نظام سبورت: تحقّق المنال.. فما وجهة درجال؟!

Tuesday 21st of September 2021 11:19:33 PM ,
العدد : 5029 (نسخة الكترونية)
الصفحة : الأعمدة , حسين جبار

 حسين جبار

بعد أن وضَعَت حَرْبُ انتخابات اتحاد القدم أَوْزَارَهَا وْ انْتَهَتِ مَعَارِكُ الصراع على المناصب التي شغلنا ضجيجها الإعلامي طيلة الفترة السابقة لا زلنا نشاهد ونسمع البعض ممّن لم يوفّقوا بالحصول على ثقة أخوانهم في الهيئة العامة، وللأسف يحلمون ويمنّون النفس بإسقاط درجال مرّة ثانية!

هُم بذلك كمن يهرول خلف السراب ونصيحتنا لهم أن يوفّروا جهدهم الذي سيضيع من دون تحقيق شيء ووقتهم الذي سيستنزف بلا جدوى، ومالهم الذي سيهدر من دون الحصول على أي مكسب، ولنا في بعض تجارب الدول شواهد ومنها روسيا التي أنجبت رياضيين حقّقوا انجازات وميداليات أولمبية تفوق انجازات دولنا العربية مجتمعة بمواطنيها ومجنّسيها، فهل يُعقل أنها لا تفهم اللوائح الدولية ليتولّى فيها وزير الرياضة ( فيتالي موتكو) رئاسة الاتحاد الروسي لكرة القدم، وكذلك الحال بالنسبة لفيتنام التي تولّى فيها وزير الرياضة والشباب ( نجوين نجوك ) رئاسة اللجنة الأولمبية الفيتنامية؟

إنّ تقبّل نتيجة الانتخابات بشجاعة الأسود وأخلاق الفرسان هو السبيل الأسلم والطريق الأصلح ليس لهم فقط، بل لعموم من خُدِع بالوعود والتعهّدات الكاذبة.

لتكون بداية جديدة للانتقال من عقلية صراع أطراف متناحرة يعتاش البعض على فتات موائد البعض الآخر ممّن يشترك فيها الى عقلية بناء يشترك ويشارك فيها الجميع, خصوصاً أن البرنامج الانتخابي الذي طرحه رئيس الاتحاد يرتكز أساساً في رؤيته على عمل الجميع بروح الفريق الواحد وكما نصّت المادة 1 منه هذا البرنامج الذي نتمنّى من جميع أعضاء الهيئة العامة ومن المعنيّين بشؤون كرة القدم دراسته وتحليله والعمل بجد واجتهاد ووطنية لتنفيذه فقد جاء شاملاً بمحاوره الأحد عشر متضمّناً أهدافاً واقعية قابلة للتطبيق، ويمكن أن تمثّل خارطة طريق وخطّة عمل طموحة لنهضة شاملة لكرة القدم العراقية، بل لبناء ستراتيجية عراقية رياضية في ظلّ غياب سياسة شبابية ورياضية موحّدة للدولة العراقية بالمعنى الصحيح لعدم وجود جهة ترسمها وتحدّد أهدافها وتتابع تنفيذها وتدقّق نسب تحقيق اهدافها، ولا يمكن أن نصف البرامج الحكومية للحكومات المتعاقبة بالخطط لكونها تتضمّن أهداف عامّة مع الإشارة الى أن برنامج حكومة عادل عبد المهدي يعتبر الأنضج والأكثر تحديداً للأهداف من بين تلك البرامج، مع تحفّظنا على بعض الفقرات وتأشيرنا لعدد من الملاحظات التي جاءت حاملة لإرث من الأخطاء الشائعة عندنا في إعداد البرامج والخطط ومنها أنه قد أغفل في بعض فقراته حالة التوافق والتناغم المطلوبة مع الرؤية والأهداف العامة لمرجعية كرة القدم الدولية الفيفا.

نتمنى أن يُعدَّل هذا البرنامج، ويزداد شمولية ليتضمَّن إعادة النظر في النظام الأساسي للاتحاد العراقي خصوصاً المادة الثانية منه والخاصة بأهداف الاتحاد تكاد تخلو من أي بُعد وطني، وأن تعاد صياغته لغوياً بشكل صحيح، وبما يتطابق مع نسخته الإنكليزية بشكل يليق بنظام أساسي لاتحاد كرة قدم لبلد عمقه الحضاري 7000 سنة.

كذلك الفقرة ثامناً من المحور الثالث للبرنامج نصّت على (تشكيل فريق استشاري من مدربي ولاعبي المنتخبات الوطنية القدامى، واعتماد الخبرات والكفاءات الكروية في عمل اللجان المركزية والفرعية).

والأصحّ، ووفقاً لوجهة نظرنا المتواضعة، أن يتبنّى الاتحاد تشكيل رابطة لخبراء وأكاديميي كرة القدم العراقية، ويكون لهم ممثّل في الهيئة العامة من باب الوفاء والعِرفان لجهودهم وتاريخهم، وكذلك احتواء جميع الخبرات والكفاءات وإبعادها عن حالات التقاطع في التوجّهات والتصريحات التي تؤثّر على أداء منتخباتنا الوطنية، وعلى الجمهور العراقي عامة، ويمكن أن تحدَّد أهداف هذه الرابطة بتقديم المشورة العلمية والفنية في مجال كرة القدم العراقية للاتحاد بما يضمن مواكبة أحدث التطوّرات الحاصلة في كرة القدم ويؤمّن تطبيقها من قبل فرقنا الكروية الوطنية، وأن تسهم في إعداد الخُطط الستراتيجية والمرحلية لبناء وتطوير كرة القدم العراقية، ولمختلف الفئات العمرية.

صِدقاً، نتمنّى التوفيق لدرجال، ومن فاز معه في عضوية مجلس الاتحاد، لأن نجاحهم القادم نجاح للعراق وكرته ورياضته، وستكون لنا في قادم الأيام وقفة تحليلية لبرنامج الاتحاد على مستوى كل محور وفقرة منه لنفهم أين كرتنا الآن وإلى أي مستوى تطمح بالوصول اليه؟