخبير الأمني هشام الهاشمي الصيف الماضي خارج منزله. وكونه لا يتمتع بكتلة حزبية تدعمه في البرلمان، مع تنافس أطراف حزبية مختلفة للسيطرة على وزارات ومؤسسات أخرى في الدولة، فقد بدت حكومة الكاظمي ضعيفة.

مواجهات متكررة مع فصائل مسلحة عقب عمليات إلقاء القبض على مشتبه بهم من هذه القوات نفذت هجمات ضد السفارة الأميركية وقواتها، قد زادت من تشويه مصداقية الحكومة.

ناشطون من الذين علت صرخاتهم مرة في ساحات العاصمة يقولون الان انهم سيقاطعون انتخابات تشرين، مشيرين الى انهم ليست لديهم ثقة باستطاعة هذه المؤسسة السياسية من ان تنتج انتخابات حرة نزيهة.

وقال الكاظمي معلقا على هذا الوضع "نحن في وضع حساس. نحتاج الى تهدئة الوضع السياسي لحين الوصول الى الانتخابات".

وتمكن الكاظمي من ان يبرهن على دور العراق الحيوي كوسيط إقليمي، فمن خلال علاقات العراق الودية مع العربية السعودية وإيران تمكن من جلب الخصمين الإقليميين على طاولة المفاوضات على مدى جولتين على الأقل عقدتا في بغداد.

وقال الكاظمي بهذا الخصوص "لقد نجح العراق بكسب ثقة هذه البلدان، ووفقا لذلك فان هذا الامر يعمل باتجاه استقرار المنطقة".

عن اسوشييتدبرس