الانتخابات في المناطق المحررة..نتائج حاسمة وتوازنات واضحة

Sunday 24th of October 2021 05:03:19 PM ,
العدد : 5048
الصفحة : اخبار وتقارير ,

متابعة/المدى

شهدت المناطق المحررة من داعش، تحولا سياسيا مهما في الانتخابات البرلمانية الاخيرة بالمقارنة مع سابقاتها، ورغم ان نسبة المشاركة لم تكن عالية كما هو حال بقية مناطق العراق لكنها أعلى من السابق، واللافت ان المنافسة في هذه المناطق كانت واضحة المعالم أدت الى نتائج حاسمة تقريبا، تحل مسبقا الكثير من المشاكل التي تحدث بعد كل انتخابات.   

ويقول الكاتب والمحلل السياسي، علي البيدر، في تصريحات تابعتها "المدى" ان "هذه الانتخابات بالنسبة للمناطق العربية السنية، هي الأكثر استقطابا لاهتمام أبناء تلك المناطق".

وأضاف: "طيلة الدورات الانتخابية الماضية، لم يكن المواطنون من العرب السنة، يكترثون كثيرا بالمشاركة بالانتخابات والاسهام فيها، ولم يكن ثمة حتى إدراك لضرورة المشاركة ولا جدوى المقاطعة والعزوف".

ويتابع البيدر: "في انتخابات العام 2018 البرلمانية، أي ما قبل الأخيرة، لم نشهد حينئذ انتخابات أصلا بمعنى الكلمة في تلك المناطق الخارجة للتو من تجربة مريرة على وقع احتلال تنظيم داعش الإرهابي لمعظمها".

ويضيف الباحث: "لم يكن ثمة استقرار، خاصة في مناطق مثل الحويجة والشرقاط وغيرهما الكثير من المناطق، فمزاج الناس الانتخابي عامة كان سلبيا وغير مبال، وحتى الجوانب الفنية لم تكن مساعدة لإجراء الانتخابات في تلك المناطق، لأن الكثيرين من أبنائها، مثلا، كانوا نازحين في المخيمات وهكذا".

أما الآن فالأمور تغيرت، كما يلاحظ الكاتب: "لأن المناطق باتت أكثر استقرارا، وهناك وعي بالتغيير والإصلاح بات يتسع بين الناس، وخاصة بين الفئات العمرية الشابة، التي بدأت تستلهم نماذج خطاب ورموز حراك تشرين الشعبي في مناطق الوسط والجنوب، وتقدمها انتخابيا، ولهذا رأينا كيف أنه قد تم إقصاء نماذج سياسية كلاسيكية، كانت تدعي طويلا تمثيلها المكون العربي السني، ومعاقبتها انتخابيا، والإتيان بشخصيات جديدة".

وأضاف: "ولهذا فنسبة المشاركة كانت ربما هي الأعلى في المناطق السنية هذه المرة، وتفاعل الناس مع الانتخابات فيها كان واسعا وواعيا لحد جيد، ولهذا سيكون ممثلو هذه المناطق الفائزون بالانتخابات الأكثر تعبيرا عنها وعن همومها ومطالبها".

واستطرد، أنه "مع نظام الدوائر الانتخابية المتعددة المعتمد خلال هذه الدورة، بات المرشحون الفائزون يعبرون بشكل مباشر عن واقع ومطالب المناطق الانتخابية التي ترشحوا فيها ونجحوا، فبعضها تحتاج لرعاية أمنية وأخرى تحتاج لخدمات أوسع وهكذا دواليك".

من جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية، علي أغوان، في تصريحات تابعتها "المدى"، أن هذه الانتخابات "تميزت في المناطق المحررة من داعش عن سابقتها، بأنها جرت ضمن بيئة سياسية أكثر استقرارا، وإعادة الكثير من نازحيها لمناطقهم الأصلية، مع محاولة تجاوز المشكلات التي وقعت فيها المفوضية العليا للانتخابات في العام 2018، والتي جرت بعد عام واحد فقط من تحرير تلك المناطق، بينما نحتفل الآن بالذكرى الخامسة لتحريرها".

ويضيف أغوان، إن "محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، مثلا، شهدت تنافسا سياسيا انتخابيا حادا بين مختلف القوى المتنافسة، وهذا مثل مؤشرا عام وصحيا، على وجود إقبال شعبي على الانتخابات، لكن مع ذلك لم تكن نسب المشاركة فيها بالشكل المطلوب، لأن البدائل الشعبية لم تتبلور بشكل كامل بعد".

ويوضح الأستاذ الجامعي، أن "الوضع السياسي في المناطق المحررة من داعش، يبدو أكثر قابلية للتطوير نحو الأفضل، فالانتخابات كانت محطة مهمة لإظهار شكل التوازنات داخل المكون العربي السني، وطبيعة تحالفات واصطفافات القوى السياسية داخله ونحو المكونات الوطنية الأخرى، ومن سيمثله في العاصمة بغداد، وحجمه برلمانيا وحصته حكوميا، فكل هذه التفاصيل المهمة، تبلورت لحد كبير على ضوء نتائج الانتخابات، وظهور مقدار الأوزان والأحجام السياسية السنية العربية".

ويتابع أغوان: "عموما، وعلى ضوء ما تمخض عن هذه الانتخابات، يمكن استنتاج حقيقة أن المناطق العربية السنية المحررة من الإرهاب، تحاول تطوير واقعها وطي صفحة الماضي، والذهاب بعيدا تجاه الخيارات الديمقراطية وتكريس ثقافة تداول السلطة ودولة المؤسسات".

وتصدر تحالف تقدم الذي يرأسه محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب، ترتيب القوى السنية بواقع 37 مقعدا، فيما حل ثانيا تحالف عزم الذي يتزعمه خميس الخنجر بواقع 12 مقعدا، حسب النتائج المعلنة من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والتي ما زالت تنظر في الطعون والشكاوى الانتخابية، تمهيدا لإعلان النتائج النهائية والمصادقة عليها.