منظمة دولية: القبول الاجتماعي يعرقل عودة 1.2 مليون نازح لمناطقهم

Sunday 28th of November 2021 11:22:30 PM ,
العدد : 5074
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة: حامد احمد

كشف تقرير لمنظمة دولية عن صعوبات تعرقل عودة 1.2 مليون نازح إلى مناطقهم في العراق، لافتاً إلى ان البعض من الأسباب يتعلق بغياب القبول الاجتماعي.

وذكر تقرير لمنظمة، (ميرسي كوربس) ترجمته (المدى)، أن "الحكومة العراقية، ومنذ اعلانها النصر على تنظيم داعش الإرهابي في عام 2017، قد جعلت من عودة النازحين الداخليين الى مناطق سكناهم الأصلية من القضايا ذات الأولوية".

وأضاف التقرير، أن "تحقيق حلول مستدامة لأزمة النزوح في العراق تعد مهمة شاقة، في الوقت الذي توجد فيه عدة تحديات سياسية وانسانية واقتصادية عرقلت عودة النازحين".

وأشار، إلى أن "الافتقار لعامل القبول الاجتماعي قد شكل معضلة قائمة تردع النازحين من العودة او صعوبة اعادة اندماجهم بالمجتمع من جديد".

وأوضح التقرير، أن "1.2 مليون نازح لم يرجعوا بعد إلى مناطق سكناهم الأصلية لأسباب كثيرة، رغم الاهتمام والوعود الحكومية، والسبب هو عواقب ما بعد الاحتلال".

ولفت، إلى أن "ضمان حلول مستدامة لأزمة النزوح في العراق هي ليست فقط مطلبا انسانيا، ولكنه امر حيوي لضمان السلم والاستقرار والرفاه الاقتصادي والتقدم نحو المستقبل".

وبين التقرير، ان "مسحاً ميدانياً أجرته المنظمة ولقاءات بمكونات متعددة في المناطق التي شهدت هجمات من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي".

ونوه إلى أن "هناك افرادا ومجتمعات رفضوا استقبال عائدين او العيش بقربهم من الذين يعتبروهم، على نحو خاطئ أو صحيح، على انهم كانوا مؤيدين لداعش او متواطئين معهم بأعمالهم الوحشية".

وأفاد التقرير، بأن "ذلك التحديث يبرز بكثرة في مناطق الاقليات العرقية والاثنية التي تعرضت لاضطهاد وعنف ممنهج مورس عليهم من قبل مسلحي تنظيم داعش".

وذهب التقرير، إلى أن "هذه المشاكل تهدد بإطالة ازمة النزوح وتفاقم من حالة التوترات المجتمعية وتثير وتحفز هجمات انتقامية تؤدي الى اقتتال آخر".

وتابع، أن "فهم وإدراك العوامل التي تؤدي الى القبول الاجتماعي للعائدين يعد امرا جوهريا ليس فقط لإنهاء ازمة النزوح، بل ايضا لبناء تلاحم اجتماعي وتعزيز المصالحة ومنع اية نزاعات مستقبلية في العراق".

وتحدث التقرير، عن "اجراء المنظمة مسحاً لأكثر من 500 عائلة ايزيدية في سنجار وفي مخيمات للنازحين في محافظة دهوك؛ وذلك لاستطلاع الظروف التي يكونون وفقها أقل او أكثر احتمالا لقبول العائدين الذين كانوا يعيشون بقربهم سابقا قبل مجيء داعش وحدوث النزوح".

ووجد التقرير، ان "انماط حركة العائدين ابان حكم داعش صاغت قبولهم الاجتماعي أكثر من ناحية الهوية الدينية او العرقية لهم"، منوها إلى أن "50% من الذين تم استطلاع أرائهم يقبلون بعودة الذين لم يهربوا اثناء اجتياح تنظيم داعش لمناطقهم".

وشدد التقرير، على أهمية "التفاعل المجتمعي الداخلي، وذلك بتفعيل جانب القبول الاجتماعي لعائدين من مكونات أخرى".

ونبه، إلى "تأثيرات المعاناة المشتركة لأبناء المناطق المحررة اثناء احتلال تنظيم داعش لمناطقهم تساعد على زيادة التعاطف والتضامن بينهم".

ويخرج التقرير، باستنتاجات تنطوي على إمكانية، "تحسين جوانب التعايش الاجتماعي السلمي فيما بين أبناء تلك المناطق من خلال العدالة التصالحية والبناء السلمي للذين تعرضوا لصدمات نفسية".

ومضى التقرير، إلى أن "هذه النتيجة توفر نقاطا مهمة بالنسبة للمانحين وصناع القرار والجهات المختصة الساعية لتسهيل ايجاد حلول مستدامة لازمة النزوح ودعم الناجين للمساهمة بتحقيق الاستقرار في العراق".

عن منظمة ميرسي كوربس