«كادحات الملح».. نساء يقبلن العمل خارج المدن مقابل أجور زهيدة

Wednesday 1st of February 2023 11:47:39 PM ,
العدد : 5361
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

بابل/ جليل الغزي

تبدأ (خيرية سلمان) البالغة من العمر 55 عاماً، نشاطها في ساعات الفجر الأولى صباح كل يوم، برفقة نساء أخريات لجمع أكياس الملح، وتجهيزها للبيع في أسواق بابل والديوانية، حيث يقصدن ناحية الإمام، قرب الطريق الدولي الرابط بين محافظتي بابل وبغداد، إذ تتكون بقع ملحية متفرقة، في تلك البراري.

وبرغم الأمراض الجلدية التي تتسبب بها عملية جمع الملح إلا أن هؤلاء النسوة مجبرات على العمل لتوفير لقمة العيش.

وتستطيع كل امرأة جمع من 10 إلى 15 كيساً من الملح الخشن ويباع الكيس الواحد بألف دينار، وتبلغ زنة الكيس الواحد 50 كغم.

وتقول خيرية لـ(المدى)، انني "أعمل بهذه المهنة منذ أكثر من سبع سنوات وأتعرض إلى مشاكل جلدية كثيرة لكني مضطرة للعمل من أجل لقمة العيش ومساعدة زوجي الذي يعمل في مجال البناء لإعالة 10 أفراد في العائلة".

وتؤكد أن "جمع الملح من المهن الصعبة، لكنّنا مجبرات عليها من أجل توفير القليل من المال، خاصة اني ورفيقاتي لا نملك أي راتب حكومي مع اننا نعيش أوضاعاً صعبة للغاية".

وتعتمد "خيرية" ورفيقاتها على أصحاب مهنة صناعة الطرشي في تصريف ما يجمعن من الملح.

وتقول "نعيمة" التي تبلغ من العمل 45 عاما "نضع الكميات التي نجمعها في أكياس ونبيعها للمتعهد (الملّاح)، وهو بدوره يبيعها إلى معامل الطرشي في الديوانية والحلة والشوملي".

وتضيف "في السابق كان العمل مجديا حين كان الملح الذي نجمعه يستخدم في جميع المجالات وتحديداً في الطبخ على عكس اليوم تماماً إذ بات الملح المستورد هو الأكثر رواجاً في السوق".