مطار بغداد قصف من منطقة خاضعة لسيطرة «فصيل مسلح» والصواريخ دخلت بـ«باجات رسمية»

Saturday 29th of January 2022 11:46:11 PM ,
العدد : 5115
الصفحة : سياسية ,

 القوات طلبت من المجموعة تسليم سائقي عجلتي الـ"كيا" والصالون المتورطين في الحادث

 بغداد/ تميم الحسن

تبحث القوات الامنية منذ يومين عن سائقي العجلتين اللتين كانتا تحملان الصواريخ التي قصفت مطار بغداد يوم الجمعة الماضية، وتسببت باضرار في اكثر من طائرة.

وتشير اصابع الاتهام الى تورط احد الفصائل التي تسيطر على منطقة محاذية للمطار تابعة لقضاء «ابو غريب»، غربي العاصمة، منذ اكثر من 7 اعوام، والتي انطلقت منها «الكاتيوشا».

ويرجح ان الصواريخ التي استخدمت في الحادث، دخلت بـ»شكل رسمي» الى «ابو غريب» مستخدمة «باجات» الحشد الشعبي.

وشهد الهجوم ادانات اقليمية ودولية واسعة، فيما وعد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بـ»رد حاسم»، قبل ان تعلق احدى الشركات العربية الطيران الى بغداد.

ويؤكد مصدر امني في بغداد، انه تم التعرف على الجهة التي «نفذت الهجوم» على مطار بغداد بعد ان قامت القوات الامنية بـ»حملة مداهمات» في «ابو غريب».

هروب المنفذين

المصدر، والذي تحدث لـ(المدى)، كشف عن ان «القوات الامنية بعد الهجوم بعدة ساعات عثرت على عجلتين كانتا تحملان منصات الصواريخ».

وبين المصدر، الذي طلب عدم نشر هويت، ان «السيارة الاولى هي كيا حمل والثانية سيارة صالون، فيما اصحابهما خرجوا من «ابو غريب» بعد الحادث».

وتابع المصدر ان «الهجوم جرى من منطقة حميد شعبان، شرقي «ابو غريب»، وهي منطقة يسيطر عليها احد الفصائل منذ عام 2014 – لم يذكر اسمه- كما طلبت السلطات منهم تسليم أصحاب العجلتين الهاربين».

واضاف المصدر ان «العجلتين ومصادر النيران التي انطلقت باتجاه مطار بغداد سمعت من تلك المنطقة».

وقامت القوات الامنية خلال سلسلة من المداهمات في المنطقة والاستجوابات للسكان، بـ»اغلاق منافذ» كانت تؤدي الى المطار.

ويمضي المصدر قائلا :»هذه المنافذ كانت غير خاضعة للسيطرة او المراقبة، واستخدمت للتسلل الى مناطق حساسة وقريبة من المطار».

خيوط مهمة

واعلنت خلية الإعلام الامني، التوصل الى «خيوط مهمة» بشأن قصف مطار بغداد الدولي الذي حصل فجر يوم الجمعة الماضي.

وتشهد مداخل «ابو غريب»، إجراءات امنية شديدة حيث يتطلب عبور العجلات المدنية نحو ساعتين.

ويقول المصدر الامني ان «الصواريخ دخلت الى «ابو غريب» بواسطة سيارات عسكرية تابعة لاحد الفصائل – لم يذكرها بالتحديد».

وذكرت خلية الاعلام الامني التابعة للحكومة في البيان الذي صدر الجمعة الماضية ان «عصابات اللادولة الإرهابية، أقدمت على استهداف مطار بغداد الدولي فجر اليوم بستة صواريخ نوع كاتيوشا (...) مما ادى الى أضرار بطائرتين كانتا جاثمتين على المدرج».

واضاف البيان: «فور حصول هذا العمل الارهابي شرعت الأجهزة الأمنية والاستخبارية باجراءاتها وعثرت على 3 صواريخ داخل منصة للاطلاق في قضاء «ابو غريب» قرب أحد المبازل، وتمكنت مفارز المعالجة من ابطال مفعولها، كما تم التوصل الى خيوط مهمة عن الجناة للقبض عليهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وتقديمهم للعدالة».

اعتراض صواريخ

وكان التحالف الدولي قد اشار الى ان «المليشيات الخارجة عن القانون للمرة الثانية في هذا الشهر تهدد وتقصف مطار بغداد الدولي»، موضحا ان «الصواريخ جميعها وقعت في منطقة المدرج و / أو مناطق قريبة من الجانب المدني».

التحالف الدولي، لفت في بيانه الجمعة الماضية الى انه «تم تفعيل نظام منع الصواريخ للدفاع الجوي العراقي في المطار واستطاع ان يوقف عدداً من الصواريخ».

ويعد الهجوم الاخير رقم 12 منذ بداية العام الحالي، ضد المطار والقواعد العسكرية ومقرات حزبية ومنازل لسياسيين.

واستخدم في هذه الهجمات 20 صاروخا، من بينها 3 صواريخ سقطت نهاية الاسبوع الماضي، على مقربة من منزل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، في شمال شرقي الفلوجة.

«رد حاسم»!

بالمقابل اعتبر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بيان عقب الهجوم استهداف المطار بانه «يمثّل محاولة جديدة لتقويض سمعة العراق التي جهدنا في استعادتها إقليمياً ودولياً».

وذكر الكاظمي في بيان يوم الجمعة الماضي، ان «مطار بغداد الدولي تعرض فجر اليوم إلى عمل إرهابي جبان كشف عن إصرار المجرمين على ضرب أمن شعب العراق، والتزاماته، وإمكاناته، وتعريض مصالحه للخطر».

واضاف أن «القوى الأمنية العراقية التي أخذت دورها كاملاً في توفير الأمن ومواجهة الإرهاب بكلّ أشكاله سيكون لها رد حاسم على هذا النوع من العمليات الخطيرة التي تقف خلفها أجندات لا تريد للعراق خيراً».

المطار من الداخل

وعقب ساعات من الهجوم أعلنت شركة الخطوط الجوية الكويتية أنها ستعلق رحلاتها إلى العراق مؤقتا، بسبب «الأوضاع الراهنة».

ووفق تغريدة للشركة عبر تويتر، فإن «تعليق الرحلات جاء بناء على التعليمات الصادرة من الإدارة العامة للطيران المدني الكويتي نظرا للأوضاع في الجمهورية العراقية».

وبحسب التسريبات ان الطائرات التي تضررت في الحادث، الاولى هي طائرة تابعة لشركة «أور ايرلاينز» العراقية، وسيتم اصلاحها بعد ابلاغ شركة «بوينغ» الامريكية لهذا الغرض.

اما الثانية فهي الطائرة الرئاسية العراقية السابقة التابعة لرئيس الوزراء السابق نوري كامل المالكي وهي في الوقت الحالي خارج الخدمة «سكراب» ومركونة في الجانب المدني من المطار.

الصواريخ التي سقطت على المطار كانت على بعد أمتار من الطائرة الجديدة التابعة للخطوط الجوية العراقية من طراز «اير باص»، و5 طائرات اخرى نوع «بوينغ» تابعة للخطوط العراقية.

بدوره اعتبر مازن الفيلي، وهو نائب سابق، ان تلك الهجمات تضر بـ»اقتصاد العراق»، محذرا من تصاعد عمليات تعليق الشركات لرحلاتها الى مطار بغداد.

الفيلي وهو عضو سابق في لجنة الاقتصاد في البرلمان اكد لـ(المدى) ان «الاقتصاد والاستثمار يبحث عن الاستقرار والامن»، مشيرا الى ان «استهداف واجهة البلاد وهو المطار سيضر بشكل مباشر بالاقتصاد».

واعتبر النائب السابق ان تعليق الرحلات او حتى مرور الطائرات فوق الاجواء العراقية «سيحدد في الايام المقبلة اذا جرت تداعيات اخرى او تم تطوير عمليات الهجوم واساليبها».