محطة للتأمل: الألعاب الشتوية العراقية

Wednesday 16th of February 2022 12:24:32 AM ,
العدد : 5128
الصفحة : الأعمدة , سامر الياس سعيد

 سامر الياس سعيد

بينما تتواصل منافسات دورة الألعاب الشتوية الأولمبية المستمرّة حالياً في بكين لغاية العشرين من شباط الجاري، لفت انتباهي خبر نشرته جريدة الشرق الأوسط السعودية، بشأن مشاركة عدد من رياضيي السعودية في تلك الدورة خصوصا وأن مناخ السعودية المعروف بطغيان حرارته على أجوائه الباردة المقتصرة على بضعة أسابيع، جعلني مدفوعاً بأسئلة شتّى،

فيما لو تسنّى لأحّد رياضيينا من أن يحقّق رغبته بتمثيل العراق في الدورة الشتوية أو يمضي في تلك المنافسات ليحقّق طموحاً غائباً طالما يومض بشدّة قبل أية منافسات أولمبية صيفية قبل أن تخفته الامكانيات ومحطّات الإعداد والمعوّقات التي توئد الأمنيات ليتحوّل ذلك الطموح في نهاية المطاف الى سراب.

وفيما أبرزت الصحيفة السعودية مشاركة أحد رياضيي السعودية في الدورة الشتوية متخصّصاً برياضة التزلّج على المنحدرات الجبليّة العملاقة، استذكرتُ جانباً من مقوّمات ولادة مثل هذه الرياضة في ربوع إقليم كردستان الحبيب وزيادة زخمها والتشجيع على ممارستها لابتكار أفكار أخرى لا تقتصر على السياحة الشتوية من جانب بناء مجمّعات سكنيّة سياحيّة للراغبين بالتنعُّم باللون الأبيض وهو يكسو الربوع أو اللعب بكرات الثلج فحسب، بل التواصل لإبراز جانب آخر من اهتمام البشر بالطبيعة الخلاّقة في البحث عن مقوّمات الإنجاز في هذه الفواصل التي تنشّأ في مثل هذه المناطق من بلدنا العزيز.

وإذ كانت السعودية قد اهتمّت بشكل غير استثنائي - على سبيل المثال - قبل نحو أسابيع بموجة البرد اللامسبوقة التي طالت أجزاء واسعة من البلاد الخليجية، ومنها بلدنا حتى استطاعت أن تحظى بشيء من الزائر الأبيض الذي لوّن عدداً من مناطقها الصحراوية، وعلى ما أعتقد أن منها جبل يُعرف بجبل اللوز فكانت مركبات السعوديين رُباعية الدفع تقصد المكان للاستئثار بهذا الجو النادر الذي مرّت به البلاد التي يغلب عليها حرّ الصيف والمناخ الجاف على ما وجدته يزور مناطقها لتتوقف عنده وتوثّق تلك الصور المُستنبطة من تخييم بعض الأفراد في تلك الأجواء واللّهو بكرات الثلج بين الاصحاب.

فيما الثلج عنّدنا مُحدّداً بفترة (المربعانيّة) التي تتزامن ما بين منتصف كانون الأول (ديسمبر) لتحيط كلّ أيام أول أشهر السنة المحدّدة بكانون الثاني (يناير) ببردٍ قاسٍ تغلُب عليه الثلوج في أحيان كثيرة عادة ما تتزايد وتيرته في الأيام الأخيرة من هذه (المربعانيّة) والتي تكون في مطلع شباط (فبراير) حيث يكتفي فيها أهالي القُرى الواقعة في قضاء زاخو والقريبة من مدينة دهوك المُحاذية للجارة تركيا لتصوير مناطقهم، وكل ما فيها وهي تخضع لسطوة الزائر الأبيض من دون أن تفكّر باستثمار مثل تلك المحطّات في استقطاب مستلزمات التشجيع على ممارسة الرياضات الشتوية أو التفكير بجذب الافكار التي عادة ما تنطلق من الشقيقة لبنان في سبيل الاهتمام بالمنتجعات الشتوية التي من بينها تشجيع ممارسة رياضة التزلّج في المنحدرات كونها من أبرز ما يمكن ممارسته في هذه الأجواء التي عادة ما تمتد لأسبوع أو لأكثر على أقلّ تقدير.

لقد أبرزت أماكن الترفيه التي أنشِئت حديثاً جانباً من الاهتمام بالرياضات الشتويّة، فمن بين متابعتي التلفازية سَلّط تقرير لإحدى الفضائيّات الضوء على حلبة للتزلج في أحّد مناطق أربيل إضافة لوجود مُنتجع سياحي يهتمّ باستقطاب الزوّار للتمتّع بالثلوج على قمّة أحّد الجبال المعروفة في المنطقة، ممّا أسهم بالتفكير في جذب الرياضيين ممّن يطرقون أبواباً غير مأهولة في ممارسة الرياضات الاستثنائية وامكانية التفوّق فيها في هذا المضمار بعد أن سلبت أحلامنا فرصة الحصول على إنجاز من قبيل ممارسة الرياضات الاعتيادية التي عادة ما يكون اهتمام ممارستها مقتصراً على كاميرات الإعلام وأقلام الصحفيين والتشكّي من قلّة الدعم وغياب القاعات المخصّصة لممارسة مثل تلك الرياضات على أقل تقدير وهي الفترة الفاصلة بين دورة أولمبية وأخرى يمكن من خلالها تكثيف فترة الإعداد لأي بطل يمكن أن يؤهّل ويهتمّ بقدراته التي عادة ما تنطلق من حدود دورة محليّة ثم منافسة قاريّة حتى يُمكنه الوصول الى الحدّ الأبرز في المشاركة باسم العراق في الدورات الأولمبية وتطريز إنجاز مهمّ لبلدنا في خضم تلك الدورة.