صحيفة أميركية: قوات مكافحة الإرهاب العراقية ما تزال تلاحق فلول داعش

Sunday 30th of January 2022 11:52:31 PM ,
العدد : 5116
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد أحمد

ذكرت صحيفة انسايدر الأميركية في تقرير لها انه بعد أربع سنوات على هزيمة داعش في العراق وتحول مهام القوات الأميركية في البلد مستهل هذا العام من دور قتالي الى استشاري وتدريبي، فان قوات مكافحة الارهاب النخبة ما تزال تلاحق بقايا مسلحي داعش معتمدة على معلوماتها الاستخبارية الدقيقة، في وقت ذكر فيه مسؤول عسكري أميركي انه يخمن هروب 200 سجين من مسلحي وقياديي داعش اثناء عملية سجن الحسكة في سوريا.

وذكرت الصحيفة انه في الوقت الحالي، وبعد ان تقلص حجم العمليات العسكرية عن سابقتها ضد داعش، فان قوات الكوماندوز العراقية التي تعتمد على المعلومة الاستخبارية، ما تزال تلاحق خلايا داعش ضمن قوات العمليات الخاصة والتي ماتزال تتمتع بعلاقة مقربة مع قوات العمليات الخاصة الأميركية.

وتشير الصحيفة الى ان قوات العمليات الخاصة العراقية مرتبطة هيكليا بجهاز مكافحة الإرهاب الذي كان لوحداته دور فعال في اسناد الجيش وتوجيه الضربة القاصمة لتنظيم داعش في تموز 2017 وذلك بعد تسعة اشهر من معارك ضارية وهزيمة داعش. وان هذه القوات بقيت على نشاطها في ملاحقة فلول وخلايا تنظيم داعش ونفذت خلال العام الماضي مئات العمليات ضد مواقع التنظيم.

ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، قوله هذا الشهر "خلال العام 2021 نفذ جهاز مكافحة الإرهاب 404 عمليات و 431 عملية اسناد جوي، قتل خلالها 125 مسلحا من داعش والقاء القبض على 303 مسلحين مع تدمير 334 مخبأ وكهفا لداعش".

وتشير صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها الى تنظيم داعش، الذي كان في السابق يسيطر على مساحة تعادل مساحة بريطانيا تمتد ما بين العراق وسوريا، فانه لم يعد يمتلك تلك القوة التي كان عليها عام 2013 و 2014، ولكن خبراء يقولون انه يحاول تجميع صفوفه ويستغل حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في كل من سوريا والعراق التي توفر فرصا جيدة له للتوسع.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله ان الهدف من تنفيذ داعش لعملية اقتحام سجن الحسكة في سوريا هو لتحرير قسم من قياديي التنظيم ومسلحيه من الذين لديهم خبرات مثل تصنيع القنابل والعبوات، مشيرا الى انه يخمن هروب ما يقارب من 200 مسلح.

وتذكر الصحيفة ان تنظيم داعش يحاول جاهدا تنظيم صفوفه، حيث ان مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في تشرين الأول 2019 قد حرم التنظيم من شخصية تجمع صفوفهم وان زعيمه الجديد أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، هو شخصية غير معروفة على نحو كبير. ولكن تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود ما بين العراق وسوريا قد منع المسلحين الأجانب من دخول البلدين، وان تكرر المداهمات التي تقوم بها القوات العراقية قد أخرج المسلحين من المدن والقرى وبقي تواجدهم في خلايا نائمة في مواقع صخرية وجبلية نائية.

واستنادا لتحليلات معمقة عن هجمات داعش في العراق نشرها الباحثان، مايكل نايتس واليكس الميدا، هذا الشهر جاء فيها ان هجمات داعش تصاعدت في العام 2019 و 2020، ولكنها تراجعت منذ ذلك الوقت من الناحية الكمية والنوعية.

وكتبا في بحثهما قائلين "بالنسبة للوقت الحالي مع مستهل عام 2022 فان تهديدات تنظيم داعش قد انحسرت، وهجماته تراجعت كثيرا عما كانت عليه سابقا". وذكر الباحثان بان سبب هذا التراجع يعود الى تزايد التواجد الأمني في المناطق الريفية مع نصب كاميرات حرارية تستطيع اقتفاء حركات المسلحين في الليل مع تنفيذ عمليات تمشيط ومداهمات متكررة ضد قياديي التنظيم.

ولكن يشير الباحثان أيضا الى انه مستقبلا قد يحاول التنظيم توفير موارده لحين أن تتهيأ له الظروف ليظهر من جديد.

من جانب آخر اشارت وكالة اسوشيتدبرس الى ان حادث اقتحام سجن الحسكة في سوريا والهجوم المميت الذي نفذه على ثكنة عسكرية في العراق، يشيران الى ان الحرب على داعش التي اعلن عن انتهائها قبل ثلاث سنوات فإنها ما تزال مستمرة.

وتشير الوكالة نقلا عن سكان محليين في العراق وسوريا قولهم إن ما يشهدوه من رجوع لتهديدات داعش هو ناجم عن مصاعب اقتصادية وسوء إدارة وفساد مع عدم استقرار سياسي، وهي عوامل فشلت في الحفاظ على المكتسبات التي تم إنجازها ضد التنظيم.

ونقلت الاسوشييتدبرس عن مصدر استخباري عراقي قوله إن تنظيم داعش لم يعد يمتلك مصادر التمويل نفسها التي كانت لديه في السابق وانه غير قادر على مسك الأرض، مشيرا الى ان التنظيم يعمل حاليا كأفراد دون قيادة مركزية.

ومن جانبه قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول بان اكبر عملية ينفذها داعش لا يتجاوز عدد أفرادها 7 الى 10 مسلحين. وقال انه من المستحيل حاليا ان يتمكن داعش من السيطرة على قرية فكيف بمدينة.

عن صحيفة انسايدر ونيويورك تايمز ووكالة اسوشييتدبرس