في مناسبة ذكرى تأسيسها الـ19 ..صحفيون يهنئون (المدى): أثبتت مهنيتها في وقت انحرفت فيه عشرات الصحف عن مسار الحيادية

Wednesday 4th of August 2021 11:09:54 PM ,
العدد : 4996
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ حسين حاتم

هنأت اوساط صحفية وأكاديمية عراقية (المدى) بذكرى تأسيسها الـ18 ودخولها عامها الـ19، متمنين لها المزيد من العطاء والتألق والابداع، مشيدين بحيادتيها ومواكبتها للأحداث والتطورات ونقل الصوت الحر دون خوف وصمت.

الصحفية والباحثة الاكاديمية سهام الشجيري تقول لـ(المدى) بمناسبة ذكرى تأسيسها، "يكشف التجول الواعي في صفحات (المدى) ومضمونها ذو الاناقة الوافية عن أحلام تبتكر حنين الاسى وخطوة الابداع، على صياد يهمس في جزئية الحياة ليتلكأ في عنفوانها حاضنة التحدي، عطاؤها ثر، وأهدافها سامية في جرف المستحيل، وحرفة الهدف والاحاطة بموضوعات مفعمة بالقدرة على التعبير واسترسال الامل في شظايا الابداع الانساني في الواقع الراهن، المرتبطة بتفاصيل الحكايات، ومشاعر التصدي".

وتضيف استاذة قسم الصحافة في كلية الاعلام بجامعة بغداد، أن "قضايا (المدى) مؤطرة بعنفوان اللغة الناعم، وذوبان الروح في عشق الكتابة وتفسيرها، من داخل شرنقة التنبيه للقادم من سلاسل العطاء".

وتشير الشجيري الى، أن "(المدى) معطاء ويتجسد عطاؤها في إصرارها على التحدي وفسح المجال لقواعد العمل الجاد في اطار الحركة التطورية المتدافعة بسرعة ممكنات التطور الالكتروني، للنظام الاتصالي الراهن، وبالغايات التي تسعى (المدى) لنشرها واشاعتها في حياتنا".

وترى استاذة الصحافة أن "ثمة فن عميق بين ثنايا الصفحات، وعقول نقية صافية تفتش عن شوائب التلعثم الذوقي في صناعة المفردة، وتوقير الصياغة، بين ضحايا الإعلام الموبوء للوصول لصناعة مفردة، يتلقاها القارئ، وبين التشظي في الرد والحساب"، مستدركة بالقول "هذه هي (المدى)، كبيرة واعية، عروس تحنط المسؤولية لتبرز الحقيقة لا الخيال، عبر أجنة فاعليتها وحزمها".

وتلفت الشجيري الى، أن "(المدى) من طراز خاص في رصد المتبنيات الاجتماعية وحاجات القارئ، فأن ما تنتجه قلائد المستحيل، تنتمي لتقانة عالية، محمية، رطبة، قادحة للمعنى، صائبة في مقترب الحاجة للبناء، بناء الذائقة، وبناء الاجيال، وتكاشف إبداعها، تستعين بما يقوله الناس، وما تقوله هي، فأية قيمة دلالية اعتبارية ذات جدلية لا تنتهي ولا تتعارض مع طموح القارئ".

بدوره، يقول الكاتب والصحفي هاشم حسن لـ(المدى)، "منذ الايام الاولى بعد سقوط النظام عام 2003 تجمع حشد من الصحفيين العراقيين التقدميين قرب مطبعة الاديب في منطقة البتاويين وكانوا بعد ذاك على موعد مع الاستاذ فخري كريم لمناقشة فكرة اصدار جريدة عراقية يومية بمهنية عالية وروح وطنية عابرة للأديان والطوائف والمذاهب"، مبينا أن "هذه الرغبة وجدت صدى طيبا في نفوس عدد كبير من الاعلاميين الحالمين والتواقين لصحافة حرة جريئة موضوعية تسعى لنشر الخبر الصحيح والتقرير العميق والتحقيق المثير والعمود والمقال المؤثرين في اطار سياسة اتصالية عقلانية تعتمد المعلومة والتحليل العلمي للاحداث والمواقف في اطار مسار ديمقراطي يحتاج المزيد من الوعي لترسيخه".

ويضيف حسن العميد السابق لكلية الاعلام بجامعة بغداد، "اثبتت الايام مصداقية نهج (المدى) في الوقت الذي تساقطت فيه عشرات الصحف لانحرافها عن المسار الصحيح لحرية الصحافة ورسالتها النبيلة كما سقطت واجهات صحفية كانت عريقة وانحرفت واصبحت من مخالب السلطات والمليشيات تتستر على الانتهاكات وتنافس اللصوص والمختلسين حصصهم في نهب المال العام".

وتابع الأكاديمي حسن قائلا، "تحية لـ(المدى) في عيد تأسيسها وألف تحية للعاملين فيها ممن يمسكون القلم بشجاعة الفرسان لتكون كلماتهم اقوى من الرصاص والتزامهم أنبل واصدق من وعود الحكومة والبرلمان وتجار السياسة ودعاة الثقافة ومرتزقة الصحافة.. ننتظر المزيد من (المدى) ومن الاصوات الحرة فيما تبقى منها في شتات الصحافة تعزيز الموقف الوطني وكشف زيف الطبقة السياسية التي قادت البلاد للخراب وحولت الصحافة لوسيلة للتكسب والتملق والابتزاز".

من جهته، يقول الصحفي العراقي كاظم المقدادي لـ(المدى)، " اتابع جريدة (المدى) فأجدها تسير بخط مستقيم وواضح، وتعد من الصحف العراقية التي اتخذت لها خطا مهنيا، وشخصية معنوية ومهنية"، مضيفا، أنها "استطاعت استقطاب اقلام عراقية مهمة من النخب المثقفة".

ويضيف المقدادي، "لذا عندما نحتفي بذكرى تأسيسها فأننا نحتفي بميلاد صحيفة تركت بصمة مهنية في تاريخ الصحافة العراقية، بحس وطني ومهني في ظروف صعبة ومعقدة".

ويرى الصحفي المقدادي، انه "وبعد مرور ثمانية عشر عاما، مازالت (المدى) واثقة الخطى في نهجها الوطني ومهنيتها المتميزة بأخبارها وتقاريرها، وبإخراجها وباختيار عناوينها، وبحضور لافت وسط العائلة الصحفية العراقية".

من جانبه، يقول الصحفي العراقي عبد الحليم الرهيمي لـ(المدى)، "لا يكفي ان نستذكر (المدى) بيوم تأسيسها كل عام فهي تستحق اكثر من ذلك لانها ترافقنا ونرافقها كل يوم"، مشيرا الى أن "(المدى) صحيفة ومشروع شامخ يصعب ان تفارق عطاءه يوما".

ويضيف الرهيمي، ان "(المدى) صوت عال يحمل هموم ومواجع العراقيين الكثيرة"، مستدركا بأن "(المدى) لم تترد يوما عن قول كلمة الحق وبكل قوة وعند صمت الجميع".

وفي سياق متصل، يقول رئيس مرصد الحريات الصحفية في العراق زياد العجيلي، لـ(المدى)، إن "(المدى) ليست صحيفة وموقعا فقط بل هي مدرسة خرجت الكثير من الصحفيين العراقيين".

ويضيف العجيلي، أن "(المدى) الصحيفة الاكثر جهادا ونضالا في الدفاع عن العراق وامنه واستقراره".

ويشير الى، ان "(المدى) ما تزال مستمرة العطاء في اقامة الندوات والمهرجانات فضلا عن دفاعها عن حقوق الانسان".

الى ذلك، يقول الكاتب والصحفي العراقي نزار السامرائي لـ(المدى)، إن "مما لاشك فيه ان (المدى) تعد واحدة من الصحف التي تقف في الصف الامامي بين الصحف العراقية التي صدرت بعد عام 2003"، لافتا الى انها "اعتمدت خطا صحفيا واضحا راح يترسخ بمرور الأيام ولاسيما انها استقطبت كادرا صحفيا متميزا استطاع ان يضفي عليها بصمة خاصة جعلتها تلبي حاجات القارئ العراقي الذي يبحث عن الحرفية والتنوع".

ويشير السامرائي، الى "اصداراتها المتميزة من الملاحق المتخصصة التي حملت علامة (المدى) والتي تلاقي اقبالا من القراء لما تضمه من موضوعات متعددة"، مستدركا بالقول "لا اخفي اعجابي ومتابعتي للاعمدة اليومية في صفحاتها ولا سيما العمود الثامن". ويشير الصحفي والباحث الاعلامي الى، ان "(المدى) احدى الصحف التي اخترتها عند كتابتي رسالة الماجستير، حيث كان من الواضح الفرق بينها وبين الصحف الأخرى فيما يخص الجانب التحريري المهني، الامر الذي جعلها عينة نموذجية لباحثين في مجال الصحافة العراقية وطلبة الدراسات العليا".

وختم السامرائي قائلا، "لا يسعنا ونحن نشارك (المدى) الذكرى السنوية لصدورها الا ان نوجه لها تحية تقدير كبيرة متمنين لأسرة (المدى) المزيد من النجاح والتطور بما يخدم الصحافة العراقية بالشكل الذي يجعلها ترتقي الى مصاف الصحافة المتطورة في مختلف دول العالم وهو امر ليس بالمستحيل على (المدى)، التي تقف خلفها مؤسسة ثقافية راكزة وإدارة متمكنة".