السوداني يصف الموازنة بـ الاستثنائية ويعدّ تمريرها خطوة جريئة

Sunday 19th of March 2023 11:42:09 PM ,
العدد : 5393
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

وصف رئيس الوزراء محمد السوداني الموازنة المقدمة إلى البرلمان بالاستثنائية، وعدّ تمريرها خطوة جريئة، فيما رعى التوقيع على اتفاق أمني مع الجانب الإيراني.

وقال السوداني، بحسب بيان حكومي، إن "العراق على أعتاب الذكرى العشرين لسقوطِ النظامِ الدكتاتوري". وأضاف السوداني، أن "التحدي الأهمّ بدأ عبر اختيار دستورٍ دائمٍ يُنهي الحالةَ الشاذةَ التي سارَ عليها النظامُ الدكتاتوري، الذي صاغَ دستوراً مؤقتاً يوافقُ مزاجَه، من دون أي اعتبارٍ أو مراعاةٍ للحقوقِ الأساسيةِ لجميعِ العراقيين".

وأشار، إلى أن "العراقيين، اختاروا في 15 تشرين الأول 2005، دستوراً دائماً يؤسسُ للمواطنة، ويضمِنُ كلَّ الحريات، وصارَ السقفَ الآمنَ الذي يستظلُّ به العراقيون، بعد أنْ عاشوا تحتَ ظلالِ الخوفِ والقهر".

وأكد السوداني، أن "أبناء شعبنا مرت عليهم مرحلة قاسية بسبب الإرهاب، فكانت مناظرُ الجثثِ الملقاةِ في الشوارعِ جراءَ القتلِ على الهُوية، غريبةً على العراقيين الذين تعايشوا لمئاتِ السنين، وهم يتقبلون بعضَهم بلا حساسيةٍ أو استنفارٍ طائفيٍ، أو كراهيةٍ عنصريةٍ أو قوميةٍ".

ولفت، إلى أنه "صدمةُ احتلالِ عصاباتِ داعش الإرهابي لمناطقً واسعةٍ من محافظاتِنا جاءت ليستنفر العراقيون جميعاً، بعد فتوى الجهادِ الكفائي، ولملموا شملَهم، وتزاحموا على السواترِ ليسطروا أروعَ القصصِ عن شعبٍ تجاوزَ جراحَه، وخاضَ أشرسَ المعاركِ لتحريرِ أرضهِ من أسوأِ عصابةٍ إرهابيةٍ." وتابع السوداني: "بعد أن عبرنا المحنة، كانت آثار التلكؤ واضحة، وأخذت الشكوى من سوء الإدارة وهدر الأموال بالتنامي، وشهدنا الكثير من علامات السخط إزاء عدم قدرة مؤسسات الدولة على الإصلاح والقيام بواجباتها، وبعد مخاضٍ عسيرٍ، خلالَ سنواتِ ما بعدَ التحرير، جاءت حكومتنا الحالية".

وبين، أنه "الحكومةُ الحالية رسمت برنامجاً طموحاً وشاملاً يعملُ على النهوضِ بالعراق، والسيرِ بهِ نحوَ استثمارِ كلِّ ثرواتهِ وطاقاتهِ وتوظيفِها لتعويضِ ما فاتهُ من سنواتِ الخراب".

وأكد، على "أهمية السيرِ بالعراق إلى ضفافِ الهدوءِ السياسي بعيداً عن الخلافاتِ التي عطلتنا كثيراً عن خدمةِ أبناءِ شعبِنا الذين طالَ صبرُهم علينا".

وأوضح السوداني، "ننطلق من الثقة بمقدراتِ البلدِ لتحريكِ مفاصلِ الاقتصادِ وخلقِ فرصِ عملٍ جديدةٍ، وتطويرِ الخدماتِ ومكافحةِ الفقرِ وتوسيعِ دائرةِ المشمولين بالرعايةِ الاجتماعية، واحياءِ الضمانِ الصحيِّ".

ونوه، إلى أنه "القطاعُ الخاصُّ يشاركنا في البرنامج الحكومي، الذي منحناه دوراً مهماً في الموازنةِ الاستثنائيةِ التي صوّتنا عليها لثلاثِ سنواتٍ في خطوة جريئة، تعبيراً عن رؤية واضحة تؤسس لمرحلة جادة ومختلفة، ولتنطلق حركة الإعمارِ والتي سنتابعُها بدقة، سواءٌ عبر ِالمتابعةِ الشخصية أم عبر اللجانِ الحكوميةِ التي شكلناها".

وشدد السوداني، بالقول: "لنْ نتهاونَ هنا مع أيِّ تراجعٍ أو تلكؤٍ أو خللٍ قد يتسببُ باستغلالِ مالِ الشعبِ لمصالحَ ذاتيةٍ أو حزبيةٍ أو فئويةٍ، فالثروةُ الوطنيةُ ملكُ العراقيين جميعاً".

واكد العزم، "على مكافحةِ جائحةِ الفسادِ، تلك المعركةُ الكبرى التي إنْ تهاونّا فيها خسرنا كلَّ معاركِنا الأخرى". ويواصل السوداني، أنه "الانتصارُ لا يأتي إلّا من التعاونِ بين كلِّ مؤسسات الدولة، فتضافرُ جهودِ السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، سيعبدُ الطريقَ لتحقيقِ كلِّ الأهدافِ المرسومةِ".

واستطرد، أن "التحديَ الأكبرَ هو استعادةُ ثقةِ المواطنِ التي تراجعت نتيجةَ ضعفِ الأداءِ وكَثرةِ الوعودِ والأقوالِ وقلّةِ الأفعالِ والإنجازِ". وذكر السوداني، ان "النظامَ الذي قضى وانتهى بشخوصهِ وتشكيلاتهِ لا يزالُ مقيماً في الكثيرِ من المرافق، وما زلنا نعاني من منظومةٍ قانونيةٍ باليةٍ وبعقليةٍ مركزيةٍ متخشّبةٍ، ما يتطلبُ الحزمَ في الإصلاحِ والإسراعَ في وضعِ الأمورِ بنصابِها الصحيحِ".

ويسترسل، أن "الماضي بكلِّ ما فيهِ من محنٍ وخراب، قد صارَ درساً مهماً لنا اليومَ لنثبتَ، لأنفسِنا وللعالمِ أجمع بأن العراقَ مهما تسلقت على ظهرهِ المحن، ومهما خذلتهُ أقدارهُ بسببِ الدكتاتوريةِ وسوءِ الإدارة، فإنَّه يمتلكُ الإرادةَ والمقوماتِ على النهوضِ والعودةِ إلى حيثُ الأماكنُ الي تليقُ به". وذكر بيان حكومي آخر، أن "السوداني استقبل، أمس، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني والوفد المرافق له".

وأضاف البيان، أن "اللقاء شهد التباحث في العلاقات بين البلدين، والأوضاع الأمنية والسياسية في عموم المنطقة، وسبل تعزيز أمنها واستقرارها". وأكد السوداني خلال اللقاء، "موقف العراق الثابت الرافض لأن تكون الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على أيّ من دول الجوار". وتحدث السوداني، عن رفضه القاطع لـ"أن تكون أرض العراق مسرحاً لتواجد الجماعات المسلحة، أو أن تكون منطلقاً لاستهدافها، أو أيّ مساس بالسيادة العراقية".

ولفت البيان، إلى أن "اللقاء شهد استعراض تقدّم اتفاق التفاهم الأخير المبرم بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمملكة العربية السعودية، وأكد السوداني في هذا الصدد: ترحيب العراق بهذا الاتفاق واستعداده لتقديم كل ما يعزز استقرار المنطقة".

ومضى البيان، إلى أن "السوداني رعى توقيع محضر أمني مشترك بين البلدين، حيث وقّعه عن الجانب العراقي مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وعن الجانب الإيراني علي شمخاني، حيث تضمن المحضر التنسيق في حماية الحدود المشتركة بين البلدين، وتوطيد التعاون المشترك في مجالات أمنية عدّة".