من تاْويلات المعجم اللغوي السياسي العراقي

Sunday 29th of May 2022 01:01:00 AM ,
العدد : 5192
الصفحة : آراء وأفكار ,

 رزاق عداي

بتفحص بسيط للمعجم اللغوي او الاصطلاحي الذي ابتكرته العملية السياسية الحالية في العراق، نستنتج دون عناء صحة القاعدة اللغوية التي تقول ان اللغة هي من تفكر فينا وليس العكس، اي اننا نفكر في اللغة، فاْغلب ان لم يكن كل السياقات اللغوية ظلت مثار جدل وخلاف بين الفاعلين في العملية السياسية العراقية منذ صدور الدستور واعتماده في عام 2005،...

واستمرالتاْويل لمواد هذا الدستور يتم بما يتوافق مع مصالح هذه القوى ومنافعها ، وما يثَبت ديمومتها، وهكنا تفعل اللغة فعل الاّيديولوجا في ممارسة التعمية وقلب الحقائق الواقعية،فما كان متفق عليه هو ان الايديولوجيا هي هياكل لغوية مفترضة ، قابلة للتاْويل، وتفسر الظواهر حسب الاهواء والمصالح ، وهذا ما حفز للقول ان الايديولوجيا هي قلب الحقائق وجعلها واقفة على راْسها، وهي في هذا الحال من تتقدم على الواقع.

العملية السياسية في العراق ظلت تنتج مفراداتها بما يضمن ديمومتها، والاختباء خلفها في اعقاب كل ازمة،

ساْكتفي بمفهومين او بعبارتين ضمن كدس من المفاهيم، ظلتا فاعلتين ومدمرتين في افراز وقائع في منتهى السلبية ، فبعد كل انتخابات برلمانية تكون الماكنة اللغوية للنظام السياسي جاهزة لانتاج ما نحتاجة من عدة لغوية لدرء المخاطر التي تحدق بها والعمل على تدوير ذاتها .

ورغم ان هذه الفعالية اللغوية مفتعلة ومنافية للواقع، ولكنها بعد حين هي من تحدد مسارات العملية السياسية برمتها،ففي انتخابات 2010 برزمفهوم(الكتلة الاكبر)، وظل فاعلاَ في رسم خرائط البنية الهيكلية للمؤسسة الحكومية بكافة مستوياتها فارضا هيمنته ويخوض متقدما ميادين الخلاف والتبجح الى يومنا هذا، ورغم ان هذا المصطلح يتنافى مع ابسط مبادئ الديمقراطية منذ زمن الاغريق، بيد انه في العراق وبوازع ايديولوجي بائس صار هو من يقرر مصائر الملايين من البشر، وكاْن الحال ان الساسة هم من يختلقوا الكذبة ثم يصدقوها بعد حين.

واليوم بعد اكثر من نصف عام من اجراء الانتخابات المبكرة، لا زلنا في غمرة اخذ ورد تحت خيمة مفهوم اشد تعاسة ممن سبقه اريد له تعطيل كل شئ، اسمه الثلث المعطل،اسم ومسمى، مارس شللاَ، ومصداَ، كانه خرج من اجواف المقدس الذي مناص منه، مكتسباَ الحكم القطعي، وها هي العملية السياسة في اتعس تبدياتها ، وبعد مرور كل هذه الفترة، نشهد تعطلاَ وشللاَ للحياة في كل مناحيها، ناهيك عما ينبوء هذا الحال من مستقبل مجهول وانغلاق ناجم عن عن احتراب معسكرين سياسين واحد منهما يتمترس حول مفهومه السياسي دون انفكاك، مفرغ من الدلالة، فالتوافقية ليست هي بذات الديمقراطية المعمول بها في احكامها في كل العالم، ولا الاغلبية حسب السياق الديمراطي القديم والحديث، بقدر ما هو نزاع تناغمي حول المنافع بكل اشكالها،فالماكنة اللغوية للعملية السياسية تنتج لغتها المتناغمة مع اجنداتها، وهذه الاخيرة تتحول الى اعراف، تستجيب الى هويات فرعية، تعمل هذه الاعراف اللغوية بدلا عن اسس ومقومات الديمقراطية المتعارف عليها، ومن هنا تاْتي هيمنة المفاهيم والتاْويلات.

وهكذا يتاْكد مفهوم احد علماء اللسان،باْن اللغة هي من تفكر فينا وليس العكس على الاقل في جدل العملية السياسية العراقية ،،