إتاوات الطرق .. مصدر لإنعاش خزائن الأحزاب في ديالى

Sunday 29th of May 2022 01:28:29 AM ,
العدد : 5192
الصفحة : سياسية ,

 خاص/ المدى

منذ 5 سنوات بدأ الحديث عن فرض اتاوات في بعض طرق ديالى ولكن في أروقة المجالس والأحاديث الجانبية وليس بشكل معلن خاصة مع وجود تأكيدات بتورط جهات متنفذة وراء تلك الإتاوات وهناك من يدعمها بشكل غير مباشر للاستقرار إذا ما عرف بأنها تدر الملايين يوميا، وبلغت أرقاما عالية جداً.

وقال عضو مجلس ديالى السابق تركي العتبي في حديث لـ(المدى)، إن "الإتاوات حقيقة موجودة على الأرض، وهي تستغل عناوين مختلفة في بعض طرق ديالى لأخذ أموال من سائقي الشاحنات مقابل مرورهم"، لافتا إلى أن "تلك الأموال تقدر بالملايين يوميا".

وأضاف العتبي، أنه "لا يمكن فرض اتاوات على الطرق دون وجود دعم لها ولو بشكل غير مباشر"، مؤكدا أن "جهات متنفذة للغاية تقف وراء فرض الإتاوات لذا فهي تشكل صندوقا أسود آخر في ديالى، والاقتراب منه أو محاولة فك طلاسمه قد يؤدي لنتائج خطيرة، وهذا ما يفسر بقاء الأمر دون علاج". وأشار إلى أن "الإتاوات تذهب لمكاتب قوى سياسية متعددة وتمول أنشطتها في ديالى وربما محافظات اخرى"، لافتا إلى أن "الإتاوات لغز آخر في المحافظة".

أما النائب السابق فرات التميمي، فقد أشار إلى أنه "كشف ملف الإتاوات في طرق ديالى منذ 4 سنوات، وتحدث بشكل مباشر لوسائل الإعلام عن خطورتها وهي تمثل استنزافاً لجيوب الناس وانتهاكا للحقوق وتسليب بشكل مباشر"، موضحا أنه "تم إبلاغ الحكومة المركزية عدة مرات حول ملف الإتاوات لكن لم يجر اتخاذ الإجراءات المناسبة ولا تزال الشكاوى ترد بين فترة وأخرى".

بدوره قال سعيد الشمري وهو سائق شاحنة على طريق أربيل – بغداد، إن "اتاوات الطرق تجري من خلال سيطرات أمنية إذ يفرض علينا من 10 إلى 20 الف دينار بحجة ضريبة إعمار طرق أو جباية لجهات وعناوين مختلفة".

وأضاف الشمري لـ(المدى)، أن "العديد من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية جرت، وتم إعلان الأمر أكثر من مرة في وسائل الإعلام، ولم يتحقق أي شيء، لذا التزم الكثير بالصمت لأن من يشتكي يعرض نفسه لمشاكل لا تعد، ويصبح هدفا مباشرا لمن يحمي الإتاوات وأدواتها".

من جانبه أشار الخبير الأمني علي العزاوي لـ(المدى) إلى أن "ملف الاتاوات خطير جدا، ومن الممكن أن يتم إدخال المخدرات والمتفجرات إلى مراكز المدن"، مؤكدا أن "من يقف وراء الاتاوات جهات متعددة وهي ذات نفوذ قوي وهذا ما يفسر استمرارها خاصة في الليل في بعض الطرق".

هذا وتزايد حجم الاتاوات بنسبة 400% بحسب ما أكدته مصادر محلية في ديالى، وذلك بعد إلغاء نقطة جمرك الصفرة على الحدود بين ديالى وكردستان، الذي كان هو الآخر يمثل عبء كبير على سائقي الشاحنات.