بعد قرار انسحابها.. هل تظل القوات الأمريكية هدفاً للمليشيات المسلحة في العراق؟

Saturday 31st of July 2021 11:09:43 PM ,
العدد : 4992 (نسخة الكترونية)
الصفحة : سياسية ,

متابعة / المدى

تبنى البرلمان العراقي في الخامس من كانون الثاني من العام 2020 قرارا بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، الأمر الذي دفع الخارجية الأمريكية وقتها للتعبير عن خيبة أملها، وبعد إعلان الكاظمي، الثلاثاء الماضي، عن التوصل لاتفاق مع واشنطن بسحب القوات بنهاية العام.. هل تتوقف الهجمات ضد تلك القوات؟

يرى المحلل السياسي العراقي، أياد العناز، أن مخرجات الحوار الستراتيجي وتنفيذ الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق، لم تكن تلائم بعض القوى والتيارات السياسية العراقية والفصائل المسلحة، التي كانت تهدف إلى الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق، لكن الواقعية السياسية عملت على تحديد دورها في العراق لتكون قوات تدريبية واستشارية بدلا من قوات قتالية، وهو ما سعت إليه الإدارة الأمريكية لإبقاء قواتها تحت عناوين التدريب والتسليح وتبادل المعلومات الاستخبارية وتقديم الدعم اللوجستي للقوات العسكرية العراقية.

الكاظمي وواشنطن

وأضاف، سيحاول الكاظمي الاعتماد على القوى والتيارات السياسية التي ساندت الحوار مع الإدارة الأمريكية ودعمت النتائج التي خرج بها، وشرح الأبعاد الميدانية، حيث ترى واشنطن أن هناك العديد من المليشيات الولائية التي يحتضنها النظام الإيراني تشكل خطرا على طبيعة العلاقة بين الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية، نظرا لاستمرار عملياتها ضد المصالح والمواقع العسكرية للقوات الأمريكية وقيادة التحالف الدولي.

وتابع المحلل السياسي: "سيعمل الكاظمي أيضا على إعطاء مخرجات الحوار أبعادا أخرى غير الوجود العسكري، وهو ما ركزت عليه المباحثات في مجالات الشراكة الدائمة في مجالات الصحة والتعليم والطاقة والاقتصاد وحقوق الإنسان". وأشار العناز، الى أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد إيصال رسالة للنظام الإيراني، أن الولايات المتحدة ستنظر إلى الأفعال التي تقوم بها المليشيات المسلحة والمرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وستعمل على مواجهتها وستشكل عاملا مهما في موضوع الحوار حول البرنامج النووي الإيراني، وهذا ما أكده علي خامنئي اليوم بإشارته إلى أن الأمريكان يسعون إلى إدخال برنامج الأسلحة البوليسية والنفوذ الإيراني في المنطقة العربية، كجزء حيوي من الحوارات القادمة في جولتها السابعة بالعاصمة النمساوية "فيينا".

تصدعات كبيرة

من جانبه قال عبد القادر النايل، المحلل السياسي العراقي: "إن الكاظمي خلال زيارته لواشنطن أراد أن يقوي دور الفاعل السياسي، الذي يعيد التوافق الإيراني الأمريكي في العراق، ودعم العملية السياسية وضبط التوازن في التعاون بين الأحزاب السياسية المحسوبة على المكون الشيعي داخل العملية السياسية، وبالتالي هذا يجعله الأقرب لولاية ثانية بعد إجراء الانتخابات المزمع عقدها في تشرين الأول /أكتوبر المقبل، والتي تشهد تصدعات كبيرة وانسحابات متوالية، ولاسيما من القوى السياسية الليبرالية بعد تأكيدات ممثلة الأمم المتحدة بعدم إمكانية ضمان نزاهة الانتخابات القادمة".

وأشار إلى أن عودة الكاظمي للعراق دون أن يحمل معه اتفاقا صريحا بسحب القوات الأمريكية، في الوقت الذي تعلم فيه المليشيات المسلحة أن قرار الانسحاب المعلن ما هو إلا عملية تغيير للمسميات وليس انسحابا فعليا، حيث يتم توصيف القوات من قتالية إلى تدريبية، وهو مجرد تلاعب بالمصطلحات.

وتابع المحلل السياسي، الصراع الدولي على الأراضي العراقية قائم ومستمر، والمليشيات لايمكن لها الخروج عن المحور الإيراني الصيني، ولذلك القرار سيكون خارجي حول التصعيد من عدمه، وهناك خلافات حقيقية بين هذه المليشيات حتى زيارة قاآني الأخيرة لبغداد، والذي قال لهم إن الاتفاق الأخير الذي قاده الكاظمي مقبول للإيرانيين، إلا أن بعض المليشيات ومنهم حزب الله العراقي الذي يتخذ من جرف الصخر قاعدة عسكرية له، رفضوا ذلك بذريعة أن الأمريكان سيستهدفون فصائلهم.

هدوء حذر

وأكد النايل، أن تدخلات المالكي وهادي العامري وعمار الحكيم لم تفلح لضبط إيقاعات تلك المليشيات، من أجل المضي قدما في إجراء الانتخابات لشرعنة بقائهم في السلطة، دون النظر إلى عواقب الأمور التي ستنتج عنها، من فوضى سياسية واقتصادية وأمنية، ولهذا فإن عودة الكاظمي للعراق بعد زيارة واشنطن لن تسفر عن هدوء تام، إنما سيكون هدوءا حذرا بضغط إيراني قبيل الانتخابات، لضمان إجرائها وهذا ما يجعل العراق معرضا إلى الاهتزاز القوي وعدم الاستقرار، نظرا للاحتقان الموجود في الشارع، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية واستمرار الاعتقالات التعسفية والاغتيالات والتي فشلت حكومة الكاظمي في محاسبة المسؤولين عنها.

تأكيدات الكاظمي

أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن: "القوات القتالية الأمريكية ستعود إلى بلادها نهاية العام الحالي"، مشيرا إلى أن العلاقة بين العراق والولايات المتحدة ستتحول إلى مرحلة جديدة. وفي مقابلة مع "قناة العراقية" الإخبارية قال الكاظمي إن: "الحوار الستراتيجي هو نتيجة مرحلة طويلة قامت بها الحكومة وهو حوار في مستقبل العلاقات العراقية الأمريكية"، مضيفا أن "أهم إنجاز في الحوار الستراتيجي أنه وحد مواقف القوى السياسية العراقية والعلاقة بين العراق والولايات المتحدة ستتحول إلى مرحلة جديدة". واعتبر أن: "القوات الأمنية قادرة على حماية أراضينا"، لافتا إلى أن "دور العراق في المنطقة أصبح محورياً وندعم الحوارات التي تساعد على الاستقرار في المنطقة". كما اعتبر أن: "التنسيق بين العراق والولايات المتحدة لن يقتصر على الجانب الأمني ونحن في أمس الحاجة إلى الانفتاح على الجميع"، مشيراً الى أن "القوات القتالية الأمريكية ستعود إلى بلادها نهاية العام الحالي".

وشهد العراق احتجاجات عارمة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019 بشكل عفوي، ورفعت مطالب تنتقد البطالة، وضعف الخدمات العامة والفساد المستشري والطبقة السياسية التي يرى المتظاهرون أنها موالية لإيران أو الولايات المتحدة أكثر من موالاتها للشعب العراقي.

عن "سبوتنك"