بثلاثة مفاتيح أدخلت ضيوفها بطولة العرب..عرض الدوحة عالمي في الافتتاح .. وشباب زيليكو ضمّدوا الجراح

Wednesday 1st of December 2021 11:01:35 PM ,
العدد : 5077
الصفحة : رياضة ,

 النقاد سقطوا في كمائن الانفعال .. والمنامة لم تنم بعد فضيحة الكشافة!

 بغداد / إياد الصالحي

للإثارة عنوان وللنجاح ثقة وللتحدّي إرادة.. ثلاثة مفاتيح أدخلتنا دوحة العرب في بطولة كأس العرب من خلال حفل افتتاح مُبهر أكد التحوّل الكبير الذي تعيشه دولة قطر على مستوى التنظيم لهكذا فعّاليات اجتاز نجاحها حدود العربية والقارية وغطّى على قدرات دول عالمية كبيرة تتمتّع بالخبرة والإمكانية والتجربة.

بطولة كأس العرب، فتحت ملعب البيت مساء أمس الأول الثلاثاء للحفاوة بمشاركة ستة عشر منتخباً عربباً، وأعلن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر افتتاح البطولة بقوله "بسم الله وعلى بركة الله أعلن افتتاح بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021، متمنّياً لجميع المنتخبات التوفيق، وأهلاً بجميع العرب في دوحة العرب".

وحضر الافتتاح جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما شهد أول أيام البطولة، التي تقام لأول مرّة تحت مظلّة (الفيفا) افتتاح أثنين من ملاعب كأس العالم FIFA قطر 2022، هُما (البيت و974).

واستقبل ملعب البيت، الذي تبلغ سعته الجماهيرية 60 ألف مقعد، المشجّعين لأول مرّة خلال استضافته مباراة قطر والبحرين، والتي أنتهت بفوز العنابي بهدف نظيف، فيما فتح ملعب 974 الذي يتّسع لـ 40 ألف مشجع، أبوابه خلال أول مباراة على أرضه، وجمعت بين الإمارات وسوريا والتي أنتهت بهدفين من دون رد لصالح الأول.

عروض ثقافية وتراثية

وسبقت مباراة قطر والبحرين في ملعب البيت مراسم افتتاح احتفاءً بعودة البطولة العربية إلى الساحة الرياضية بعد طول انقطاع، وتضمّن الحفل عروضاً ثقافية وتراثية وموسيقية تحتفي بما تتميّز به المنطقة العربية من ثقافة وتاريخ وفنون مشتركة، كما شهد الحفل عرضاً موسيقياً استعرض الأناشيد الوطنية للدول الـ 23 المشاركة في البطولة بداية من مرحلة التصفيات، إلى جانب عروض للألعاب النارية.

وفي مستهلّ مباريات المجموعة الثانية في ملعب أحمد بن علي، أقام منتخب تونس مهرجاناً كبيراً من الأهداف في مرمى موريتانيا بخمسة أهداف لهدف، ونجح التونسي سيف الجزيري في تسجيل أول هدف في كأس العرب، وعلى أرض ملعب الجنوب في أول مواجهات المجموعة الأولى حسم التعادل (1-1) مباراة منتخبنا مع عُمان.

تناصف

من دون أي مبرِّرات تبخس حقّ أيّ من الفريقين، تناصفَ منتخبا العراق وعُمان في النتيجة والأداء.. والأخطاء والمفاجآت! لكنّهما قدّما لمتابعي البطولة واحدة من أروع اللقاءات المُثيرة بينهما عبر التاريخ، نظراً لأهميّة جولات الافتتاح في بطولات من قيمة كأس العرب التي غالباً ما تنتهي بالتعادل.

فنيّاً ضمّدَ الأسود الجراح التي خلّفها المدرّب الهولندي ديك أدفوكات مع ثلّة من اللاعبين المُبعدين، وقدّم لنا المدرّب المونتينيغري زيليكو بتروفيتش تشكيلة شبابية متحمِّسة للظهور الأول وتثبيت الاستحقاق، لكنّها لم تأبه لنقص الخبرة الميدانية في اللعب الدولي، وأبدت تماسكها في الشوط الأول، بل وتسيّدت معظم دقائقهِ، وكادت شباك الحارس أحمد الرواحي أن تهتزّ بالثلاثة عقب محاولات محمد قاسم وأحمد فرحان وعلاء عباس.

وفي المقابل، لم يستكن الأحمر، وردّ اعتباره في الشوط الثاني مستغلاً طرد اللاعب ياسر قاسم الذي لم يكن هناك أي مبرّر للتدخّل بقوّة على اللاعب حارب السعدي، ما أحدث اهتزازاً في صفوف منتخبنا دفع ثمنهُ تحمّل اللاعبون الشباب جهوداً مضاعفة للحدّ من خطورة صلاح اليحيائي وأمجد الحارثي ومحسن الجوهر والمنذر العلوي.. والأخير بذل مجهوداً كبيراً.

ركلتا الجزاء أكّدتا الخطأ الفادح الذي يرتكبهُ المدافع نتيجة الإرهاق أو الضغط النفسي غير الطبيعي، مثلما آل اليه المشهد الختامي لموقعة الجنوب.

نتيجة التعادل هي نقطة الإثارة في المجموعة، وستزيد من اشتعال المنافسة في الجولة الثانية، سيما أن اللاعبين سيراجعون الأخطاء، ويسعون للتعويض بأداء ونتيجة إيجابية، مثلما كشفت المباراة عن استعداد الفريقين للتقدّم بخطوات أخرى، وليس التوقّف والتظاهر باللعب الاستعراضي أو مساعدة الآخرين على القفز إلى الدور التالي!

صعوبة التكهّن

من الصعب التكهّن بهويّة المنتخبين المتأهّلين الى الدور رُبع النهائي من المجموعة بعد فوز قطر على البحرين بهدف عبدالعزيز حاتم (د69)، لكن نتمنّى أن يتواجد الفريق الأفضل، ويستثمر المشاركة في بطولة تحظى باهتمام الاتحاد الدولي كونها تقام في ملاعب المونديال، ووفرتْ اللجنة المنظمة كل عوامل النجاح، وفي مقدّمتها طواقم تحكيمية أجنبية، وتقنية فيديو (VAR) لضبط الحالات الفنيّة المشكوك فيها، وجمهور كبير توافد من أغلب الدول المشاركة، وإعلام عربي كُفء يؤازِر الجميع بهدف تطوير الكرة العربية.

استغلال الحماسة

سيكون أمام منتخبنا الوطني حسم مباراته مع الفريق البحريني غداً الجمعة في ملعب الثمامة عند الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت بغداد سيما أن الفريق المنافس عانى الانكسار بهزيمته أمام العنابي بهدف واحد، وعليه يتوجّب استغلال حماسة لاعبينا الجُدد لتحقيق نتيجة جيّدة تدفعهم لدخول مواجهة قطر بعزمٍ كبير على الفوز وقلب التوقّعات. يعاني المنتخبان من تغيّر كبير في التشكيلتين اللتين سبق أن خاضتا مباراة الجولة السادسة من المرحلة الثانية لتصفيات كأس العالم 2022 التي إنتهت بالتعادل السلبي في ملعب عمّان الدولي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني عام 2019 (آخر مناسبة جمعت المنتخبين) لكن الثابت هو ديمومة الحافز لدى اللاعبين لمواصلة الأداء الحماسي المثير وكتابة سيناريو (ديربي خليجي) جديد بعد سيناريو (ديربي العراق والكويت) الغائب رسمياً منذ فترة طويلة، بعكس اللقاءات المتكرّرة مع ممثل الكرة البحرينية.

نقطة ضعف

واحدة من أهم نقاط ضعف المنتخب البحريني، برغم حُسن تنظيمه وإغلاق منطقته، أنه يفقد توازنه بسرعة حال ممارسة غريمه الضغط في ساحته، ولهذا لابدّ من زيادة وقت استحواذ لاعبينا للكرات، وقتل رغبة الأحمر بمبادلتهم الهجمات، فهناك فراغات كبيرة يغفل عنها الفريق الشقيق لاسيما في الجانبين يمكن مشاغلته واختراقه منهما بفضل سرعة لاعبينا الشباب خاصّة بشّار رسن ومحمد قاسم وأحمد فرحان.

لم يوفّق مدرّب البحرين البرتغالي هيليوا سوزا (51 عاماً) في تصريحه عقب خسارته من قطر، إذ أكد عزمه على منح الفرص لعديد اللاعبين بغية بناء منتخب للمستقبل!! بينما تولّى تدريب البحرين في آذار 2019 وقاده لخطف كأسي غرب آسيا والخليج العام ذاته، ولم يتمكّن بعد من أثبات حضوره وأخفق في التأهّل الى الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم، فأي بناء ينشد؟ كان عليه أن يعترف بصريح العبارة أن الأحمر فقد ميزة الشراسة التي عُرف عنها وكأن الفريق بعهدة مدرب آخر!

العمود الاساس

سقط بعض المحلّلين والإعلاميين المعروفين في كمائن انفعالهم بوصفهم ياسر قاسم وأيمن حسين بأنهما لا يستحقّان التواجد في التشكيلة أمام عُمان، ولم يقدّما ما يؤكّد خبرتهما في الدوري والمباريات الدولية، بعدما نال الأول الكارت الأحمر وأضاع الثاني ركلة جزاء، والنقاد يعلمون أن مشاركة المنتخب في البطولة هذه بالذات تزامنت بعد أسبوعين من الغضب الجماهيري العارم بسبب سوء نتائجه في تصفيات الدور الحاسم المؤهّل الى كأس العالم 2022، واحتلال مراكزه من قبل لاعبين شباب جدد لم تسعفهم أيام التجمّع القليلة من التنفيذ التكتيكي المتكامل والمتآلف فيما بينهم، ولهذا نتوقع أن يتعامل زيليكو بهدوء وحكمة لاحتواء ما جرى في المباراة الأولى ويمنح الثقة لذوي الخبرة كونهم بمثابة العمود الأساس الذي يجب المحافظة عليه مهما تعرّضَ للاهتزازات الطارئة!

درس من الماضي

كرة القدم لا تنتظر أحداً، فهي تكافئ الأفضل دائماً الذي يعمل ولا ييأس أو ينام حتى لو تعرّض إلى صدمة بحجم فضيحة ملعب الكشافة الذي استرجعنا منه أحد دروس الماضي العظيمة في كيفية تحويل أبناء المنامة الاخفاق المرير إلى النجاح والتقدّم، فثمّة فرق كبير بين الكرة العراقية والبحرينية عام 1966 والعام الحالي 2021، وتبقى النتيجة الساحقة (10-1) تكشف المستوى الفني لأول لقاء بين المنتخبين في بطولة كأس العرب بنسختها الثالثة يوم الخامس من نيسان عام 1966في ملعب الكشّافة وسط العاصمة بغداد وتُعد أكبر هزيمة في تاريخ الأحمر، تناوب على تسجيل الأهداف نوري ذياب (4) وعامر جميل (2) ولكل من قيس حميد ومحمد نجم وسلمان داود وكوركيس اسماعيل هدفاً واحداً!