منظمة دولية : 8.5 مليون عراقي يعيشون في مناطق ملوثة بالغام ومواد متفجرة

Monday 25th of October 2021 12:26:16 AM ,
العدد : 5049
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد احمد

كشف تقرير جديد لمنظمة، هيومانتي آند انكلوشن Humanity & Inclusion، الدولية المعنية بتوفير السلامة للمتضررين في العالم بان هناك ما يقارب من 8.5 مليون عراقي يعيشون وسط أماكن مميتة خطرة تضم مخلفات حربية متفجرة وعبوات ناسفة، مشيرة الى ان كلف إزالة الألغام من بعض المناطق خصوصا التي تحتوي انقاضا مثل الموصل تعادل ستة اضعاف كلفة إزالة الألغام من مناطق مستوية وهذا يتطلب من العراق توفير 170 الى 180 مليون دولار سنويا بضمنها 50 مليون دولار للموصل فقط تكلفة إزالة المواد المتفجرة فيها.

وجاء في التقرير الذي حمل عنوان "لا مكان للخلاص: تأثير المناطق الملوثة بمواد متفجرة على السكان المتضررين في العراق"، انه بعد مرور خمس سنوات على انتهاء المعارك والاعتداءات في العراق، ما تزال هناك تجمعات بشرية محطمة كما هي الأبنية والجسور حولهم. ورسم التقرير صورة مروعة عن الحياة اليومية لهؤلاء حيث ان قسما منهم يتخوف من ارسال أولادهم للمشي الى المدرسة او انهم في عوز شديد للمال بحيث انهم يخاطرون بأرواحهم للعمل في مناطق معروفة بتلوثها بمواد متفجرة.

ويشير التقرير الى ان مخاطر الحرب على المدنيين لا يمكن لها ان تنتهي لحين إزالة آخر قنبلة او مادة متفجرة من المناطق التي يعيشون فيها. وسلط التقرير الضوء على ضرورة ان يكون هناك اجماع بين الدول حول طريقة يمكن فيها حماية المدنيين الذين تعرضت مناطقهم لعميات قتالية ومعارك. وركز الباحثون في تقريرهم على محافظة نينوى ذات التعداد السكاني الكثيف ومدينتها المركزية الموصل وكذلك سنجار وتلعفر.

تقول المنظمة الدولية في تقريرها بان العراق من اكثر بلدان العالم تلوثا بالمخلفات الحربية المتفجرة والالغام على الأرض. وتتواجد المخلفات الحربية في مناطق مختلفة تبلغ مساحتها ما يقارب من 3,200 كم مربع، أي ضعف مساحة العاصمة لندن. هذا التلوث يشكل مصدر رعب للسكان في وقت تسببت فيه الغام ومواد متفجرة بمقتل ما يقارب من 700 ضحية خلال سنتين فقط بين عامي 2018 – 2020. وان هناك عددا هائلا يقارب 8.5 مليون عراقي يعيشون وسط هذه الأماكن المميتة الملوثة بمخلفات حربية متفجرة.

كلف إزالة الألغام والمواد المتفجرة في مدن تعرضت لقصف ومعارك تعادل ستة اضعاف كلفة إزالة الألغام من مناطق ريفية مستوية. حيث تتطلب إزالة الألغام في المدن استخدام خليط من مكائن ومعدات ثقيلة فضلا عن وجود خطر ملازم للعاملين في إزالة الألغام وما يجاورهم من مخاطر ان تفجيرات مسيطر عليها قد تتسبب بانهيارات.

في المدن يتطلب انجاز هذا العمل مدة تعادل ثمانية اضعاف المدة المطلوبة في مناطق ريفية مفتوحة. وكذلك فان التمويل يشكل عائقا كبيرا لانجاز تلك المهام. ولاجل ان يتمكن العراق من إزالة المخلفات المتفجرة في مناطقه عليه ان يخصص 170 الى 180 مليون دولار سنويا، بضمنها 50 مليون دولار للموصل فقط. وقالت مديرة قسم حماية المدنيين في المنظمة، الما تاسليتزان، "نحن نتحدث عن تقنية دقيقة لزرع العبوات والالغام، عن قنابل تنفجر باسلاك دقيقة ممدودة في ممرات وقنابل جوية أخرى راقدة بعمق امتار تحت الأرض محاطة بانقاض، وكذلك قنابل مخبأة داخل لعب أطفال". وقال احد العاملين على إزالة الألغام في الموصل "قد نعثر على مزيد من المواد ونحن نحفر. وهذا ما يجعل عملية إزالة الألغام اصعب، العمل لا يتطلب فقط إزالة الطبقة الخارجية من الأرض بل ان نحفر عميقا تحت الأرض".

المناطق التي تعرضت للقصف تعتبر المناطق الأكثر تضررا في العراق للفترة ما بين 2014 الى 2017. هذه التجربة لم تكلف آلاف العراقيين ارواحهم فقط، بل انها تركت مدارسهم وحقولهم وطرقهم ومنازلهم ومحطات تصفية المياه لديهم ومحلاتهم ملغمة بالمواد المتفجرة.

وقالت مديرة قسم حماية المدنيين "يجب ان لا يكون هناك جمع بين قنابل ومدن. فهي لا تسبب دمارا للابنية والبنى التحتية والناس ضمن نطاق التفجير، بل ان التلوث بالمواد المتفجرة يسلب السكان حقوقهم باي فرصة لاستعادة شريان حياتهم الاقتصادية والاجتماعية".

وأشار التقرير وفق معلومات تم جمعها الى ان الاضرار التي خلفتها الحرب على قطاع الكهرباء تقدر بـ7 مليارات دولار، والاضرار التي لحقت بالطرق والمطارات والجسور وسكك الحديد تقدر بـ2.8 مليار دولار. وفي الموصل لوحدها تضررت 9 مستشفيات من بين 13 فضلا عن الحاق الاضرار بـ169 مدرسة وتدميرها.

عن موقع ريليف ويب