موقع أميركي: العشائر ودورها المؤثر في التحشيد الانتخابي لكتل سياسية

Tuesday 28th of September 2021 11:34:20 PM ,
العدد : 5033
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد أحمد

العشائر ومنذ فترة طويلة عُرفت بانها لاعب رئيس في المحافل السياسية العراقية. مع ذلك، ومع اقتراب موعد انتخابات 10 تشرين الأول المقبل، فان تجمعات عشائرية ضخمة واحتفاليات تسعى من خلالها كتل سياسية الى تقريب عشائر ومشايخ لجانبها تكاد تكون غائبة.

وعلى خلاف الأعوام السابقة حيث سعى زعماء سياسيون لزيارة مضايف عشائرية لكسب دعمهم العشائري لهم، فانهم يقومون الآن بنصب ولائم طعام باذخة وتوزيع هدايا تتراوح ما بين مسدسات وقطع أراضي.

وجاء في تقرير لموقع War On the Rocks الاخباري الأميركي حول دور العشائر في الانتخابات، انه من الخطأ اعتبار ذلك دليلا على تراجع الدور العشائري. بل على العكس، حيث ان التغييرات السياسية الأخيرة قد سمحت للعشائر بالاندفاع نحو دور جديد قد يكون اكثر قوة. وبطرح نفسها، كممثل حقيقي للشعب، فان العشائر تسعى من خلال ذلك لإعادة صياغة اطار علاقتها مع الأحزاب والكتل السياسية وتتعدى دور القوة المحفزة لمصالح حزبية لتصبح قوة فاعلة سياسية بحد ذاتها.

ويشير التقرير الى ان ادخال قانون الانتخابات الجديد الذي ابتعد عن أسلوب التصويت على القائمة وزيادة عدد المحطات الانتخابية ويكون التصويت على الشخص المرشح نفسه من المناطق المحلية، قد حقق تحولا في العملية التفاعلية بين الكتل السياسية والعشائر مما فتح المجال اكثر بالنسبة للعشائر بإدخال نفسها وفرض اجنداتها الخاصة.

وبينما ما يزال الدور العشائري واحدا من بين عوامل كثيرة أخرى، فان لهذه الانتخابات الفرصة لمنح العشائر قوة مساومة اكبر. وبهذا الأسلوب فان الانتخابات ستكون بمثابة اختبار مهم فيما اذا يمكن للعشائر ان تلعب دورا أكبر في الميدان السياسي الرسمي الذي سيحدث قريبا.

غالبا ما كانت العشائر تمثل مناصرا انتخابيا مهما للأحزاب السياسية في العراق، خصوصا في المناطق التي يقل فيها تواجد تلك الأحزاب. في تلك المناطق تلعب العشائر دورها التقليدي يدا بيد مع الكتل السياسية لضمان انتخاب مرشحين معينين يقومون بعدها بخدمة مصالح الطرفين. خارج المراكز المدنية الرئيسة يبقى للعشائر نفوذ وتأثير، وحتى في المدن تبقى تشكل قوة تحشيد اجتماعية فعالة. وصفا لهذا النفوذ، فان عدة مشايخ يرددون نفس العبارة بان العشائر "هي بمثابة رافعة يعتلي بها السياسيون للسلطة".

مع احتمالية ميل المشاركة الانتخابية تكون اعلى في المناطق الريفية وشبه الريفية مما هي في المراكز السكانية الكبرى، فان الأحزاب تعرف ان اضمن طريقة للفوز هي اشراك الدعم العشائري لهم قبيل موعد الاقتراع. وعلى الصعيد المناطقي المحلي يمكن لشيوخ العشائر والتحالفات تحديد المسار العام لأفراد عشائرهم تجاه مرشح معين مقابل وعود بمنح وظائف وتقديم خدمات.

وينقل التقرير عن الباحث و الخبير السياسي، عمار العامري، قوله "العشائر تعرض اسم المرشح وتوفر له الدعم بالتصويت له، ولكن يقوم الحزب السياسي بدفع الهدايا والأموال للحملة الانتخابية التي تضمن الفوز للمرشح". مشيرا الى ان العشيرة تخدم كعامل تحفيز اكثر من قوتها كشريك.

لهذا السبب، يقول الباحث العامري، فان موعد قرب الانتخابات يتميز بقيام سياسيين بزيارات استعراضية لعشائر ومشايخ في مضايفهم مع حضور تجمعات كبيرة حيث تتم فيها الطقوس العشائرية التي يتخللها نصب ولائم طعام ضخمة. غالبا في هذه المناسبات يسعى المرشحون لان يكونوا جالسين قرب القادة العشائريين وهم يرتدون نفس الزي التقليدي للعشيرة مع الإفصاح عن الولاء للعشيرة وتمجيد دورها التاريخي، ويتعهد المرشحون أيضا بالدفاع عن مصالح العشيرة.

قانون الانتخاب الجديد الذي يسمح بانتخاب مرشح معين وليس القائمة قد صمم لإيقاف هيمنة الأحزاب والكتل الكبيرة مما يجعل الامر اسهل بالنسبة للأحزاب الأصغر او المستقلين للحصول على مقاعد في البرلمان. ان القانون الجديد قد فتح الباب فعلا لمزيد من المرشحين المستقلين. في الانتخابات الحالية عرض اكثر من 789 شخصا مستقلا أسماءهم في الحملة الانتخابية وهذا يمثل زيادة بعدد المستقلين عن الانتخابات السابقة، في الدورتين الانتخابيتين 2014 و 2018 مجتمعتين تمكن مرشحان اثنان مستقلان فقط من الفوز بمقاعد.

رغم ان قسما من هؤلاء المرشحين المستقلين يمثلون خليطا من افراد بضمنهم قادة فصائل مسلحة ونشطاء مجتمع مدني، فان من بينهم عناصر عشائرية وشيوخ عشائر دخلوا ميدان الانتخابات. وفي استطلاع اجراه مركز البيان في نيسان 2021 كشف ان 83% من الذين استطلعت آراؤهم قالوا انهم يفضلون التصويت لمرشح مستقل لم ينتم لاي حزب.

ويخلص التقرير الى انه بشكل عام فان قبضة الأحزاب قد تراخت الآن وان هناك تأثيرا اكبر للعشائر لتعزيز وجودها. وكما يقول احد المرشحين من الديوانية فان القانون الجديد قد فسح مجالا لتمثيل اكثر توازنا. سابقا كان الحزب هو من يختار المرشح ويتلاعب بالاصوات ويفرض ارادته. أما الآن فان القانون يسمح للناس بالتصويت لمرشحين هم مفضلون اكثر بالنسبة للمنطقة.

ويقول احد المرشحين من البصرة "بالطبع عندما تعيش في منطقة والسكان المحليون فيها يحبوك ويثقون بك وتقدم خدمات لهم فانهم سيصوتون لك".

عن موقع War On the Rocks