وزير الأديان والمذاهب في جمهورية هنغاريا سيرومي صبولج لـ(المدى):التنوع في العراق عزز الهوية الوطنية للعراقيين وأثرى ثقافتهم بمنطلقات نحو بناء السلام

Saturday 25th of September 2021 11:56:27 PM ,
العدد : 5031 (نسخة الكترونية)
الصفحة : سياسية ,

 واسط / جبار بچاي

قال وزير الأديان والمذاهب في جمهورية هنغاريا البروفسور سيرومي صبولج إن التنوع الديني والعرقي في العراق يمثل إنموذجاً إيجابياً يمكن الاقتداء به من قبل الآخرين، فهذا التنوع عزز الهوية الوطنية عند العراقيين وجعلهم أكثر التصاقا بعضهم بالبعض الآخر وأثرى الثقافة العراقية الغنية بتعدد الرؤى والافكار وقبول الآخر واعتبار الحوار طريقاً للتعارف وبناء السلام.

وقال القس البروفيسور سيرومي الذي يشغل أيضا منصب رئيس جامعة بوزمان بيتر الكاثوليكية في حديث لـ(المدى) على هامش مشاركته في ندوة حوارية عن حوار الاديان واهميته في نشر مفاهيم التعايش السلمي بين المجتمعات، نظمتها جامعة واسط إن "هدف الحوار هو من أجل التعارف لا من أجل التغيير، ثقافة الحوار هي التي تعزز التقارب بين المجتمعات والمكونات وتخلق روابط متينة بينها وهذا هو الهدف الذي نسعى اليه، نريد حواراً فكرياً وثقافياً يعزز التنوع أينما كان".

وأضاف "وجدنا في العراق وفي هذه المؤسسة الاكاديمية العريقة (جامعة واسط) حواراً فكرياً ناضجاً يعد منطلقاً لتعزيز التنوع الديني والعرقي الذي بدروه يعزز الهوية الوطنية للعراقيين بجميع أطيافهم ومكوناتهم وفي ذات الوقت يثري الثقافة العراقية التي هي بالأساس غنية بالمفاهيم والرؤى والأفكار التي تهدف الى قبول الآخر وهذا شيء جيد".

مشيراً الى أنه وجد "في واسط المحافظة أفكاراً جميلة تهدف نحو السلام والأمان ما يجعل هذه المحافظة الغنية بالزراعة والنفط وكل مقومات النهوض جاذبة للآخرين لتستفيد من خبراتهم المتنوعة في خدمة مجتمعها وفي خدمة العراقيين على تنوعهم".

وأوضح أن "التنوع الديني والاثني في العراق واحترام هوية الآخر وثوابته الفكرية والعقائدية والمذهبية يعطي صورة لشعب العراق أنه شعب ذو حضارة ثاقبة وشعب يحب الحياة ويريد السلام رغم الظروف التي مر بها ما يدل على حيويته وجوهره الانساني وتفهمه للآخر".

مؤكدا أن "حوار الاديان عامل مهم في نشر مفاهيم التعايش السلمي بين المجتمعات لذا ينبغي الاهتمام بحوار الاديان وهذا ما نركز عليه نحن في الكنسية الكاثوليكية ويسعى اليه أيضا البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان".

وقال إن "الانسانية اليوم وكل شعوب الأرض تغبط العراقيين على وجود رجل السلام الأول بينهم، السيد السيستاني، فهو رجل تسامح وسلام ومحبة، وإن اللقاء الذي جمعه مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان في زيارته للعراق في آذار/مارس الماضي يعد أهم اللقاءات التي اعتبرتها الانسانية منطلقا نحو بناء السلم والسلام في العالم لأنه لقاء جمع قطبين كبيرين من دعاة السلام والمحبة والتسامح".

وقال إن "رئاسة مؤتمر الحوار من أجل التعارف لا من أجل التغيير الذي نظمته جامعة واسط كلفني لإيصال رسالة الى الامم المتحدة وتحديداً الى اليونسكو لغرض جعل يوم العشرين من صفر ذكرى اربعينية استشهاد الإمام الحسين عليه السلام من كل عام يوما للتطوع والمساهمة في نشر مفاهيم التعاون واهمية العمل التطوعي وانعكاسه على السلوك اليومي خاصة لفئة الطلبة والشباب".

وأكد أنه "سيعمل على ذلك لاسيما وأن المؤتمر تزامن مع ذكرى أربعينية الأمام الحسين حيث شاهدت بأم عيني حشوداً بشرية لا مثيل لها تزحف الى مدينة كربلاء المقدسة لاحياء شعائر هذه المناسبة.. فهذه الأيام تمثل يوما للإنسانية والعدالة في هذه الارض المقدسة التي تجمع الديانات الثلاث الابراهيمية والاسلامية والمسيحية".

وذكر أن "التركيز يجب أن يكون نحو المشتركات التي تجمع بين الاديان وتقرب بينها وهذا ما نسعى اليه وماضون فيه ونجزم أن العراقيين بكل تنوعهم يحملون ذات الهدف، فالخطوة الأولى هي أن يتعرف أحدنا على الآخر وقبول الافكار المتبادلة لتأتي بعد ذلك الخطوة الثانية في بناء السلام وهي السماح وتقبل فكرة السماح وحل المشاكل".

وأوضح أن "الانفتاح والسعي الى التعارف كفيل بحل المشاكل وهكذا وجدنا هذا المنهج عند العراقيين وبينهم رغم الاشكاليات الكثيرة التي حدثت في البلد وكانت من صنيعة أعداء السلام والتسامح".

وقال الوزير الهنغاري القس سيرومي "زرت مدينة أور التاريخية في جنوبي العراق التي تعتبر مركزاً ومحوراً عالمياً لجميع الأديان السماوية ووجدت أن معالمها تدل فعلا على أنها مدينة تحمل بعداً تاريخياً وحضارياً عظيماً، فعلى هذه الأرض تعلم الانسان صناعة الحرف والعجلة والقانون".

وذكر أن "برنامج زيارته الى محافظة واسط وكذلك الى محافظة ذي قار وفر له مساحة كبيرة لزيارة بعض الشخصيات الاجتماعية المؤثرة والتحاور معهم إجتماعياً وتناول الطعام بين العراقيين إذ كانت المائدة العراقية غنية ومتنوعة في كل شيء وهذا أعطاني انطباعاً راسخاً أن كرم العراقيين ليس له حدود ولا يوجد مثيل له، فالكرم عندهم ليس بتقديم الطعام فحسب، بل في الحوار أيضاً وفي تقبل الآخر وتعزيز مبدأ التعارف وهو ما نسعى اليه".

وتمنى في ختام حديثه تكرار زيارته العراق، وقال "ستكون لي زيارة أخرى للعراق وهي الثالثة بعد أن زرته سابقا وأزوره الآن وكلما تكررت زيارتي لهذا البلد أكتشف اشياء إيجابية كثيرة على مختلف المستويات الانسانية والاجتماعية والثقافية والفكرية لذا أتمنى زيارة العراق باستمرار".