باسم عبد الحميد حمودي يكتب عن ميريل ستريب

Sunday 1st of August 2021 10:58:36 PM ,
العدد : 4993
الصفحة : عام ,

علاء المفرجي

الناقد، والباحث في الفلكلور الشعبي العراقي، باسم عبد الحميد حمودي، وهو اخر ناقد من جيل الرواد (أطال الله في عمره)، 

فقد بدأ الكتابة في وقت مبكر، حيث ظهرت له اول مقالة عام 1954، درس جماعية البطل في الرواية المعاصرة ورموز الكاتب العراقي وإفادته من التراث الشعبي ، نوه عن دوره نقاد كثر ، كالدكتور علي جواد الطاهر، وعبد الجبار عباس، وغيرهم..

فمن بحور النقد والتراث الشعبي الذي خاض فيه لاكثر من ستة عقود من الزمن، أراد ان يستريح مؤقتا من هموم النقد وتشعباته، فكانت السينما الشاطئ الذي يستريح فيه، ويعرف كاتب هذه السطور جيدا عشق (ابو شهرزاد) لهذا الفن الحديث، فلطلما كان موضع حديث بينهما لفترة طويله اثناء عملهما سوية.. بل كانت ملاحظاته البرقية على بعض الظواهر السينمائية وبعض شخصيات السينما دقيقة وتنطوي على فهم ودراية بشؤون هذا الفن.

لذا لم يكن مفاجئا بالنسبة لي أن يكون وليد هذا الناقد المخضرم الجديد، هو كتاب عن السينما، حمل عنوان “ميريل ستريب.. شخصيات سينمائية من كل مكان” الصادر عن منشورات اتحاد الادباء، والذي ينطوي على شيء من النقد، ذلك ان باسم عبد الحميد حمودي، ينظر الى نتاجات هذا الفن بعيني ناقد حصيف، لا متذوق فقط، يلتقط منه ما يشبع حساسيته النقدية.. فكان الكتاب سياحة ممتعة في بعض دروب هذا الفن الجميل.

فالسينما فن ينفتح على جميع الفنون وتجعل الشغوف بها ذا وعي متفرد، كما جاء في مقدمة الكتاب.. وهذا الكتاب وإن كانت النجمة ميريل ستريب قد استولت على عنوانه، الا انه لم يقتصر عليها، كما يظن الذين لم يطلعوا بعد على هذا الكتاب، ويبدو أن اختيار هكذا عنوان يشي بكون الكتاب يتناول سيرة هذا النجمة، أو جانب معين من ادائها، او استعراض لأفلامها، التي جعلت منها واحدة من اهم نجمات السينما في هذا العصر. فقد احتلت هذه النجمة فصلا من هذا الكتاب، لذا ارى أن هذا العنوان لم يكن يعبر عن المتن الذي ضمته فصوله.

لكن يبدو ان إعجاب المؤلف بهذه الممثلة ومن باب تكريمها جعلته يختارها عنواناً لكتابه.. فالكتاب تضمن في جزئه الاكبر العلاقة الراسخة والقديمة بين السينما والرواية أو الأدب على وجه الخصوص.

فميريل ستريب كما يقول الناقد السينمائي محمد رضا: ممثلة صعدت سلّم الشهرة منذ البداية ولم تنزل بعد”. والبداية تُقدر بخمسة عقود من سنوات الأرض. خلالها صعد وهبط المئات. كثيرون اختفوا. هي ما زالت ممثلة يتلقفها الجمهور والمخرجون على حد سواء. ماهرة في الأداء وذكية في الاختيارحازت ثلاثة أوسكارات أولها كأفضل ممثلة مساندة عن «كرامر ضد كرامر» (1980) وثانيها أوسكار أفضل ممثلة في دور قيادي عن «اختيار صوفيا» (1983) والثالث عن «المرأة الحديدية» (2012). هذا بالإضافة إلى 3 جوائز «غولدن غلوبز» وجائزتي «بافتا» و196 جائزة أخرى خلال رحلتها السينمائية التي ما زالت مستمرة بوتيرة جيدة.

اختار المؤلف شذرات من افلامه ومواقفها الفنية والشخصية، وعلاقتها مع الكثير من نجوم السياسة، ومنهم الرؤساء، لكنه فاته أن يذكر (حكايتها) مع الرئيس السابق ترامب ولم تسلم ستريب من شظايا هوس الرئيس الذي راح وعلى غير عادة رؤساء أميركا يدخل في مساجلات تكاد تكون يومية مع فناني السينما وكان آخرها الرد بقسوة على واحدة من ألمع نجمات السينما في أميركا والعالم النجمة ميريل ستريب. ولكن السينمائيين ردّوا لترامب الصفعة بأحسن منها، فقد انتظرت السينما بعض الايام لتهيئ الى ترامب ردّها الأقوى عليه.. لقد انتظرت عرسها الأكبر الأوسكار لتصفي مع الرئيس حساباتها.

واختار المؤلف في فصول (السينما والادب) بعض الروايات التي تناولتها السينما بالمعالجة البصرية، ومنها رواية سكوت فيتزجيرالد، الحالة المحيرة لبنجامين بوتون)التي قدمها المخرج دافيد فينشر في فيلم غرائبي من بطولة براد بيت.. وتناول ايضا روايات اوسكار وايلد: (صورة دوريان غراي) و (سالومي) و (شبح كانترفيل) واعمال اخرى، وهنا فات على المؤلف الاشارة الى فيلم (الامير السعيد) الذي أُنتج عام 2018، من إخراج وتأليف وبطولة البريطاني روبرت إيفرت، مقتبسًا عن قصة وايلد الشهيرة “الأمير السعيد”. فيلم الأمير السعيد، يتناول قصة الأيام الأخيرة من الأوقات المأساوية التي عاشها أوسكار وايلد في أواخر حياته، ويتناول بشكل ما في أجزاءٍ منه بسخرية بعض المواقف التي تعرض لها أوسكار وألاعيب القدر.