بالمرصاد: داغر يرفع الحرج عن مسؤولي الرياضة!

Monday 23rd of May 2022 10:39:45 PM ,
العدد : 5189 (نسخة الكترونية)
الصفحة : رياضة ,

 بغداد / المدى

لم تنفع مناشدات زملاء العدّاء الرياضي الرائد شبيب داغر الذي مرّ بظرفٍ صحي قاهر نتيجة تعرّضه إلى عجز في القلب مع فقدان الذاكرة جرّاء إصابته بجلطة في الدماغ شلّت حركته منذ أسبوع في مستشفى الشيخ زايد العام من دون أن يتعافى،

وكان بحاجة إلى معالجة سريعة في إحدى المستشفيات المتطوّرة، وتدخّل فوري من مسؤولي الرياضة الذين تجاهلوا تلك المناشدات، ومنهم من حاول صوريّاً إبداء المساعدة بمكالمات هاتفية في الوقت الضائع لنقله الى مستشفى محلّي آخر، لكن داغر أغمض عينيه أول أمس الأحد.. ورفع عنهم الحرج!

يبقى عدنان الجابري، الأمين العام لرابطة الرواد الرياضيين في العراق والمغتربين في العالم، من أبرز الذين تحرّكوا لإنقاذ داغر والضغط على المعنيين بتنفيذ مواد قانون منح الرياضيين الأبطال والرواد رقم 6 لسنة 2013، وحثّهم على تطبيق المادة 5 التي تنصّ على (يعالج المصابون والمرضى المشمولون بأحكام هذا القانون على نفقة الدولة داخل العراق أو خارجه وبناء على تقرير لجنة طبية مختصّة) لما يعانيه أكثر من رائد رياضي من مشكلات صحية تستلزم نقلهم إلى الخارج لسوء حالتهم الحرجة ولم يتحرّك أي مسؤول رياضي لتفعيل المادة المذكورة.

وآخر ما نشره الجابري في صفحة التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) عشية وفاة داغر أن حالة البطل تتدهور وينبغي إخراجه من المستشفى ومعالجته خارج العراق، ولكن القدر كان أسرع، فداغر ليس أوّل الروّاد الذين لم يهتمّ أي مسؤول رياضي بتنفيذ المادة 5 من قانونهم، بل هناك عشرات أمثاله فقدوا حياتهم بسبب عدم حصولهم على حق العلاج في أفضل المستشفيات العربية والأجنبية التي يحقُّ نقلهم اليها على نفقة الدولة، وهذه خسائر بشرية لا تعوّض لجيل رياضي مهم أفنى حياته في مشوارٍ واجهوا فيه تحدّيات كبيرة، وحققوا انجازات لافتة من الصعب تكرارها، بل أصبح من المستحيل أن يفكّر أبطال الرياضة اليوم بمحاولة الاقتراب من الوقائع البطولية التي سجّلها داغر وزملائه مع الأندية والمنتخبات.

عندما يكرّر الجابري مناشدته لإسعاف أحّد الرياضيين الرواد عملاً بوصايا رابطتهم الحريصة على مواكبة حالتهم الصحية، ولم تهزّ المناشدات ضمائر مَن بيده أتخاذ القرار الفوري للتنسيق مع عائلة الرائد المريض والمستشفى المحلي على نقله إلى الخارج إن كان وضعه الصحي يسمح بذلك، فهذا يعني أن هناك تقاعس في الأمر يقتضي تحرّك الرابطة بموقف قوي لإلزام أي جهة لها علاقة بالقانون ذاته بتفعيل مواده من دون تأخير، وإلا فإنها تتوجّه إلى القضاء كخطوة لابد منها لاسترداد حقّ الرواد في المعالجة الصحية وإعادة الأمل اليهم.

رحم الله البطل شبيب داغر وغيره ممّن تشبّثوا بأي فرصة تنهي معاناتهم مع الأمراض المفاجئة أو التي تأخّر معالجتهم منها نتيجة الإهمال والوعود الفارغة والبيانات اليائسة أصلاً وعديمة الجدوى!