الولايات المتحدة ترفض تأجيل قيود تحويل الدولار بسبب الاستفزازات الإيرانية

Thursday 2nd of February 2023 12:03:57 AM ,
العدد : 5361
الصفحة : سياسية ,

 السوداني يعترف بتهريب العملة الخضراء وإرسال وفد رفيع إلى وشنطن الأسبوع المقبل

 إجراءات جديدة لمنح "البنغلادش" ومليون عامل أجنبي العملة الصعبة 

بغداد/ تميم الحسن

يرجح ان لا يتمكن العراق من تأجيل الشروط الامريكية المفروضة على تحويلات الدولار الى الخارج في وقت اعترف فيه رئيس الوزراء لأول مرة بحدوث عمليات تهريب للخارج.

ويفترض ان يزور وفد عراقي رفيع واشنطن الاسبوع المقبل لمناقشة ازمة الدولار فيما بدأت الادارة الجديدة للبنك المركزي بوضع اجراءات للسيطرة على تصاعد سعر الصرف.

ومن أبرز الاجراءات الجديدة للبنك المركزي هو منح ما يقارب مليون شخص اجنبي يعمل في العراق الدولار اضافة الى تبسيط متطلبات الحصول على العملة الصعبة.

وارتفعت أمس مبيعات البنك المركزي من الدولار الى ما فوق الـ 100 مليون دولار فيما كانت المبيعات في الأيام الماضية قد سجلت اقل من 25 مليون دولار يوميا مقارنة بأكثر من 200 مليون دولار يومياً العام الماضي.

وفي هذا الشأن يقول مصدر سياسي مطلع في حديث لـ(المدى) ان: "الولايات المتحدة الامريكية مصرة على وقف تهريب الدولار وقد لا ترضى بتأجيل يوم واحد على تطبيق الشروط التي فرضتها".

وبدأ البنك الفيدرالي الامريكي قبل أكثر من شهر بإنشاء منصة الكترونية داخل البنك المركزي العراقي لمراقبة التحويلات الخارجية وتدقيق فواتير الاستيراد.

وبحسب المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه انه "على الرغم من تطبيق المنصة ودخول نحو 20 مصرفا اهليا من أصل أكثر من 80 مصرفا الا ان بعض المصارف استمرت في عمليات التهريب لكن المنصة اكتشفتها".

ويحاول العراق، بحسب المصدر ان يؤجل العمل بالمنصة الجديدة عدة أشهر "على الاقل لشهر حزيران المقبل".

ويضيف: "العراق يتذرع بان الدخول في المنصة يتطلب الحصول على اجهزة متطورة وتدريب كوادر على تلك الاجهزة وهو يحتاج لبعض الوقت".

ويؤكد المصدر وهو مطلع على السياسة النقدية في العراق ان "التعليمات الامريكية لا تتعلق بالعراق فقط وانما بمحاولة معاقبة طهران المستفيد الاكبر من تهريب العملة".

ويتابع: "لذلك امريكا غير مستعدة ان تعطل العمل بالمنظومة الجديدة ولو يوما واحدا خصوصا وان نشاطات إيران تتسع ضمن المحور المعادي للولايات المتحدة من خلال مساعدة روسيا بالطائرات المسيرة وتطويرها".

ويرجح ان عمليات تهريب العملة تجري يوميا عن طريق شبكة من الوسطاء المحليين الذين يشترون الدولار بأي شكل وبأي ثمن.

ويستفيد المشترون الصغار من فرق العملة الرسمي الذي يبيعه البنك المركزي واسعاره في السوق السوداء محققين 170 مليون دينار مقابل كل مليون دولار.

والاربعاء بلغ سعر الدولار في السوق 1680 دينارا، في حين أن سعره الرسمي لا يزال على حاله عند 1470 دينارا.  

واول أمس اعترف رئيس الوزراء محمد السوداني لأول مرة بتهريب الدولار الى الخارج، فيما دعا المواطنين الى اقتناء الدينار.

وقال السوداني في مقابلة على التلفزيون الرسمي إن: "التهريب (ويقصد الدولار) كان يتم عبر فواتير مزورة، وكانت الأموال تخرج ويتم تهريبها، وهذا واقع، وإلا فما الذي كنا نستورده مقابل 300 مليون دولار يوميا؟".

وبحسب رئيس الوزراء فإن عمليات التهريب كُشفت من خلال تطبيق نظام سويفت، حيث كان البنك المركزي العراقي يبيع التجار كميات من العملة الخضراء تفوق بأضعاف ما يبيعهم إياها اليوم، ومع ذلك لم تُفقد أي من السلع في الأسواق.

وأكد رئيس الوزراء أن حكومته نظمت "فرقا أمنية مختصة" لكشف المهربين وضبط الأموال المهربة.

وقال السوداني إن "الوضع المالي في العراق اليوم في أفضل أحواله، لأن التجار ورجال الأعمال تعودوا على التجارة الصحيحة والشرعية".

واضاف: "اطمئن المواطنين وادعوهم لان لا يقتنوا الدولار، والدينار اقوى. وسنعيد الدولار الى سعره الرسمي ونوفره وسنعوّد التجار ورجال الاعمال على التجارة الشرعية".

وأكد رئيس الوزراء أن وزير الخارجية فؤاد حسين والمحافظ الجديد للبنك المركزي سينضم إلى الوفد الذي سيتوجه إلى واشنطن في 7 شباط لمناقشة آلية سعر الصرف وتقلباته.

بالمقابل فان تسريبات من نواب تتحدث عن اجتماع اولي بين البنك المركزي العراقي والفيدرالي الامريكي سيجري اليوم في تركيا.

وخسر الدينار العراقي في غضون الشهرين الماضيين أكثر من 10% من قيمته أمام الدولار، مما دفع محتجين الى تنظيم تظاهرات الأسبوع الماضي أمام البنك المركزي في بغداد.

وبحسب موقع ايراني فانه أكد حصوله على معلومات حصرية من أحد عناصر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي يقوم بتهريب ملايين الدولارات من العراق إلى حسابات الحرس في إيران بالتعاون مع السفارة الإيرانية في بغداد.

ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، فإن محمد تجن جاري، المدير المالي للوحدة 400 في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يودع المبلغ المطلوب في حساب هذه الوحدة بفرع "الشهيد آقا بابائي" لبنك الأنصار، على طريق الباسيج السريع في طهران.

وفي العراق، يدير هذه الشبكة محمود حسني زاده، أحد النشطاء القدامى في فيلق القدس، بمساعدة مواطنَين عراقيين هما ميثم حمزة قاسم دراجي، وميثم صادقي.

والذراع الميداني لتجن جاري في العراق هو مصطفى باك باطن، موظف في سفارة إيران وعضو في فيلق القدس، والذي يتلقى الدولارات من مكاتب الصرافة في العراق بعد إصدار شهادة إيداع أموال في طهران.

وثيقة إيداع أموال لحساب حسين آسينه، أحد النشطاء التجاريين المرتبطين بفيلق القدس، والتي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، تظهر ملخصا لغسيل أموال الحرس الثوري الإيراني في العراق، ما أدى إلى استنزاف رأس مال السوق العراقي.

بالمقابل بدأت الإدارة الجديدة في البنك المركزي بوضع إجراءات في محاولة للسيطرة على انهيار الدينار العراقي امام الدولار.

وقال جمال كوجر عضو اللجنة المالية في البرلمان في حديث لـ(المدى) ان "البنك المركزي سيقوم بإجراءين هما: تخفيض متطلبات الحصول على الدولار، وتوسيع المشمولين بالحصول على العملة الصعبة".

وبين كوجر ان "البنك سيقوم بتقليص الإجراءات الطويلة والروتينية المطلوبة من التجار والمستثمرين للحصول على الدولار وهي تتمثل باستمارات ومعلومات معقدة جدا وليست لها علاقة مباشرة بالحصول على العملة".

اما عن التوسعة فأكد عضو اللجنة المالية ان البنك المركزي الذي زار رئيسه الجديد علي العلاق اول امس البرلمان: "سيقوم بمنح الدولار الى العاملين في القطاع النفطي والزراعي وربما حتى العاملين في مجال الاسكان".

واضاف ان "هناك خطة لمنح الدولار الى الاجانب العاملين في العراق مثل البنغلادش، والذي يقدر عددهم بنحو مليون شخص، وهم يحصلون على أجورهم بالعراقي ثم يقومون بتحويلها الى بلدانهم بالدولار، لذا البنك سيعطيهم العملة الصعبة بشكل مباشر".