الصدريون يقطعون شوطاً نحو الأغلبية.. والخاسرون يُصرون على الاتهامات بالتزوير

Sunday 28th of November 2021 11:26:37 PM ,
العدد : 5074
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ فراس عدنان

يعجز الخاسرون في الانتخابات عن تقديم أدلة تؤيد مزاعم التزوير، فيما يواصل التيار الصدري خطواته نحو الأغلبية السياسية وتشكيل الحكومة بأسس تختلف عن السابقة يراها خبراء أنها تتفق مع مبادئ الديمقراطية بوجود كتلتين الأولى تتولى إدارة الدولة والثانية في المعارضة تراقب وتقوّم الأداء التنفيذي.

ويقول الخبير السياسي زياد العرار، في حديث إلى (المدى)، إن "اعتقاداً خاطئاً يوجد لدى بعض الرأي العام بأن هناك خلافا بين التيار الصدري والإطار التنسيقي الذي يضم باقي القوى الشيعية، ومن الممكن أن يتصاعد في الأيام المقبلة بالتزامن مع قرب المصادقة على نتائج الانتخابات، وهذا كله غير صحيح".

وتابع العرار، أن "أساس الخلاف هو بين الإطار التنسيقي ومفوضية الانتخابات ونشب بعد الإعلان عن النتائج"، مبيناً أن "القوى المعترضة على الانتخابات تتحدث عن وجود تزوير وخروق رافقت عملية الاقتراع الخاص والعام".

وشدد، على أن "تلك القوى، على ما يبدو، لم تستطع أن تقدم الأدلة الكافية لإقناع القضاء وباقي الأطراف المعنية في العملية السياسية بحدوث التزوير".

وأشار العرار، إلى أن "التيار الصدري مصر على تشكيل حكومة اغلبية وطنية سياسية لها منهج واضح رسمه زعيم التيار مقتدى الصدر في عدد من البيانات والتغريدات على موقع تويتر".

ولفت، إلى أن "الصدر يبحث عن إدارة جديدة للدولة تختلف عن الآليات التي كانت معتمدة في السابق التي يرى الكثيرون أنها السبب في الأزمات التي يعاني منها العراق".

وأوضح العرار، ان "الموقف على الجانب الآخر ما زال على نفس الحال، وهو الاعتراض على نتائج الانتخابات، لكن الجميع في نهاية المطاف سيحترم قرارات القضاء".

ويعتقد، بأن "الإطار التنسيقي، والكتل التي معه من الرافضين لنتائج الانتخابات، سيكونون مقتنعين بقرارات المحكمة الاتحادية العليا"، مستبعداً "الدخول في تصعيد جديد سواء مع التيار الصدري او مع الدولة بشكل عام".

ويواصل العرار، أن "الحوار الحقيقي الجديد سوف يبدأ بعد المصادقة على نتائج الانتخابات ومعرفة كل كتلة حجمها النهائي".

ونوّه، إلى أن "المعطيات تفيد بان التيار الصدري لن يتراجع عن موقفه، وإذا ما فشل في تشكيل حكومة الأغلبية سوف يتجه إلى المعارضة، وهو ما أعلنه العديد من قادة التيار في مقدمتهم الصدر بنفسه".

ومضى العرار، إلى أن "التوقعات الحالية تذهب إلى نجاح التيار الصدري في تشكيل حكومة الأغلبية على أساس ما يتم الاتفاق عليه مع الشركاء السياسيين من مختلف المكونات وستكون في مواجهة ذلك كتلة للمعارضة لها دورها وقوتها في المشهد العراقي".

إلى ذلك ذكر الأكاديمي فراس العامري في حديث إلى (المدى)، أن "العراق جرّب مسميات عديدة في عملية تشكيل الحكومة منذ عام 2003، سواء كانت شراكة أو توافقية أو محاصصة، والجميع لم ينجح".

وتابع العامري، ان "الفشل كان واضحاً من ترد في الخدمات وتراجع اقتصادي وعدم تحمل المسؤولية والقاء التهم جزافاً من الكافة باتجاه البعض".

ولفت، إلى أن "التجربة كانت مريرة على المواطن العراقي الذي لم يجن منها إلا النقاط السلبية مع عدم تحمل أي طرف مسؤولية ما جرى واعترافه بأنه كان السبب في الفشل".

وأوضح العامري، ان "العراق أمام معادلة جديدة عبر عنها الصدر بشأن الكتلة الأكثر عدداً وعدم تشكيلها على أساس (خلطة العطار)"، مبيناً أن "الملاحظ للرأي العام بان جميع الكتل التي تطالب بالشراكة الوطنية كانت تصدح أصواتها سابقاً بضرورة اللجوء إلى الأغلبية السياسية".

وبيّن، أن "حكومة الأغلبية لا تعني استئثاراً من جهة على الآخرين إنما اغلبية فائزة تمثل جميع الشرائح مقابل كتلة اقلية تذهب إلى المعارضة الإيجابية وتمثل أيضاً جميع المكونات".

ويرى العامري، أن "الوقت قد حان لخروج العراق من التجربة الانتقالية وتطبيق أسس الديمقراطية الحقيقية التي تقوم على كتلة في الحكم وأخرى في المعارضة، فهو الحل الأمثل للمرحلة المقبلة".

وزاد، أن "الجميع ينتظر المصادقة القضائية على نتائج الانتخابات، في وقت يسعى فيه الخاسرون إلى التشويش على هذه الإجراءات".

ويجد العامري، أن "الخاسرين لا يملكون أدلة تؤيد ادعاءهم بحدوث التزوير، ولو كان لديهم ذلك لما تأخروا في عرضها على الرأي العام".

وأفاد، بأن "الشعب العراقي قد خرج في التظاهرات وأدلى بصوته وعلى كافة الكتل احترام إرادة الناخب والابتعاد عن لغة التسقيط".

وانتهى العامري، إلى أن "الحديث عن أن مفوضية الانتخابات غير حيادية هو كلام يخالف الواقع كونها تتشكل من قضاة مستقلين، وأن سن قانون آلية اختيار المفوضية جاء بمباركة تلك الكتل التي هي اليوم تعترض عليهم".

وتجري الهيئة السياسية للتيار الصدري حوارات شبه يومية مع جهات مختلفة هدفها عرض برنامجه للأغلبية السياسية وتشكيل الحكومة المقبلة، فيما تشير انباء إلى قرب تحالفه مع كتل أخرى سيتم الإعلان عنها بعد المصادقة النهائية على النتائج.